تسابق بين المتنافسين على وراثة العرش السعودي للقاء أوباما
حركة نشطة باتجاه واشنطن شهدها شهر كانون اول الحالي من الحالمين بميراث العرش السعودي خلفا للملك عبدالله بن عبد العزيز، وكان لقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما هدف زوار واشنطن من الحالمين بخلافة عبد الله بن عبد العزيز وهما الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، والامير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني ورئيسه.
الزائر الاول لواشنطن كان متعب بن عبدالله بن عبد العزيز الذي زار العاصمة الامريكية نهاية شهر تشرين ثاني الماضي والتقى خلال زيارته كل من وزير الدفاع الحالي (تشاك هاغل) الذي تنتهي ولايته اخر العام الحالي والتقى وزير الدفاع الجديد ( اشتون كارتر) كما التقى مدير وكالة الاستخبارات الامريكية (جون برينان). وكان اللقاء الاهم الذي من أجله حضر متعب الى واشنطن مع الرئيس الامريكي باراك أوباما، وتقول مصادر في باريس ان متعب بن عبد الله حصل من الرئيس الامريكي على موافقة امريكية لبيع طائرات هليكوبتر حربية للحرس الوطني السعودي ، بعدما كانت واشنطن ترفض هذا الامر رفضا قاطعا، غير ان الموقف الامريكي بدأ بالتغير منذ الربيع الماضي حسب المصادر نفسها و هذا يعد إشارة ضمنية الى رضا امريكا عن والد متعب الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود، ورضاها على متعب ايضا ما يعزز موقع الاخير في الصراع القائم بينه وبين ابن عمه وزير الداخلية محمد بن نايف على وراثة العرش السعودي من الجيل الاول .
الزائر السعودي الثاني لواشنطن والحالم بوراثة العرش السعودي هو وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي لحق بمتعب خلال الاسبوع الثاني من شهر كانون اول الحالي والتقى خلال زيارته بنفس الاشخاص الذين التقى بهم متعب منهيا الزيارة بلقاء جمعه مع الرئيس الامريكي باراك أوباما.
واتت زيارة متعب وزيارة بن نايف في ظل الخلافات الامريكية السعودية حول السعي الامريكي لايجاد تسوية مع ايران في ملفها النووي وفي ظل التقدم الذي تشهده المفاوضات الايرانية الغربية في هذا المجال، وياتي القلق السعودي مترافقا مع قلق خليجي في هذا الموضوع، الموقف الامريكي من سوريا ايضا يثير غضب السعودية التي تسعى لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وتريد السعودية من واشنطن القيام بعمل عسكري ضد سوريا يسقط النظام في دمشق بينما يرفض اوباما هذا وبدلا عنه قررت واشنطن قيادة تحالف دولي لضرب تنظيم (داعش) .
وتشير معلومات في العاصمة الفرنسية باريس الى ان المسعى السعودي الاخير بالتقارب مع قطر يدخل في سياسة تعتمدها السعودية حاليا للضغط على واشنطن عبر ايجاد حلف عريض في المنطقة يضم حلفاء الولايات المتحدة العرب اضافة لتركيا لمواجهة اندفاعة الرئيس الامريكي باراك اوباما نحو ايران، ولزيادة الضغط عليه في الموضوع السوري.
وتشعر الدول المذكورة وخاصة السعودية بقلق كبير من استمرار الحرب الدولية ضد داعش دون التعرض للجيش السوري في سوريا وبدأت الضربات الجوية الدولية تعطي نتاجا على الارض في نفس الوقت لم يؤثر سقوط الموصل و تقدم داعش في العراق خلال الصيف الماضي على النفوذ الايراني في بلاد الرافدين، وتكرر السعودية كلامها حول سعيها لمحاربة النفوذ الايراني في المنطقة ، ويظهر من زيارات متعب بن عبدالله ومحمد بن نايف الى واشنطن ان العائلة السعودية الحاكمة أصبحت على يقين ان امريكا بعد انتائها من تسوية الملف النووي مع ايران سوف تضع ثقلها في ملف وراثة الملك في السعودية ولوقتها سوف نرى زيارات كثيرة لواشنطن يقوم بها الحالمون بوراثة العرش السعودي.
نضال حمادة
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد