أبو ظبي

اعتبر رئيس وزراء قطر الأسبق حمد بن جاسم أن وصول الطائرة الإسرائيلية التي تحمل وفداً أمريكياً - إسرائيلياً إلى الإمارات، "لا يستدعي البكاء" في إشارة إلى ردود الفعل على التطبيع الإماراتي المعلن مع "إسرائيل".

وقال حمد بن جاسم: "لا داعي لهذا النحيب لوصول طائرة إسرائيلية إلى أبوظبي".

واعتبر المسؤول القطري السابق أنّ "الشيء المهم هو هل سيكون هناك سلام عادل للشعب الفلسطيني والإسرائيليين يعطي الحقوق لكلا الطرفين في العيش بسلام، ضمن حدود معترف بها تبنى على أساس حدود 67".

انطلقت أول رحلة جوية “إسرائيلية” رسمية إلى الإمارات تحمل على متنها مندوبون أمريكيون و”إسرائيليون” لمناقشة اتفاق التطبيع الذي تم توقيعه مؤخراً بين الإمارات والكيان الإسرائيلي.

وأكدت وكالة “رويترز” أن الرحلة أقلّت شخصيات أمريكية و”إسرائيلية” للمشاركة في محادثات بشأن اتفاق تطبيع العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والإمارات الذي تم برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على خطة الرحلة قوله: “إن السعودية سمحت للطائرة بوينج 737 التابعة لشركة طيران العال بالتحليق فوق أراضيها في طريقها إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي”.

لم يكن اتفاق التطبيع بين العدو الإسرائيلي ودولة الإمارات وليدَ لحظته؛ إذ إن خلفه علاقات متجذّرة سبقت لحظة الإعلان عنها بما يزيد عن العقدين. هذا ما كشف عنه الإعلام العبري أمس، مشيراً إلى أن الاتفاق لا يُؤسّس لتمثيل دبلوماسي، بقدر ما يرفع عنه الغطاء. يدور الحديث، هنا، حول سفارة إسرائيلية في الإمارات تحت ستار مؤسسات أممية، وزيارات دورية رسمية وخاصة من سياسيين ورجال أعمال ومسؤولي استخبارات، إضافة إلى وفود مشاركة في منتديات ومؤتمرات خاصة وحكومية ودولية، بما يشمل وفوداً رياضية كانت تظهر إلى العلن بين الحين والآخر، إذ إن «جواز السفر الإسرائيلي لم يكن يثير الاستغراب في الإمارات».

هي واحدة من الخطوات المنوي تنفيذها ضمن خطوات أخرى، بوصفها جزءاً لا يتجزأ من اتفاقات التطبيع مع الإمارات وعدد آخر من الدول الخليجية. ما يتكشّف تباعاً يشير إلى ذلك، وخصوصاً صفقة تسليح أميركية ضخمة مع أبو ظبي تشمل وسائل قتالية نوعية، من بينها طائرات «إف 35»، وإن حرصت إسرائيل - في العلن - على التشديد أنها «ما زالت» تعارض هذا النوع من التسليح الأميركي لدول في المنطقة، حتى تلك الخليجية التي تموضعت إلى جانبها وأعلنت، رسميّاً، أنها لن تعاديها.

في الفترة التي كان فيها التطبيع السياسي الإماراتي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي غير علنيّ، كانت الإمارات في الأشهر الأخيرة لا تتوانى عن إظهار التطبيع الرياضي عبر الترحيب بالرياضيين “الإسرائيليين” واستضافتهم في ملاعبها.

من بعد الإمارات، ستَكرّ سبحة المتسابقين لعقد «اتفاقيات السلام» مع إسرائيل، بدءاً بالبحرين وسلطنة عُمان، مروراً بالسودان ثمّ السعودية. وهو ما لن يكون مفاجئاً، بالنظر إلى سنوات من العلاقات السرّية بين تلك الأطراف من جهة وبين تل أبيب من جهة أخرى. كذلك، سيكون وليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قريباً في القدس، لا فاتحاً طبعاً، بل مُلبّياً دعوة صديقه، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين. أما الإسرائيليون فسيسرحون ويمرحون في الإمارات عبر «الخطّ العسكري» الذي يمرّ في السماء السعودية.

ليس ثمّة حاجة إلى كثيرِ جهدٍ لاستنباط موقف السعودية إزاء خطوة حليفتها الإماراتية إشهار علاقاتها مع إسرائيل. فما لا يقوله الرسميّون في العلن، يجاهر به إعلام البلاط وكتّابه صبحَ مساء، إلى درجةٍ أنّ منهم مَن أبى إلّا أن يمنِّن الفلسطينيين بـ»كرمٍ» مِن دون مقابل، بل إنّ المقابل كان «ابتزازاً» مورس ـــــ على مدى 70 عاماً ــــــ في حقّ دول الخليج «باسم قدسيّة القضيّة»، وفق ما تقرأه مقالات بسرديّات شبه موحّدة. لم يعد خافياً أنّ الصمت الملكي الموقّت وإحجام الرياض عن الترحيب ـــــ بخلاف المنامة ومسقط ـــــ مردّهما إلى عدم جاهزية المملكة بعد، للإعلان عن تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل.

كشف رئيس المخابرات السعودي السابق سعد الجبري، المتواجد في كندا، في دعوى قضائية ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن الأخير قلب دعم المملكة للتنظيمات المسلحة في سوريا رأساً على عقب عام 2015، وأعطى الضوء الأخضر السري للتدخل الروسي في سوريا.

وأفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، وفقاً للدعوى التي قدمها الجبري أن بن سلمان «أعطى الضوء الأخضر السري لتدخل روسيا في سوريا»، وهو ما أثار قلق مدير المخابرات الأمريكية حينها جون برينان، الذي التقى مع الجبري في تموز وآب 2015، وطلب منه إيصال توبيخ من إدارة باراك أوباما.

بالتزامن مع تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري، أن النظرة للإمارات ستتغير بشكل جذري بعدما طبّعت مع العدو الإسرائيلي، والقوات المسلحة الإيرانية ستتعامل معها وفق معادلات جديدة.

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن وفداً من الكيان الإسرائيلي سيتوجه خلال أيام، إلى الإمارات، لبحث تفاصيل ما تسمى “اتفاقية السلام” بين تل أبيب وأبو ظبي، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس.

وذكرت الصحيفة العبرية على موقعها الإلكتروني، أنه “من المتوقع أن يتوجه وفد إسرائيلي إلى الدولة الخليجية (الإمارات) خلال الأيام المقبلة لمناقشة تفاصيل اتفاقية السلام”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ واشنطن وتل أبيب تجريان محادثات مع دول خليجية أخرى، بينهم البحرين وسلطنة عمان، حول إمكانية الإقدام على خطوة دبلوماسية بينها وبين الكيان الإسرائيلي.