شيخ مشايخ الكار في دمشق: نزيف للحرف السورية و90% من الحرفيين فقدوا أعمالهم
أكد رئيس اتحاد حرفيي دمشق مروان دباس أن العديد من حكومات الدول المجاورة وفعالياتها الاقتصادية تعمل جاهدة ومنذ فترة طويلة على استقطاب الحرفيين السوريين وتقديم مختلف التسهيلات والإجراءات أمامهم للانطلاق بأعمالهم في تلك الدول، وصولاً إلى قوننة أعمالهم فيها.
وأشار دباس إلى أنه بغض النظر عن الاستفادة التي سيحققها اقتصاد تلك الدول بسبب افتتاح الحرفيين السوريين لورشهم عندهم، فإنها – تلك الدول- أيضاً تضع نصب أعينها هدفاً على المدى المتوسط والبعيد ويتمثل في أن يتم تدريب المواطنين والعمالة في تلك الدول على أيدي الحرفيين السوريين، لافتاً إلى أن العوائق في عمل حرفيي تلك الدول كبيرة أولها أنه لا يحق لأي واحد منهم افتتاح حرفة خاصة به إلا بعد الحصول على شهادة تخرج من المعهد العالي للحرفيين في تلك الدولة.
مبيناً أن الأمر لا يقتصر على الدول العربية المجاورة وإنما يمتد لمختلف الدول الأوروبية الشهيرة بصناعاتها الحرفية كإيطاليا على سبيل المثال التي تُخضع حرفي الأحذية إلى الكثير من الاختبارات للحصول على ترخيصه وافتتاح ورشة تصنيع خاصة به.
في المقابل يقول دباس: شهدت الحرف السورية خلال السنوات الأخيرة الكثير من التجاوزات والتسهيلات انعكست سلباً على مستوى مخرجات الحرفيين الذين أصبحوا يحصلون على سجل وشهادة حرفية بأموالهم التي يملكونها دون الرجوع إلى «شيوخ الكار» في بلدهم الذين كانت تعتبر شهادتهم بأهلية الحرفي أو عدم أهليته صاحبة القرار النهائي في الترخيص لمن يريد افتتاح حرفة له هنا.
وأضاف: تقوم بعض الدول ومنها الأوروبية حالياً بانتقاء النخبة من الحرفيين السوريين ناهيك عن الذين ذهبوا بأنفسهم إليها بعد أن بقي 90% منهم هنا دون عمل نتيجة الأوضاع الحالية التي نعيشها منذ فترة.
وعن خطورة هجرة الحرفيين السوريين وتوطينهم في تلك الدول كشف رئيس اتحاد حرفيي دمشق عن مغادرة أعداد كبيرة من حرفيي الصاغة السوريين «وهؤلاء يعتبرون من أصحاب الخبرة التي تضاهي الحرفيين في العالم كله نظراً لدقتهم وحرفيتهم العالية، وهؤلاء لا أعتقد أنهم سيفكرون بالعودة خلال السنوات القريبة القادمة إلى سورية.
وناشد دباس وضع ضوابط دقيقة وعلمية وتنظيم دقيق تعتبر كشروط لحصول أي حرفي على شهادة عمل في حرفته، «وعليهم في هذه الحالة العودة إلى «مشايخ الكار» ليدعموهم وإلا فإن وضع الآلاف من الحرفيين يهدد وضع القطاع الحرفي بأكمله».
ولم ينف دباس أن استقطاب الحرفيين السوريين لم يكن خلال الأزمة الحالية فقط وإنما منذ سنوات طويلة وخصوصاً في حرف صياغة الذهب وصناعة الرخام والشرقيات والحلويات والأطعمة وغيرها حتى أن لسورية ترتيباً بين المراتب الثلاث الأولى على مستوى العالم في تلك الحرف.
وضرب مثالاً على ذلك أن السوري من حرفيي إصلاح وصيانة السيارات أصبح مؤخراً متميزاً في مصر مؤخراً وهذا بشهادة الجميع وأصبح له الكثير من المتدربين من المواطنين المصريين. وأشار دباس إلى أن وضع الحرفيين في الوقت الحالي صعب للغاية مع هذه الظروف التي أدت إلى توقف الأغلبية العظمى من المناطق الصناعية الخاصة بالحرفيين إضافة إلى الصعوبات الأخرى التي تواجههم إضافة للانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وتوقف أعمالهم جراء ذلك.
وختم بالقول: هناك نزيف يحصل في خاصرة الحرفة السورية والمطلوب إصلاح هذا الوضع في مقابل المساعي الحثيثة في استقطاب الحرفيين السوريين، ما جعل الحرفة السورية مهددة بالزوال ويجب على الحكومة ألا تنسى أننا بحاجة بعد انتهاء الأزمة إلى كل حرفي وكل عامل وكل من هو قادر حتى على التعامل مع «مفك البراغي»، وأن جميع تلك الدول التي تمتلئ بالبطالة لا تتردد في الاهتمام بالعامل والحرفي السوري لأنه بمنزلة قيمة مضافة لها. و«نحذر من هجرة الحرفيين السوريين إلى خارج البلاد نظراً للإغراءات التي تعرض أمامهم وسنكون في يوم من الأيام بحاجة إلى كل واحد من هؤلاء آجلاً أم عاجلاً».
يشار إلى أن الحكومة الأردنية وافقت مؤخراً على السماح باستقدام الحرفيين والفنيين السوريين، وذلك بنسبة 30 بالمئة في المدن الصناعية، و60 بالمئة للمناطق النائية والأطراف خارج مراكز المحافظات.
وجاءت هذه الموافقة بناءّ على توصيات لجنة التنمية الاقتصادية لوضع توصيات خاصة بالعمالة السورية والاستثمارات والمستثمرين السوريين في الأردن، حيث تضمنت التوصيات وضع آليات لتسهيل دخول المستثمرين السوريين إلى الأردن، من خلال مخاطبة جمعية رجال الأعمال الأردنيين لتزويد وزارة الداخلية الأردنية بأسماء المستثمرين السوريين الراغبين في القدوم إلى الأردن.
حسان هاشم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد