تركيا تواصل سحب قواتها من العراق؟
أعلنت تركيا أنها «ستواصل» سحب قواتها من العراق، غداة دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، إلى اتخاذ هذا الإجراء لتهدئة التوتر بين البلدين الجارين. يأتي ذلك في وقت شهدت فيه الساحة العراقية تطوّرات على مستويات عدة ربطاً بمسألة مقتل جنود عراقيين بغارة أميركية، وأيضاً بينما تتسارع التحضيرات لتحرير الرمادي، في ظل دعوة الجيش سكان المدينة إلى مغادرتها خلال 72 ساعة.
وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على الخلافات والحرب الكلامية بين بغداد وأنقرة، على خلفية إدخال هذه الأخيرة قواتها إلى شمالي العراق، ذكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أنه «مع أخذ حساسيات الجانب العراقي في الاعتبار، ستواصل تركيا العملية التي بدأتها لسحب قواتها المنتشرة في محافظة الموصل (شمال)». أقرّت بـ»انعدام تواصل» مع بغداد حول هذه القضية، مؤكدة أن أنقرة «ستواصل مع الحكومة العراقية تنسيق مساهمتها العسكرية في هذا البلد، بهدف التصدي لداعش».
وبحسب بيان للبيت الأبيض، فقد شدد الرئيس الأميركي، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، على ضرورة أن «تحترم (تركيا) سيادة العراق ووحدة أراضيه». إلا أن أباما أشاد، كذلك، بـ»مساهمة» تركيا في التحالف العسكري للتصدي لتنظيم «داعش» بقيادة واشنطن.
وكان مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية العراقية قد كشف عن رفض وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لقاء نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في نيويورك، بوساطة أميركية، بحسب ما أفادت قناة «السومرية نيوز» على موقعها الإلكتروني. ونقلت عن أحد المصادر قوله إن «الجعفري رفض لقاء نظيره التركي، إلا بعد أن تعلن أنقرة انسحابها من الأراضي العراقية». وأضاف المصدر أن الجعفري رفض عرضاً من تركيا بإعادة الانتشار لقواتها، وأصرّ على التزامها بالانسحاب الكامل.
اعتبر وزير الدفاع الأميركي مقتل الجنود العراقيين خطأ يتحمله الطرفان
وبعد الإعلان التركي عن انسحاب جزئي لقواتها من العراق، رحّب الجعفري بهذه الخطوة، مؤكداً المضي بالخطوات المناسبة في مجلس الأمن، إلى حين تحقق «الانسحاب الكامل». وقال في بيان إن «ما ورد في الإعلام أن القوات التركية انسحبت من العراق خطوة بالاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات واحترام السيادة وأمن العراق ولمواجهة الإرهاب الداعشي». لكنه أكد «أننا ماضون في خطواتنا إلى مجلس الأمن، إلى أن يتحقق الانسحاب الكامل، وذاهبون أيضاً إلى جامعة الدول العربية».
في غضون ذلك، تفاعلت قضية مقتل جنود عراقيين بغارة جوية أميركية، إذ اعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن مقتل هؤلاء الجنود خطأ يتحمله الطرفان الأميركي والعراقي. وأوضح كارتر أنه «ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يتأسفان لمقتل الجنود»، مشيراً إلى أن «تحقيقاً سيفتح في هذا الغرض». وذكرت واشنطن أنها «تجري تحقيقاً في أول حالة مؤكدة لنيران صديقة، منذ أن بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة قصفه لتنظيم داعش في العراق».
وكان الجيش العراقي قد أعلن مقتل جندي وإصابة تسعة آخرين في الحادث، الذي وقع على بعد نحو 65 كيلومتراً غرب بغداد، فيما أفاد جنود شاركوا في العملية البرية بأن قرابة 25 جندياً قتلوا في الغارة.
واستنكر رئيس كتلة «بدر» النيابية وعضو لجنة الأمن والدفاع قاسم الأعرجي هذه الحادثة، مؤكداً أن التبريرات لمثل هذه «الهجمات الغادرة» غير مقبولة.
وطالب الأعرجي، في بيان، «الولايات المتحدة بتسليم الجناة فوراً إلى القضاء العراقي وعدم إطلاق تبريرات لا تنطلي على الشعب العراقي، الذي وعى بشكل كبير المخططات الأميركية في العراق».
إلى ذلك، دعا الجيش العراقي، في بيان، أمس، سكان مدينة الرمادي إلى مغادرتها خلال 72 ساعة. ونقل التلفزيون العراقي، عن بيان عسكري، أن طائرات تابعة للجيش العراقي أسقطت منشورات على مدينة الرمادي الواقعة غربي البلاد والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، تطلب فيها من السكان مغادرة المدينة.
وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي قد أعلن، السبت، أن القوات العراقية المدعومة من طائرات «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة ستسترد مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار الغربية، بشكل كامل، من أيدي «داعش» قبل نهاية السنة الحالية. وقال، للصحافيين في العاصمة بغداد، «اجتمعت بقيادة العمليات المشتركة، وأكدوا لي أننا سنسترد السيطرة على كامل مدينة الرمادي، قبل نهاية الشهر الحالي». وأضاف أن «السبب الرئيس لتأخر العملية العسكرية هو حرصنا على تجنّب سقوط خسائر كبيرة في صفوف قواتنا المسلحة، وكذلك في صفوف المدنيين، إذ ما زال هناك العديد منهم في المدينة».
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد