زعماء عرب يلتقون نتنياهو خلف كواليس «المناخ»
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن لقائه بعدة زعماء عرب، خلف الكواليس على هامش قمة المناخ العالمي في العاصمة الفرنسية باريس. ولفت إلى أنهم هم الذين بادروا بالتوجه إليه والتحدث معه، لكنه رفض الكشف عن هوياتهم. مع ذلك، يفرض الكشف الذي بادر إليه نتنياهو خلال حديثه مع الصحافيين تساؤلات عن أهدافه والرسائل التي أراد إيصالها.
ويبدو أنه يسعى بتظهير هذا اللقاء، وعلى لسانه شخصياً، إلى التشديد على صحة تقديراته التي رددها حول أن التطورات التي تشهدها المنطقة العربية تنطوي على فرص حقيقية لإسرائيل، في دفع عدد من الدول العربية، وتحديداً الخليجية، من الذين لا تربطهم علاقات رسمية بإسرائيل إلى الاقتراب خطوات إضافية نحو تل أبيب، وذلك في الطريق إلى التناغم والتكامل بينهم، وصولاً إلى إمكانية التحالف في مواجهة «تهديدات مشتركة».
نتنياهو أراد القول إن خياراته السياسية على المسار الفلسطيني ليس لها أثمان عربية، بل يمكن إسرائيل في ظل تشددها السياسي والأمني، أن تكسب المزيد من الأصدقاء العرب، خاصة بعدما تراجعت مكانة القضية الفلسطينية في حسابات هؤلاء الزعماء. والمؤكد أن هذا الخطاب موجه تحديداً، في جزء منه على الأقل، نحو المعارضة السياسية في الداخل الإسرائيلي التي تروج أن سياسات نتنياهو تحرم إسرائيل فرصاً إقليمية ودولية، فضلاً عن الأثمان الأمنية الناتجة من العمليات التي ينفذها الشبان الفلسطينيون.
في المقابل، ولتظهير هذه الأبعاد وتثبيتها كحقائق، شدد نتنياهو على أن «قادة عرباً اقتربوا مني وصافحوني أمام العالم كله». وكي يقلص هامش الاحتمالات، أوضح أن هؤلاء الزعماء ليسوا ممن تربطهم علاقات بإسرائيل، بل من «الآخرين»، بل إن أحدهم «أعرب عن تقديره لخطابي في الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن «شيئاً ما مختلفاً يحدث هنا».
وكان نتنياهو قد التقى أيضاً، في كواليس المؤتمر وخلال استراحة الغداء، أكثر من عشرة زعماء أجانب. بالإضافة إلى باراك أوباما وفلاديمير بوتين، التقى مع رئيس الحكومة الهندية نيريندا مودي، ومع رئيس الحكومة الكندية الجديد جاستن ترودو، ورئيس حكومة أوستراليا الجديد مالكولم تورنبول. كذلك أجرى لقاءات قصيرة في الرواق مع رئيسة الحكومة النرويجية، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون.
ومن بين اللقاءات القصيرة التي عقدها نتنياهو، كان اللقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، وتحدثا لعدة دقائق. وطلبت موغريني خلالها تلقي توضيحات حول قرار نتنياهو تعليق الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي في الموضوع الفلسطيني، رداً على قرار وسم منتجات المستوطنات. وبعد اللقاء، قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين جيدة، وهكذا ستكون لاحقاً. وأضافت المتحدثة أن الاتحاد «سيواصل العمل مع إسرائيل والفلسطينيين في مسألة العملية السلمية من خلال الرباعية الدولية».
لكن نتنياهو قال إنه خلال اللقاء القصير مع موغريني لم يغير انتقاده لقرار وسم منتجات المستوطنات، وأضاف: «لدينا نقاش مع الاتحاد الأوروبي، وأنا لا أخفيه. موغريني ليست معنية بالمواجهة، وهم يفهمون أنه توجد مشكلة جدية من وجهة نظرنا».
مع ذلك، يرى نتنياهو أنه وفق الصورة المفصَّلة فإن علاقات إسرائيل مع الدول الأوروبية الأساسية جيدة، لكون الأخيرة تكنّ أهمية كبيرة لإسرائيل في المجالات التي تهمها. ويرى أيضاً أن إسرائيل ليست معزولة، بل العكس هو الصحيح، فـ«مكانتها راسخة والناس يسعون إلى التقارب معها ويعرفون أن إسرائيل قوة إقليمية ودولية كبيرة، ويمكنهم الاستعانة بها في محاربة الإسلام المتطرف والإرهاب، وكذلك في مجالات الاختراعات والسايبر والمياه».
علي حيدر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد