أدونيس:مكانة الشعر والشعراء عند أفلاطون والقرآن واحدة
![](/files/أدونيس_8.jpg)
لم أر الشمس تقطّر إكسير الشجر والنباتات، كما رأيتها هذه المرة، قي قصّابين. كانت تبدو كأنها تستخرجه بنوع من النهم السماوي، أو بنوع من الشراسة المقدّسة. ثم تقذف به في أنابيب من جمرها المشتعل. كأنها كانت عازمة على تغيير عادات البراعم والغصون والجذوع. حتى أنني رأيت شجرة العنّاب تضع خدّها على التراب. ورأيت الدالية تبكي حزناً على جدائلها. ورأيت كيف تيبسُ أهداب الياسمين.
تتــجهُ ساحة العمل الأدبي والفني في الحياة العربية إلى أن تكون مختبراً أو «مصنعاً» مفتوحاً علىجميع التقنيات، وجميع التجــــارب. وليـــس الخارج فـــي هذا كلــــه، سواءٌ كـــان عربيّاً أو أجنبيـــّاً، مــصدراً للقواعد والمعايير. يتمثـــل هذا المصدرُ، بالأحرى، فـــــي الداخل الفرديّ: الموهبة، وطاقةِ الإبداع، وفرادةِ العمل، وقوّته. ولا أصولٌ أو مرجعياتٌ إلا في أحضان المبتكَر، الغريب، الفذّ.
رغم أهمية المصطلح النقدي وضرورته في التعامل مع النص، إلا أن مهمة داليا موسى في فكفكة النص الأدونيسي واقتفاء أثر الإحالة فيه،.
المادّة هي أيضاً موسيقى، يا عزيزي سيوران(1). وإلاّ، ماذا نُسمي هدير الشلالات، وعصف الريح، والانهيارات الثلجية، وانفجار البراكين، ورجرجة الزلازل؟
(1) إشارة الى قول سيوران: «ما من شيءٍ إلا وهو موسيقى، باستثناء المادة». (المياه كلها بلون الغرق، ترجمة آدم فتحي، منشورات دار الجمل، 2003، ص 123).
1 - المُعْجَم
للسياسة الإسرائيليّة معجمٌ خاصّ - لغويّاً، وفكريّاً، وأخلاقيّاً. من يخالف قواعده ومقاييسه، فهو مخطئٌ سلفاً، وإن كان مُصيباً. لا مكان للحقيقة خارجَ هذا المعجم. ولا مكانَ لِلغّة.