اليمن: «أنصار الله»: المفاوضات عادت إلى «النقطة الصفر»
بعد نحو شهرٍ من خروج التظاهرات الحاشدة المطالبة بإسقاط الحكومة اليمنية وإلغاء قرارها رفع الدعم عن المشتقات النفطية، إضافةً إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، لا تزال الأزمة التي نجت الأسبوع الماضي، مرتين، من التحوّل إلى حرب دامية، تتفاقم. وبعدما لاح طيف تسوية سياسية محتملة بين الحكومة وجماعة «أنصار الله» في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الجماعة أن المفاوضات عادت إلى «النقطة الصفر» بسبب تدخّل «رعاة المبادرة الخليجية» في الشؤون الداخلية على حساب حقوق الشعب.
وفيما تتواصل الاعتصامات في شوارع صنعاء وعلى مداخلها، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر وساطة جديدة بين الجماعة والرئاسة، محذراً من «خطورة» المرحلة الراهنة.
وأعلنت جماعة «أنصار الله»، أمس، أن بيان الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن (المبادرة الخليجية) «أعاد المفاوضات مع السلطات إلى النقطة الصفر». ووصف المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، بيان الدول العشر بأنه «تدخل مباشر على مسار النقاشات من قبل الدول العشر»، مضيفاً أن البيان «تجاهل المطالب الشعبية، في تصرف يؤكد حرص تلك الأطراف الخارجية على الهيمنة على إدارة البلاد، وتجاهل مطالب الشعب اليمني المحقة والعادلة».
وجدّد عبدالسلام، عبر صفحته على موقع «فايسبوك»، التأكيد على أن «الشعب اليمني لن يتراجع عن مطالبه وأهداف ثورته التي أعلنها في مسيرات مليونية في مختلف المحافظات اليمنية»، وذلك «بالاستمرار في حراكه الثوري ونشاطه الشعبي والتمسك بأهدافه حتى تحقيقها».
حمّل رعاة المبادرة الخليجية الحوثيين مسؤولية تدهور الوضع
وحمّلت مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن الحوثيين مسؤولية تدهور الوضع الأمني في اليمن.
وعبرت المجموعة، في بيان لها، أول من أمس، عن «قلقها البالغ من الأنشطة العلنية لجماعة «أنصار الله»، التي أدت إلى حالة عدم الاستقرار». وحث البيان الحوثيين على التفاوض مع الحكومة اليمنية بـ «حسن نية» لحلّ المظالم والخلافات السياسية، وتنفيذ جميع الاتفاقيات التي توصلت إليها مع الحكومة. وأكدت المجموعة التي تضمّ إلى جانب الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، دول مجلس التعاون الخليجي، ما عدا قطر، إلى جانب بعثة الاتحاد الأوروبي، «التزامها الدائم العملية الانتقالية السلمية المذكورة في مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي»، مطالبةً «جميع الأطراف بالتزام المبادئ الأساسية للمبادرة، والرامية إلى تحقيق أمن اليمن، ووحدته، واستقراره».
كذلك، دان البيان «العناصر التي تسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار الحالية لتنفيذ أجندات سياسية ضيقة»، و«البيانات العلنية لأنصار الله، التي تعني جوهرياً تهديدات لإسقاط الحكومة اليمنية»، محملاً الجماعة مسؤولية عدم الانسحاب الكامل من مدينة عمران، واشتراكها في مواجهات مسلحة في الجوف».
وفي إطار المفاوضات المترنّحة، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أنه بدأ، مساء يوم السبت، لقاءات الوساطة بين الرئاسة اليمنية وجماعة «أنصار الله»، من أجل إيجاد حلّ سلمي للأزمة الراهنة في البلاد.
وأوضح بنعمر في بيان أنه استمع إلى مستشار رئيس الجمهورية عبد الكريم الإرياني، أحد موفدي الرئاسة للقاء زعيم الحوثيين، ومدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك، ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي (الاستخبارات) اللواء جلال الرويشان، وأمين العاصمة عبد القادر هلال، وممثلي الجماعة حسين العزي ومهدي المشاط. ولفت إلى أنه جرى خلال هذه اللقاءات «بحث جميع القضايا العالقة بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي يحظى بتوافق وطني، ويكون قابلاً للتنفيذ في أقرب وقت من أجل ضمان أمن اليمن واستقراره».
ولم يوضح المبعوث الأممي طبيعة النتائج التي توصل إليها خلال جولته، لكنه اكتفى بالقول إن «المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لهذه المبادرة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، تمثل مرجعية لحلّ جميع النزاعات ولاستكمال العملية السياسية»، محذراً من «خطورة» المرحلة التي يمر بها اليمن حالياً.
من جهته، دان الاتحاد الأوروبي، أمس، «الأعمال التي تستهدف تقويض العملية الانتقالية» المستندة إلى المبادرة الخليجية، في اليمن. ودعت بعثة الاتحاد في صنعاء في بيان، الجماعات المسلحة إلى «تسليم الأسلحة التي جرى الاستيلاء عليها من القوات النظامية».
الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد