تحرير نمرود التاريخية من «داعش» واتهامات للبشمركة بارتكاب جرائم حرب
نمرود حرة، المدينة العراقية التي مثَّلت درَّة الحضارة الاشورية استُعيدت، أمس، من قبضة تنظيم «داعش» الذي ارتكب فيها أبشع الجرائم الحضارية منذ دخلها في حزيران العام 2014 وقام بتجريفها. يأتي ذلك فيما اتهمت «هيومن رايتس ووتش» قوات «البشمركة» بتدمير منازل وقرى عربية من دون أي سند قانوني في شمال العراق خلال العامين الماضيين، ما قد يُعد جريمة حرب.
قائد عمليات تحرير نينوى الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله قال إن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت ناحية النمرود بالكامل ورفعت العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
وتعرضت المدينة التي يعود تاريخ تأسيسها الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد للنهب إبان الغزو الاميركي للعراق في العام 2003، فيما لم يتضح مدى الضرر الذي ألحقه الإرهابيون بالمدينة الاثرية. ونقل العديد من آثار نمرود من الموقع الاثري الى متاحف عدة بينها متحفا الموصل وبغداد، إضافة الى متاحف في باريس ولندن وغيرها. إلا أن أبرز القطع، لا سيما التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة ذات الرأس البشري، والقطع الحجرية المنقوشة، بقيت في الموقع.
إلى ذلك، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، أن قوات «البشمركة» دمَّرت بلا أي سند قانوني منازل وقرى عربية في شمال العراق خلال العامين الماضيين، في ما قد يُعد جريمة حرب.
وقالت المنظمة في تقرير إن الانتهاكات التي وقعت بين أيلول 2014 وأيار 2016 في 21 بلدة وقرية داخل مناطق متنازع عليها بمحافظتي كركوك ونينوى انتهجت «نمطاً من عمليات الهدم غير القانونية على ما يبدو»، لافتة إلى أن «قوات الأمن في حكومة كردستان دمرت بطريقة غير مشروعة أعدادا كبيرة من منازل العرب، وفي بعض الأحيان قرى بأكملها، في مناطق تمت استعادتها من داعش».
بدورها، نفت حكومة إقليم كردستان تبني أي سياسة منهجية لتدمير منازل العرب، لكنها أشارت إلى أن مقاتلي «البشمركة» نفذوا عمليات هدم لأسباب أمنية مثل تطهير المنازل المفخخة.
وفي اجتماع عُقِد في تموز الماضي، قال رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني لـ«هيومن رايتس ووتش» إن حكومة الإقليم لن تسمح للعرب السنّة بالعودة إلى قراهم التي «تم تعريبها» إبّان عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، معتبراً هذه المناطق «حقا للاكراد».
من جهة ثانية، أعاد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، أمس الأول، التحذير من إجراء أي تغيير ديموغرافي في مدينة الموصل. وقال «يتساءلون عن سبب اهتمام تركيا بالموصل، نحن لا نهتم بالموصل من على بعد 10 أو 5 آلاف كيلومتر، نحن نعلم كل أحيائها وأزقتها»، مضيفاً «سكان الموصل، سواء كانوا أكراداً أو عرباً، سنّة أو شيعة هم أقرباء لنا، لذلك فإن أي تطور هناك سيؤثر مباشرة على تركيا، خاصة إذا عششت المنظمات الإرهابية أو عززت قوتها هناك، وهذا سيعود بالضرر على تركيا».
وأشار إلى أنه إذا قامت جهة ما بأي تطهير عرقي في الموصل فإن «تركيا ستكون الدولة الوحيدة التي يلجأ إليها مئات الآلاف من الناس»، موضحاً أن بلاده تتواصل في هذا الخصوص مع الحكومة المركزية في بغداد وقوات إقليم كردستان العراق «البشمركة»، بالإضافة إلى أميركا وروسيا وإيران.
بدوره، أعلن وزير الدفاع التركي فكري إيشيق، أن بلاده مستعدة لأي احتمال في ما يتعلق بالملف العراقي.
ونقلت «الأناضول» عن ايشيق قوله، «بالتزامن مع المحادثات الديبلوماسية (مع بغداد وأربيل)، تركيا تستعد لأي احتمال، وأن الزيارة التي أجراها رئيس الأركان التركي خلوصي أكار وقادة الجيش إلى الحدود مع العراق أمس (الأول)، ينبغي قراءتها في هذا الإطار».
وكالات
إضافة تعليق جديد