إدلب

تعرّضت مجموعة صحافيين أجانب، أمس، لقصف مدفعي في بلدة كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنّ القصف نفذ من منطقة محاذية للحدود مع تركيا.

 ألمٌ يلازم السوريين. يعيشونه مراراً نتيجة حربٍ فرضت عليهم. لا يمرُّ يومٌ دون موت. ربما له طقوس وأنواع في هذه البلاد المتوشّحة بالحزن، منذ سنين. ففي محافظات شرق البلاد (الحسكة، دير الزور، الرقة)، يبرز طقسٌ جديد للموت، لم يظهر في حروبٍ سابقة. النفط. بوّابة الموت الجديد. ورغم تحوّله إلى وسيلة للربح السريع أحياناً، ولتوفير القوت اليومي أحياناً أخرى، بطرق غير مشروعة، إلا أنّه أحرق عشرات السوريين، وشوّه آخرين، نتيجة الاتجار واستخدام المحروقات المكرّرة.

لا حدود واضحة لـ«المنطقة الخضراء» في سوريا، وما زال الغموض يلف الكثير من التفاصيل المرتبطة بالهدنة، التي بدأت بالسريان اعتباراً من ليل الجمعة - السبت.
من هي الفصائل التي انضمت إلى الهدنة؟ وما هي المناطق التي تسري عليها؟ وما هي المعايير المتبعة للتمييز بين الخروقات والعمليات العسكرية المسموح بها، وغيرها من الأمور الأخرى؟

استبشر السوريون خيراً مع دخول «وقف العمليات القتالية» حيز التنفيذ أمس، استمر على الرغم من خرق المسلحين له في بعض المناطق. وعم أغلبية المناطق في العاصمة وريفها وحمص وحماة ودرعا وحلب هدوء حذر خلال حتى ساعات ما قبل الظهر تبعه تسجيل خروقات من قبل المسلحين في عدة مناطق، مع التزام الجيش العربي السوري بتنفيذ الاتفاق.

افادت مصادر عن خروج 24 حالة مرضية وانسانية من بلدة مضايا ومدينة الزبداني في ريف دمشق مقابل خروج عدد مماثل من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي بالتنسيق مع الهلال الاحمر السوري.

وعمدت المجموعات المسلحة قبل عدة أيام الى إعاقة عملية خروج هذه الحالات من بلدتي الفوعة وكفريا ما دفع الى تأجيل عملية خروج هذه الحالات الى اليوم. 

يواصل الجيش السوري عملياته لاستعادة كامل طريق حلب ــ حماه ــ دمشق، الذي سيطر تنظيم «داعش» على أجزاء منه قبل أيام، وخاصّة بلدة خناصر التي يمر الطريق فيها، إذ تمكّن الجيش، أمس، من استعادة السيطرة على خناصر والمناطق الواقعة شمالها، فيما لا تزال المعارك مستمرة في الجزء الجنوبي من الطريق، وسط توقع ميداني باستعادته وتأهيله قريباً.

لم تحمل الساعات الأخيرة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، منذ منتصف الليلة الماضية، أية تطورات ميدانية بارزة، برغم أن الاشتباكات استمرت على وتيرتها المعتادة على عدد من الجبهات والمحاور حتى وقت متأخر من مساء أمس.

تدخل الأزمة السورية خلال الساعات المقبلة منعطفاً جديداً، حيث تنتهي المهلة الممنوحة أميركياً وروسياً، وبمظلة تأييد أوروبي، للمجموعات المسلحة لتحديد وجهتها، مع الهدنة أم ضدها، ما سيعني حتما ان الخريطة العسكرية لمئات جبهات الاقتتال السوري، وولاءات الفصائل المسلحة على تنويعاتها المعارضة، «المعتدلة»، الاجرامية، الجهادية والتكفيرية، قد تبدأ في التبدل جذريا في الايام والاسابيع المقبلة، إذا قدر لمبادرة

استنفارٌ، وتوتر غير مسبوق شهدته مناطق عديدة في محافظة إدلب قبل أيام، وذلك مع الإعلان عن الوصول إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية، باستثناء مناطق وجود «جبهة النصرة» و«داعش».

بعد أيام من إعلان الاتفاق الروسي الأميركي على شروط «وقف العمليات القتالية» في سورية، جاء الدور على تنفيذ بند جديد من اتفاق ميونيخ الذي توصلت إليه «مجموعة الدعم الدولية» لسورية، هذا الشهر. وفي هذا السياق ألقت طائرات روسية أمس مساعدات على مدينة دير الزور المحاصرة من تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات إرهابية.