"داعش" يستعدّ لمهاجمة منتجعات "المتوسط"
في السادس والعشرين من شهر حزيران من العام 2015، شهدت مدينة سوسة التونسية حادثاً إرهابياً دموياً تبنّاه "داعش" وأدى إل مقتل 38 سائحاً وجرح 39 آخرين.
في ذلك النهار، توجّه الإرهابي "أبو يحيى القيرواني" إلى الشاطئ الذي كان يعجّ بحوالي 250 سائح أجنبي، وبدأ بإطلاق النار عليهم، ثمّ فجّر قنبلة يدوية ثمّ استمر بالتقدّم نحو الفندق وإطلاق النار على الموجودين في المسبح وبهو الفندق وموقف السيارات حتى خرج من الباب الأمامي للفندق حيث أردته الشرطة قتيلاً.
ويبدو أن تنظيم "داعش" سيستغل حلول فصل الصيف ليُكرّر السيناريو ذاته في بعض الشواطئ المكتظة في أوروبا والمطلّة على المتوسط.
نشر "المكتب الإعلامي لولاية حمص" شريط فيديو يُظهر كتائب تابعة للتنظيم، معظمهم من الهنود، أثناء إجرائها تدريبات عسكرية بحرية مدجّجين ببنادق "كلاشينكوف" في زوارق سريعة تندفع في مياه بحيرة قطينة القريبة من حمص السورية. تدقّ هذه المشاهد ناقوس الخطر بعدما رجّح خبراء أمنيون أن يكون السياح في شواطئ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والمغرب وتركيا، أهدافًا لهجمات محتملة يشنّها "داعش" خلال الصيف المقبل. ومع حصول مقاتلي التنظيم على التدريب الكافي لصقل مهاراتهم القتالية القاتلة، بات من المؤكد أن أي هجوم بحري على الشواطئ سيتحوّل إلى مجزرة يذهب ضحيتها عشرات القتلى. نقلت صحيفة "الصن" البريطانية أن الاستخبارات الإيطالية زوّدت نظيرتها الألمانية بمعلومات، حصلت عليها من مصادر "موثوقة في إفريقيا"، عن أن "داعش" يُعدّ لهجمات دامية على المنتجعات السياحية المكتظة. وبعد التضييق العسكري والاقتصادي على التنظيم في الشرق الأوسط بفعل غارات "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن، فإن المتشدّدين يبحثون عن أهداف سهلة في الغرب، لا سيما في أوروبا. وحذّر مسؤولون في الاستخبارات من أن منتجعات فرنسا، ومنتجع كوستا ديل سول الإسبانية، والساح لين الشرقي والغربي لإيطاليا، هي من الأهداف الرئيسية لحملة "داعش" الإرهابية. وقال مسؤول ألماني رفيع المستوى: "إرهاب داعش يأخذ منحى جديداً، ولا يُمكننا حماية الشواطئ المكتظة". وتتأهب قوات الأمن في معظم دول أوروبا، بعد الهجمات الدامية التي شهدتها فرنسا وبلجيكا أخيراً، وسط مخاوف من عودة مئات المُتشدّدين الأوروبيين الذين قاتلوا ضمن صفوف "داعش" في الشرق الأوسط.
إعداد وترجمة: نغم اسعد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد