واشنطن تكشف استعداد بعض حلفائها لدعم “الإرهاب المعتدل”في سورية
يواصل المسؤولون الأمريكيون إطلاق تصريحات متناقضة تثبت التخبط في السياسة الأمريكية والخلافات القائمة ضمن الأوساط السياسية في واشنطن فبعد مضي أيام قليلة على إقرار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن على بلاده التفاوض مع الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة في سورية وزعمه متابعة “مسار دبلوماسي” بهذا الشأن يخرج رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال راي أوديرنو” ليجدد التزام الولايات المتحدة بدعم الإرهابيين الذين يطلق عليهم تسمية “المعارضة المعتدلة” في سورية ليس فقط بالأموال والأسلحة بل بإرسال قوات عسكرية على الأرض.
وأبلغ اوديرنو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي ان بعض حلفاء الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي ربما يكونون مستعدين لإرسال قوات عسكرية لدعم ومرافقة الإرهابيين الذين تسميهم واشنطن “المعارضة المعتدلة” في سورية وذلك بعد تدريبهم في معسكرات إرهابية ودفعهم مجددا إلى سورية لاستكمال جرائمهم المروعة.
وتعيد تصريحات أوديرنو المشهد السياسي الأمريكي المتناقض ذاته حيث تدعي الإدارة الأمريكية سعيها إيجاد وسائل دبلوماسية لحل الأزمة في سورية لكنها تستمر في دعم الإرهابيين ومدهم بالمال والسلاح في نهج لا يمكن أن يتشابك على الإطلاق مع إطار البحث عن حل للأزمة.
وفي مداخلته التي نقلت صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات منها أوضح أوديرنو ان “الجيش الأمريكي على علم بأن قوة “المعارضة المعتدلة” ستحتاج إلى مساعدة ودعم حال إعادتها إلى سورية” مؤكدا انه “يدرس أفضل السبل لتقديم تلك المساعدة”.
ولفت أوديرنو إلى المخططات التي تحيكها الولايات المتحدة لتسهيل جرائم الإرهابيين الذين تسميهم “معارضة معتدلة” في سورية وتقديم كل وسائل الدعم لهم مبينا ان الدول الحليفة للولايات المتحدة ستكون “حذرة” بشأن الأماكن التي سيتم إرسال هؤلاء الإرهابيين إليها وما هي العمليات التي سيضطلعون بها في بادئ الأمر.
وقال أوديرنو.. “نحن ندرس استخدام تلك القوات حال تدريبها واعتقد انه علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن كيف سنفعل ذلك كما اعتقد انه سيكون هناك بعض عناصر الدعم التي ستكون ضرورية لمساعدتهم”.
ولم يحدد أوديرنو نوع “عناصر” الدعم الذي ربما يكون ضروريا وغالبا ما تستخدم الكلمة للإشارة إلى جنود يقومون بمهام المخابرات والاستطلاع والإخلاء الطبي والاتصالات ومهام أخرى تدعم العمليات القتالية.
وفي محاولة منه لاستدراك مخاوفه والتغطية على قلق الولايات المتحدة من إمكانيات الجيش العربي السوري وقدرته على سحق التنظيمات الإرهابية الموالية لواشنطن زعم أوديرنو” انه بالنظر إلى الغرض من إنشاء قوات ما يسمى “المعارضة” في سورية وهو .. “التصدي” لتنظيم “داعش” الإرهابي على حد قوله .. فإن “الحلفاء” سيقومون بمسعى في بادئ الأمر لوضع هذه القوات في مكان من غير المرجح أن تتعرض فيها لضربات الجيش العربي السوري.
وتأتي تصريحات أوديرنو في سياق التأكيدات الأمريكية المتكررة حول استمرار دعمها للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية حيث أعلن الجنرال الأمريكي المتقاعد جون ألن الذي يتولى تنسيق تحرك ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في وقت سابق من الشهر الجاري أن الولايات المتحدة “ستحمى مقاتلي/ المعارضة السورية /الذين ستدربهم وتسلحهم وذلك حالما يصبحون في ميدان القتال”.
وكان رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي كشف أنه قد يتم في النهاية إرسال وحدات من القوات الخاصة الأمريكية لدعم إرهابيي ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية ومؤازرتهم على الأرض وذلك بعد انتهاء عمليات تدريبهم في معسكرات إرهابية خاصة تستضيفها السعودية وقطر وتركيا ودفعهم مجددا إلى سورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد