كلوني: يناشد الصين وروسيا ومصر لانقاذ دارفور
تمنى الممثل الأميركي الشهير جورج كلوني على القيادات السياسية والقطاع المدني في العالم العربي، خصوصا مصر، وفي الصين أن تستخدم ما لديها من نفوذ وتأثير لوقف المأساة الإنسانية في دارفور عبر المفاوضات. ولاحظ كلوني، في مؤتمر صحافي أمس في نيويورك بعد اجتماعه ووفده مع الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان، ان المنطلق في أكثر من دولة عربية هو أن المسألة في دارفور ليست إنسانية وإنما تتعلق بتغيير نظام الرئيس عمر البشير، مطالباً بإعادة النظر في هذا الفهم، لأن دارفور على «شفير الهاوية والصبر يعني التراخي» في هذا المنعطف الخطير. واعتبر ان الأولوية يجب أن تكون لـ «بقاء الناس على قيد الحياة وليس لمجرد العملية السياسية».
وشارك في المؤتمر الصحافي كل من الممثل والمخرج دون تشيدل والرياضي الأولمبي الأميركي جوي تشيك والرياضية الكينية تغلا لورب. وتحدث كلوني عن 2.5 مليون لاجئ «بلا مساعدة أو حماية أو أمل»، وعن طرد العاملين في الحقل الإنساني جماعياً، تاركين وراءهم اناسا يقومون بآخر مهماتهم الكبرى: «مشاهدة افراد عائلاتهم يموتون».
وقال كلوني الذي زار أخيراً مصر والصين ان للبلدين «دوراً مميزاً يؤهلهما للتأثير في الوضع، ما قد يمكّن من احداث اختراق في المفاوضات»، لافتاً الى العلاقة التجارية التي تجعل الصين أكبر شريك تجاري للسودان، لا سيما في القطاع النفطي، ما يؤهلها لاستخدام «نفوذها الاقتصادي». وقال ان لمصر «وزناً سياسياً مهماً مع الرئيس البشير». واضاف ان «على الدولتين ان تشددا على ضرورة التوصل الى اتفاق سلام متفاوض عليه بين الحكومة والمتمردين، وكلاهما يؤمن بأن له دوراً في هذه العملية وان على كليهما بذل الجهد لحمل الأطراف الى الطاولة في الوقت المناسب».
وأشار كلوني الى اقتراح من السيدة الأولى في مصر سوزان مبارك لعقد مؤتمر في مصر عن الوضع الانساني في دارفور، وإعلان استعدادهما للسفر الى مخيم لاجئين في تشاد من أجل نشر التوعية في العالم العربي حول ما يحدث هناك. كما اشار الى استعداد مصر لارسال الأطباء «لسد الفراغ» الذي يتركه العاملون في هذا الحقل «وهم يغادرون بارقام مرعبة».
وقال كلوني إن مساعد وزير خارجية الصين وافق على ان الوضع في دارفور متدهور، ووعد بأن «يرفع مستوى الاهتمام» بهذا الأمر مع الحكومة السودانية. وأضاف ان الصين ومصر اقترحتا ان يكون كوفي انان موفداً خاصاً للمساعدة في التفاوض على السلام عندما يغادر منصبه كأمين عام.
ودعا كلوني الى «قوة حماية للمدنيين في دارفور قوية وفاعلة وبدعوة من الحكومة السودانية»، وقال: «اننا نحض أولئك الذين لهم نفوذ مع الخرطوم، الصين ومصر وروسيا، وغيرهم ان يبذلوا الجهد المكثف نيابة عن المدنيين في دارفور». وأضاف لربما العقوبات هي «العصا» التي لا بد من استخدامها لاحقاً.
وأشار دون تشيدل الى «الصمت الرهيب الذي يخيم على موضوع دارفور في بقع عدة من العالم حتى عندما تحرق المساعدات الانسانية ويهاجم العاملون في حقل المساعدة الانسانية ليغادروا موقع الكارثة».
جوي تشيك أشار الى الألعاب الأولمبية عام 2008 في الصين «وهذه فرصة لهم لإثبات وجودهم على المسرح العالمي وانهم حقاً دولة كبرى ملتزمة مبادئ عليا لا تغض النظر عن أزمة انسانية كهذه».
راغدة درغام
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد