مجلس الأمن يفشل في الدعوة لوقف القتال بالصومال
أخفق مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على صيغة للمطالبة بإنهاء القتال الدائر في الصومال بعد أن أصرت دولة قطر البلد العربي الوحيد في المجلس على أن يدعو البيان إلى انسحاب فوري للقوات الإثيوبية والأجنبية من هذا البلد.
ويؤيد بعض أعضاء المجلس بيانا آخر يدعو إلى انسحاب القوات "غير المرخص لها"، وهو ما من شأنه استثناء القوات الإثيوبية التي دخلت الأراضي الصومالية بطلب من الحكومة الانتقالية.
ونسبة لعدم التوافق بين الأعضاء تقرر مواصلة النقاش ظهر اليوم الأربعاء في محاولة للحصول على إجماع.
وكان المجلس قد استمع إلى تقرير من المندوب الخاص للأمين العام إلى الصومال، الغيني فرنسوا لونسي فال الذي طلب من المجلس دعوة الأطراف إلى وقف المعارك على الفور والامتناع عن أي تحريض إضافي.
من جهته قال السفير الفرنسي جان مارك دو لا سابليير إن "موقفنا هو ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية، وعندما أقول كافة، يعني كافة"، في إشارة إلى القوات الإثيوبية. كما دعت الحكومتان الألمانية والكينية لوقف فوري للمعارك.
وأدان مفوض الاتحاد الأوروبي للتنمية والمساعدات الإنسانية لوي ميشيل تصاعد القتال في الصومال. وقال في تصريحات له ببروكسل "على اللاعبين الخارجيين الإحجام فورا عن التدخل العسكري في شؤون الصومال وإثارة المزيد من العنف".
كما دعت منظمة المؤتمر الإسلامي القوات الإثيوبية إلى الانسحاب فورا من الصومال محذرة من خطر اشتعال منطقة القرن الأفريقي كلها. وناشد الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان جميع الأطراف الصومالية -وخاصة زعماء مختلف الفئات، وكافة البلدان المجاورة للصومال- التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس والمسؤولية.
وغردت واشنطن خارج السرب الداعي لوقف إطلاق النار وأعلنت دعمها للهجوم الإثيوبي في هذه الحرب التي حصدت حتى الآن أكثر من ألف شخص ونحو أربعة آلاف جريح كما شردت آلاف الأسر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية غونزو غاييغوس "لدى إثيوبيا مخاوف حقيقية مما يجري في الصومال"، ولكنه أضاف أن الولايات المتحدة "دعت الحكومة الإثيوبية لضبط النفس في تدخلها في الصومال وتأمين حماية المدنيين".
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن طائرات مراقبة أميركية تحلق فوق الصومال لنقل معلومات استخباراتية لصالح إثيوبيا.
بدوره قال باتريك مازيمهاكا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن الاتحاد "يعترف بأن إثيوبيا مهددة من المحاكم الإسلامية ونحن نقر بحقها في الدفاع عن النفس".
وميدانيا سيطرت القوات الإثيوبية في الصومال على بلدة جلاقسي على بعد 130 كلم شمال العاصمة مقديشو، ومدينتي دينسور (120 كلم جنوب غرب مدينة بيداوا) وبورهاكبو (60 كلم جنوب شرق بيداوا) وبوليبردي وسط البلاد، وعلى مدينة بلدوين.
وفي خضم المعارك المتواصلة أطلقت طائرتان إثيوبيتان صواريخ على عناصر من قوات المحاكم الإسلامية أثناء تراجعهم، كما قتل خمسة من جنود المحاكم في الغارة الإثيوبية التي استهدفت قرية ليغو الواقعة على بعد (100 كلم) جنوب غرب مقديشو.
وقد دعت الحكومة الانتقالية قوات المحاكم الإسلامية إلى الاستسلام وعرضت عليها العفو.
من جانبه قال رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد إن انسحاب قوات المحاكم من دينسور وبورهاكبو هو خطوة تكتيكية ضمن إستراتيجية جديدة لصد القوات الحكومية والإثيوبية.
وأكد شيخ شريف في مؤتمر صحفي أن المحاكم مستعدة لحرب طويلة، ونفى وجود قوات إريترية تقاتل إلى جانب قوات المحاكم، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المحاكم تواجه جنودا إثيوبيين فقط وأنه لا يوجد جنود صوماليون في المواجهة.
بالمقابل قال رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي إن القوات الإثيوبية وقوات الحكومة الانتقالية "وجهت ضربة قوية" لما سماها "القوات الإرهابية الدولية".
وذكر في تصريح صحفي في أديس أبابا أن قوات المحاكم الإسلامية باتت "خارج اللعبة تماما"، وأكد زيناوي أن لا نية للقوات الإثيوبية بمهاجمة مقديشو.
المصدر: الجزيرة+ وكالات
إضافة تعليق جديد