مندوب فلسطين في الأمم المتّحدة: قرار التّنديد بالاستيطان مهمّ للسّلام وعائلة عبّاس تتلقّى العلاج في مستشفًى إسرائيليّ
لا تزال مسألة التوجه إلى مجلس الأمن لإقناعه بالتّنديد بقرارات الاحتلال الإسرائيليّ توسيع مستوطناته في الأراضي المحتلّة تتفاعل، فبعد تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، يوم الثّلاثاء، أنّ التّوجّه إلى المجلس للحصول على قرارٍ حول الاستيطان أصبح أمراً "مُلحّاً"، اعتبر مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أنّ "تجديد مسعى فلسطيني لإقناع مجلس الأمن بالتنديد بالمستوطنات يستهدف إزالة أكبر عقبة أمام السلام وتعزيز المساعي الفرنسية للتوسط في اتّفاق".
ويتوجه عباس إلى نيويورك الأسبوع المقبل لتوقيع اتفاقية باريس للمناخ. ويقول ديبلوماسيون إنّ من المتوقع أن يجتمع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على هامش المؤتمر، مرجّحين أن "يناقشا مشروع القرار الفلسطيني".
وفي السّياق، أعلنت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، المناهضة للاستيطان زيادة الاستيطان منذ بداية العام 2016"، مشيرةً إلى أنّ "العام 2015 شهد انخفاضًا حادًا في عدد خطط البناء الاستيطاني وخطوات تشريع البؤر الاستيطانية العشوائية التي أنشئت من دون موافقة السلطات مقارنة بعام 2014".
وأشارت، في بيان، إلى أنّه "تمّ تقديم خطط لبناء 674 وحدة استيطانية، في الفترة بين كانون الثاني وآذار هذا العام مقارنة بـ 194 وحدة في الثلث الأول من العام 2015"، لافتةً الانتباه إلى أنّ "مشاريع بناء وحدات سكنية استيطانية في الضفة الغربية المحتلة تضاعف أكثر من ثلاثة مرات في الثلث الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي".
وأوضحت إحدى مسؤولي الحركة لـ"فرانس برس" حاغيت أوفران أنّ "مشاريع البناء يجب أن تمرّ عبر خمس خطوات إدارية قبل حصولها على الضوء الأخضر النهائي من وزير الحرب موشيه يعالون"، مؤكّدةً أنّ "أرقام العام 2016 تظهر حقيقة أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل بشكل سري الاستيطان مع هدف واضح هو جعله من المستحيل تطبيق حل الدولتين".
عائلة "أبو مازن" والمستشفى الإسرائيليّ
وكشف موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي أنّ "شقيق عباس يعالج في مستشفى (اسوتا) في مدينة تل أبيب بعد أن أصيب بمرض السرطان".
وأشار الموقع إلى أنّ "أبو لؤي (76 عاماً)، شقيق عبّاس، يعيش في دولة قطر مع عائلته، وبعد اكتشاف إصابته بالمرض اختار العلاج في المستشفى الإسرائيلي "اسوتا""، كاشفةً أنّه "جاء أكثر من مرة للعلاج في المستشفى ومن ثم كان يعود إلى قطر، وقد وصل أول أمس للخضوع مجدّداً للعلاج في المستشفى".
وأكّد "يديعوت احرونوت" أنّه "سبق لعددٍ من أفراد عائلة عبّاس العلاج في نفس المستشفى، حيث أجرت زوجة الرئيس عملية جراحية في قدمها عام 2014، كذلك أجرى زوج أبنته عملية قلب مفتوح في نفس المستشفى قبل ستّة أشهر".
في ظروف محاطة بالسرية، يرقد شقيق رئيس السلطة الفلسطينية في حالة صعبة في مستشفى 'أسوتا' في تل أبيب.
وبحسب 'يديعوت أحرونوت'، فإن أبو لؤي (76 عاما)، شقيق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي لم يكن يعيش في مناطق السلطة الفلسطينية، وإنما في قطر، قد اكتشف أنه مصاب بالسرطان، واختار تلقي العلاج في إسرائيل من بين كل الخيارات التي كانت أمامه.
وبحسب الصحيفة، فإنّ حالة أبو لؤي الصحية تعتبر صعبة"، مشيرةً إلى أنّه "وصل (البلاد) يوم الاثنين الماضي، وبدأ جولة أخرى من العلاج".
اعتقال طالبين فلسطينيّين في نابلس
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم الأربعاء، طالبين جامعيين من محافظة نابلس.
وأفادت مصادر أمنية لوكالة "وفا" الفلسطينيّة أنّ" قوات الاحتلال اقتحمت قرية عوريف جنوبي المدينة، واعتقلت الفلسطيني عبد الحفيظ محمد شحادة (22 عاماً)، بعد دهم منزل ذويه وتفتيشه، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة "النجاح الوطنية".
وأشارت المصادر إلى أنّ قوات العدوّ اقتحمت قرية بيت دجن شرق نابلس، حيث فتشت عدة منازل تعود للفلسطينيّين ثابت أبو ثابت، وعبد اللطيف أبو ثابت، ورضوان أبو ثابت، واعتقلت نجله نصير (22 عاماً) وهو طالب بكلية الإعلام في الجامعة نفسها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الوسطى والغربية والبلدة القديمة في نابلس وتواجدت بين منازل الفلسطينيّين، في حين لم يتمّ التّبليغ عن إصابات أو اعتقالات.
واعتقل العدوّ الفتى الفلسطيني أنس شاهر ديرية (15 عاماً)، من بلدة بيت فجّار جنوب بيت لحم.
ورشقت قوّات الاحتلال منازل الفلسطينيّين فجراً في منطقة خلايل اللوز جنوب شرق بيت لحم بالحجارة وحاصرت أحدها وداهمته وعبثت بمحتوياته بعد تفجير بابه الرئيس.
من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم الأربعاء الحي الشرقي في مدينة جنين كما توغلت في بلدات عانين وبيت قاد ودير أبو ضعيف وقامت بعمليات تمشيط.
كما اقتحمت عدّة آليات عسكرية إسرائيليّة الحي الشرقي في مدينة جنين وتمركزت في منطقة الألمانية وقامت بالانتشار في الشوارع والأزقة، كما توغلت في شارع الناصرة في مدينة جنين ونصبت حاجزًا عسكرياً في وقت مبكر من فجر يوم الأربعاء.
وكذلك اقتحمت قوّات الاحتلال موقع مستوطنة كديم المخلاة من المستوطنين وانتشرت بين الأحراش ونصبت كمائن كما نصبت حاجزًا عسكريًا على الشارع الالتفافي.
وكانت بلدة بيت قاد شرق مدينة جنين شهدت ليل الأربعاء مواجهات مع قوات الاحتلال بعد إغلاق مدخل البلدة بحاجز عسكري، ممّا أوقع إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
كما اقتحمت قوّات الاحتلال بلدتي دير أبو ضعيف وعانين قضاء جنين من دون أن يبلغ عن اعتقالات.
الاحتلال يعيد فتح طريق جبل جالس المغلق في الخليل
وأعلنت "الهيئة العامة للشؤون المدنية" موافقة سلطات الاحتلال على إعادة فتح طريق جبل جالس المغلق منذ بداية الهبة الشعبية في تشرين الأول الماضي، وتعبيد شارع بني نعيم الرئيس الذي يرتبط بشارع "60".
وأوضحت، في بيان، أنّ الاحتلال وافق على فتح جبل جالس، الذي يصل حتى شارع "60"، ويربط بلدتي يطا وسعير، ويخدم منطقة جبل جوهر، والضاحية، ومنطقة المحوّل، ما يساعد في إعادة الحياة الطبيعية لهذه المناطق.
كما وأعلنت إلغاء الاحتلال قرار تحديد الفئات العمرية من الدخول للبلدة القديمة في الخليل، موضحة " أنه بات الآن السماح لكافة الأعمار بدخول هذه المنطقة، بعد القيود التي كانت مفروضة على دخولها، حيث كانت مقتصرة على كبار السن، والأطفال".
جنود العدوّ يحرقون العلم الفلسطينيّ في نابلس
إلى ذلك، أحرق عددٌ من جنود الاحتلال العلم الفلسطينيّ على حاجز عورتا بالقرب من معسكر حوارة جنوبي نابلس ، وذلك أمام مئات الفلسطينيين الذين يعبرون الحاجز من والى مدينة نابلس .
وتقدّم الجانب الفلسطيني بشكوى رسمية إلى الجانب الإسرائيلي، الذي وعد "باتّخاذ إجراءات عقابية ضد الجنود الّذين أحرقوا العلم".
"شهادات لقاصرين تعرّضا للّتنكيل خلال اعتقالهما
وفي سياقٍ منفصل، أفادت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" بأنّ "سياسة التنكيل والاعتداء على القاصرين الأسرى منذ لحظة اعتقالهم على يد جنود الاحتلال هي سياسة مستمرة ومتواصلة، ولم تتوقف رغم التنديد الدولي باعتقالهم، وتعريضهم للتعذيب، والمعاملة المهينة"، مشيرةً إلى أنّه "وخلال زيارتها عدداً من القاصرين في سجن (مجدو) أدل المعتقلون بشهادات عن تعرّضهم لضرب وحشي وتعسفي خلال عملية اعتقالهم وقبل توجيه أي تهمة لهم، ووصولهم إلى مراكز اعتقال رسمية".
ونقلت الهيئة عن المعتقل أمير هاشم عصعوص ( 17 عاماً)، من جنين، قوله إنّ "عدداً من الجنود الإسرائيليّين انهالوا عليه بالضرب المبرح بأيديهم وأرجلهم وأحدهم انهال عليه بالضرب بسلاحه على رأسه من الخلف أثناء اعتقاله، وأوقعوه أرضاً، وداسوا على بطنه بأحذيتهم، ثم جروه، وأدخلوه للجيب العسكري".
أمّا الأسير معتصم عماد عصعوص ( 17 عاماً)، من جنين، فتحدّث عن هجوم أحد الجنود عليه، وضربه بقوه على رأسه بالخوذة الحديدية التي كان يلبسها، ثم أمسكه، وجرّه إلى الجيب العسكري، وهناك قام جندي آخر بضربه بشكل تعسفي بزجاجة الغاز المسيل للدموع المصنوعة من الحديد، وضربه على رأسه بقوة، فأصيب بجرح عميق تحت حاجبه، ومع ذلك استمروا بضربه، ثم قيّدوه، وعصبوا عينيه، وأدخلوه للجيب العسكري".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد