مصر: لا حوار مع «الإخوان» قبل الاعتراف بالثورة
دعا القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أمس، إلى الاسراع في إنهاء المرحلة الانتقالية لسرعة العودة إلى الاستقرار في البلاد، محذراً من تحويل الصراع السياسي القائم حالياً إلى صراع ديني وحرب على الإسلام.
وقال السيسي، خلال ندوة نظمتها القوات المسلحة في ذكرى «حرب اكتوبر» العام 1973، إنه «يجب أن يدرك الجميع إدراكاً حقيقياً حجم المشاكل التي تواجه المجتمع، والتي تستوجب الإسراع فى إنهاء المرحلة الانتقالية وفقاً للإجراءات المتفق عليها في خريطة الطريق، التي أجمعت عليها القوى الوطنية»، مؤكداً أن هذه الإجراءات «يجب أن تكون محلاً للتوافق لسرعة العودة إلى العمل والاستقرار ومواجهة التحديات التى تواجه أمن مصر القومي».
وطالب السيسي رجال القوات المسلحة بالانتباه إلى «محاولات التشويه والتضليل التي تستهدف خلط الدين بالسياسة وتحويل الخلاف السياسي على تجربة حكم فشلت فى تلبية مطالب الشعب إلى صراع ديني وحرب على الإسلام».
واستنكر السيسي الدعوات والمحاولات التي تهدف للنيل من الجيش وكسر المؤسسات الأمنية، مؤكدًا أن القوات المسلحة حريصة على ألا تراق قطرة دم مصرية .
ووجه الفريق أول السيسي، الشكر والتقدير إلى أهالي سيناء الذين قدموا العديد من البطولات والتضحيات حتى تعود سيناء إلى أرض مصر، وعلى تعاونهم في الحرب على الإرهاب. وقدم اعتذار القوات المسلحة والشرطة على ما أصاب أهالي سيناء من خسائر أو نتيجة للإجراءات غير المقصودة خلال سير العمليات، مؤكداً أنه سيتم تعويضهم عن هذه الأضرار.
إلى ذلك، تبدأ مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، اليوم، زيارة للقاهرة تستغرق ثلاثة أيام، وهي الثالثة منذ عزل الرئيس محمد مرسي غداة «ثورة 30 يونيو».
وفيما سعت السلطات المصرية لوضع زيارة آشتون في إطار العلاقات المصرية - الأوروبية، فإن مصادر عدّة أشارت إلى أن للزيارة بعدا سياسيا داخليا بامتياز، حيث أن المسؤولة الأوروبية ستحاول بذل جهود جديدة لتحقيق المصالحة بين «الإخوان المسلمين» و«العهد الجديد» في مصر.
لكن هذه الجهود ربما تلقى مصير سابقاتها، في ظل تمسك كل من «الإخوان» والسلطات المصرية الموقتة بموقفيهما، فمؤيدو الرئيس المعزول ما زالوا يرفضون أي حل خارج إطار ما يسمّونه «عودة الشرعية» و«إلغاء مفاعيل الانقلاب»، في حين أن «العهد الجديد»، وكما جدد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية احمد المسلماني بالأمس، يرفض أي حوار ما لم يعترف «الإخوان» بـ«ثورة 30 يونيو».
وبحسب المصادر، فإن آشتون ستلتقي خلال زيارتها بعدد من المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم الرئيس الموقت عدلي منصور، ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، ورئيس «لجنة الخمسين» لتعديل الدستور عمرو موسى، وعدد من الشخصيات المستقلة، بالإضافة إلى القياديين في «الإخوان المسلمين» محمد بشر وعمرو دراج.
وقالت آشتون قبل توجهها إلى مصر إن الاتحاد الأوروبي يقدم باستمرار توصيات للمسؤولين المصريين بشأن الديموقراطية، مشيرة إلى ان هناك خطة اقتصادية قوية ستساعد في إنجاز الدستور الجديد والانتخابات، ومساعدة الشباب في خضم الصعوبات التي تواجه مصر.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي فإن جدول أعمال آشتون يتضمن لقاءين مع البابا تواضروس الثاني وشيخ الأزهر أحمد الطيب.
وأضاف عبد العاطي ان «هدف الزيارة هو بحث العلاقات الثنائية والاقتصادية وبرامج التعاون الثنائي وتنفيذها الى جانب بحث القضايا الإقليمية ودور الاتحاد الأوروبي فيها، ومن بينها قضية فلسطين والأزمة السورية».
ونفى المتحدث باسم الخارجية أن يكون الهدف من الزيارة مراقبة الأوضاع الداخلية في مصر، أو طلب زيارة الرئيس السابق محمد مرسي.
وأوضح عبد العاطي، ان «مصر ليس لديها حساسية من اجتماع آشتون مع أعضاء حزب الحرية والعدالة، باعتباره حزبا قائما، وأعضاؤه ليس عليهم أي أحكام أو ملاحقات قضائية».
إلى ذلك، قال المستشار الاعلامي لرئاسة الجمهورية أحمد المسلماني إن لا مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين من دون الاعتراف بـ«ثورة 30 يونيو» والنظام الحالي.
وأضاف المسلماني ان بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين تسعى للمصالحة مع الدولة، وقالوا إنهم سيشاركون في حكومة حازم الببلاوي بوزيرين، مشيرًا إلى أن قيادات بالجماعة انتقدت سياسات محمد بديع، المرشد العام، وخيرت الشاطر، وغيرهم.
وأوضح المسلماني أن «الإخوان» سيدخلون في المصالحة الوطنية بشرط اعترافهم بـ«ثورة 30 يونيو» والرئيس عدلي منصور، والنظام الحالي، وعدم ترديد أن ما حدث هو «انقلاب عسكري»، مع استبعادِ مَن تلوثت أيديهم بالدماء.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد