المالكي يبشّر بقرب نهاية معركة الأنبار و هجمات تستهدف المنطقة الخضراء في بغداد
واجه العراقيون والحكومة العراقية، المنهمكة في مواجهة التدهور الأمني في البلاد وسط تعقّد سير العملية السياسية، موجة هجمات إرهابية جديدة، أمس، بينها هجوم استهدف وزارة الخارجية في وسط العاصمة العراقية بغداد.
وأعلنت مصادر أمنية عراقية أنّ سلسلة تفجيرات هزّت بغداد، وأدت إلى مقتل 34 شخصاً، على الأقل، وإصابة حوالي 60، من بينها عدة تفجيرات وقعت قرب المنطقة الخضراء شديدة التحصين وميدان مزدحم في وسط العاصمة.
وجاءت التفجيرات بعد يوم من إطلاق قذيفتين على المنطقة الخضراء التي يوجد ضمنها مكتب رئيس الوزراء العراقي وسفارات غربية، بينها سفارة الولايات المتحدة، ما يزيد المخاوف بشأن قدرة العراق على حماية المواقع الإستراتيجية مع تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وقالت مصادر أمنية، أمس، إن سيارتين كانتا متوقفتين في الجهة المقابلة لمبنى وزارة الخارجية انفجرتا مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 20، على الأقل، فيما قدمت وزارة الخارجية رواية مختلفة.
ففي بيان لها، قالت وزارة الخارجية "حاول صباح اليوم (أمس)... وفي حوالي الساعة التاسعة صباحا أحد الإرهابيين الانتحاريين مستقلا دراجة نارية الدخول إلى المحيط الأمني لمبنى الوزارة"، موضحة "أوقفته مجموعة من حمايات الوزارة في نقطة السيطرة الأولية ومنعوه من الدخول فقام بتفجير نفسه والدراجة في الوقت الذي بدء الدوام الرسمي للموظفين والمراجعين مما أدى إلى استشهاد 11 من الموظفين والمراجعين والحمايات وجرح عشرة آخرين".
ولم تتبن أي جهة الهجمات، التي دانتها وزارة الخارجية الأميركية، إلا أنه في شهر آب العام 2009 تبنى تنظيم "القاعدة" هجمات دامية استهدفت وزارتي الخارجية والمالية، ما أدى في حينه إلى مقتل نحو مئة شخص.
واستطاعت قوات الأمن كذلك، أمس، تفجير عبوة عن بعد دون وقوع ضحايا على مقربة من مقر وزارة النفط في وسط بغداد، وفقا لمصادر أمنية.
كما وقع تفجير آخر قرب ساحة الخلاني في وسط بغداد، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو عشرة، على الأقل. وفي وقت لاحق أدى تفجير ثلاث سيارات في تتابع سريع في منطقة جسر ديالا الجنوبية الشرقية إلى مقتل 11 شخصا، على الأقل، وإصابة نحو 25، فيما أدى إطلاق قذيفة على شارع حيفا في وسط العاصمة إلى مقتل شخص وإصابة سبعة أشخاص، على الأقل.
في موازاة ذلك، برز في الكلمة الأسبوعية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، حديثه عن مبادرة بشأن المعارك الدائرة في عدد من مناطق محافظة الأنبار في الأيام المقبلة، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
وقال المالكي "أثبتت المعارك التي يخوضها أبطالنا في قواتنا المسلحة ومعهم أبناء العشائر أنّ معركتنا في الانبار هي معركة ضد الإرهاب فقط وليس ضد أي مكوّن من مكونات الشعب العراقي كما يروج بعض الطائفيين"، مضيفاً أنّ "معركتنا في الأنبار... شارفت بهمة الرجال والمقاتلين والقيادات الميدانية على الانتهاء".
وأضاف "أنا أحيي المبادرة التي سيعلن عنها خلال أيام التي ستقوم بها الحكومة المحلية ومعها شيوخ العشائر الأبطال الذين وقفوا بوجه القاعدة وحملوا السلاح من أجل إطلاق مبادرة توحد المواقف لحسم المعركة ضد القاعدة لكي ننطلق بعملية الإصلاحات والبناء والإعمار وتعويض الخسائر والأضرار وإصلاح كل شيء والاستجابة للمطالب المشروعة التي من يطالب بها يستحق التعاون معه لأنها لا تنطلق من خلفيات سياسية أو حزبية أو انتخابية".
من جهته، أكد وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي، أمس، أن "مصير عناصر داعش هو الاستسلام أو الموت على يد القوات الأمنية ولا نقبل بغير ذلك حل"، مشددا على أن "القوات الأمنية لن تسمح لعناصر داعش بالانتقال إلى مكان آخر".
وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية أنّ وزير الدفاع "عقد اليوم (أمس) اجتماعا في محافظة الأنبار مع القادة العسكريين وجمعا من شيوخ المحافظة تم خلاله مناقشة العديد من الأمور ومنها أن يكون حلان لا ثالث لهما مع عصابات تنظيم داعش الإرهابي، إما الاستسلام أو الموت على أيدي القوات الأمنية".
وفي ظل هذه التطورات، تواصل قوات من الجيش والشرطة و"الصحوات" وأبناء العشائر ملاحقة مسلحين من تنظيم "داعش" في مدينة الرمادي، فيما لا تزال مدينة الفلوجة محاصرة من قبل القوات الأمنية.
وقال مصدر أمني في الرمادي إن "قواتنا تستعد لمداهمة منطقة السكك، في جنوب الرمادي، آخر معاقل تنظيم داعش في المدينة". وأكد أن "قواتنا استعادت السيطرة على جميع المناطق الأخرى في الرمادي ورفعت جميع العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون".
كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية أنّ قواتها تمكنت من "قتل 35 إرهابيا من عناصر تنظيم داعش والاستيلاء على ثلاث عجلات وحرق أربع في منطقة الملعب والبوجابر" شرق الرمادي.
في سياق منفصل، تعتزم الولايات المتحدة إرسال خبراء إلى العراق لمساعدته في حفظ أمن منشآته النفطية، كما أعلن مسؤولون أمس.
وقالت "اللجنة التنسيقية المشتركة للطاقة بين العراق والولايات المتحدة" في بيان صدر في ختام اجتماع عقدته في بغداد، أمس، إنّ "العراق والولايات المتحدة شرعا في التعاون في مجال جديد مهم من خلال استخدام خبراء من وزارتي الطاقة والخارجية الأميركيتين للعمل مع العراق لرسم خطة لحماية البنى التحتية للطاقة في العراق من الهجمات الإرهابية والكوارث الطبيعية".
وأوضح نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أنّ هذا الدعم لا يعني بأي حال من الأحوال نشر قوات أجنبية على الأراضي العراقية بل هو تعاون يتناول حصرا ميادين الدراسات والتجهيزات.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد