خدم واشنطن في أوروبا يغيرون أحذيتهم الواحد تلو الآخر
الجمل- ترجمة: وصال صالح:
لقد تغير سيد أوروبا في واشنطن، ودونالد ترامب لم يعد يحتاج لآولئك الذين يحبون أو يكرهون روسيا، الساسة الأوروبيون يغيرون أحذيتهم الواحد تلو الآخر، هم يريدون الآن ان يكونوا أصدقاء لروسيا، فهل ترغب روسيا بأن تكون صديقة لأولئك الذين أهانوا الروس وعملوا تجريحاً بالرئيس بوتين؟
قد لا يزال البعض يسمع بعض التوقعات من بعض الأفراد غير المتوازنين عقلياً، الذين يقولون بأن روسيا يمكن أن تستولي على بولندا في يوم واحد وعلى دول البلطيق في 60 ساعة، ما يزال بإمكان المرء رؤية الدبابات والجنود الأميركيين في أوروبا الشرقية، لكن يبدو أن الوضع قد بدأ يتغير، ومع ذلك، حتى بولندا تغير أحذيتها الآن، على الرغم من أن وارسو وكما هو معروف العبد والخادم الرئيسي لواشنطن في أوروبا الشرقية.
الوكالة البولندية PAP أشارت إلى حصولها على وثيقة تؤكد عودة بولندا للسياسة الموالية لروسيا، قبل فترة قصيرة، كان وزير خارجيتها فيتولد فاشيكوفسكي يحث جميع دول أوروبا الشرقية للانضمام إلى الناتوبسبب "النزعات الرجعية" لموسكو وأن روسيا تشكل "تهديداً وجودياً" لبولندا، وهو تهديد قاتل يماثل تهديد داعش، لكنه اليوم قال أشياء مختلفة.
الوثيقة السرية التي تم الإشارة إليها تحمل عنوان "أطروحات حول سياسة جمهورية بولندا فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا" وتقول بأن العلاقات مع موسكو كانت من الأولوية الأكبر لوارسو، لأن روسيا تسعى بحق لاستعادة مكانة بلادها كقوة عظمى وبالتالي موسكو قد تخوض معاركاً ضد التطرف في الجنوب وروسيا هي خزان للمواد الخام للغرب، في حين أن أوكرانيا بحاجة إلى نشر آراء أكثر واقعية، تقول الوثيقة أيضاً.
من الواضح، أن ما يقلق وارسو بخصوص مصيرها، خاصة الآن، عندما لا يريد العم سام التدخل في الشؤون الأوروبية، وعندما الفاشية آخذة في الصعود في أوكرانيا المجاورة، فأي الطرق ستسلكه بولندا؟
هناك تغيرات تحدث أيضاً في إستونيا، رئيس وزراء استونيا جوري راتاس أعلن في مؤتمر صحفي في تالين أن الشائعات حول احتمال "العدوان الروسي" في دول البلطيق أثرت سلباً على المناخ الاقتصادي في استونيا، ووفقاً له، فإن مزاعم وسائل الإعلام حول روسيا باعتبارها تشكل تهديداً لأمن دول البلطيق لا أساس لها، وأشار راتاس إلى أن البيئة في استونيا "هادئة وسليمة" وقال رئيس وزراء استونيا "لا توجد أسباب للاعتقاد بأن خطر الصراع قد زاد في الآونة الأخيرة".
بدوره قال وزير خارجية المجر –هنغاريا- بيتر زيجارتو أن ثلاث سنوات من العقوبات ضد روسيا سببت للمجر الضرر ب 6،5 مليون دولار وهذه خسارة بالغة، وفقاً له ، يضاف إلى أن الصادرات السنوية للمجر تقدر ب 90 مليار دولار، وفقاً لكوميرسانت، والسؤال هو لماذا لم تستخدم المجر حق النقض –الفيتو- لمنع تمديد العقوبات ضد روسيا؟
وعلاوة على ذلك، ذكر بيدرو أغرامونت وهو الرئيس المنتخب مؤخراً للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بأنه أراد من روسيا المشاركة بدور نشط في أعمال برلمانية مجلس أوروبا، وقال أغرامونت بأن "ضم" شبه جزيرة القرم لم يكن سبباً للإبقاء على القيود المفروضة على روسيا، على الرغم من انه أدان تصرفات روسيا في هذه المرحلة، وأضاف أن "مجلس أوروبا لن يقف على قدميه دون تعاون من الاتحاد الروسي".
*ملاحظة، يرجى الأخذ بعين الاعتبار أن جميع التصريحات المذكورة أعلاه تأتي من المسؤولين المحليين الأوروبيين الحاليين على المستوى الأعلى أو( قادة المستقبل)، بدلاً من السياسين المتقاعدين أو السابقين.
في حين قال المرشح للرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون هذا الأسبوع أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إعادة العلاقات مع روسيا، لقد ارتكب الاتحاد الأوروبي الكثير من الأخطاء في الماضي، لكن العلاقات مع روسيا هي مسألة المستقبل الاستراتيجي لأوروبا.
بدوره قال وزير الخارجية الإيطالي إنجيلينو ألفانو لصحيفة لاستامبا، أن أوروبا ومعها الولايات المتحدة، بحاجة لاتخاذ قرار حول إلغاء العقوبات المفروضة عى روسيا، ووفقاً للوزير، يبدو أن روما تدفع فاتورة المرافق العامة في واشنطن، الولايات المتحدة، البلد الذي أصر على فرض عقوبات ضد روسيا، يحاول الآن تحسين علاقاته بالاتحاد الروسي، في حين أن الدول التي دفعت ثمناً باهظاً نتيجة لتلك العقوبات، الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيطاليا، لا يزال رهينة لها، هل بإمكان إيطاليا استخدام حق النقض أيضاً؟
في أوكرانيا، ما تزال السلطات غير ناضجة لفهم التغيرات، وهم لايزالوا يشاركون في الهيجان الانتحاري، مع ذلك هناك مقترحات معقولة من –الأوليغارشية- الأقلية الحاكمة لأوكرانيا، الممثلين بالبرلمان الأوكراني، كتب فيكتور بينشوك رسالة إلى وول ستريت جورنال بأن على أوكرانيا أن تفسح المجال لروسيا في قضية القرم وقبول نتائج الانتخابات المحلية في دونباس، ورفض الرغبة في الانضمام للاتحاد الأوروبي والناتو من أجل قطعة من الأرض في الجنوب الشرقي للبلاد. ويعتقد بينشوك بأن على المرء أن "يبني أولاً بلداً أوروبياً ويكون شريكاً مميزاً في الاتحاد الأوروبي، قبل الحديث عن الانضمام" وهذا يبدو أنه اتجاه وتحول في السياسة المسقبلية لأوكرانيا، إن لم يكن الآن، في بضع سنوات.
دونالد ترامب انهى اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ TPP وأعلن عن أولوية العلاقات الثنائية للولايات المتحدة، الآن كل سيحاول ان يقدم منفعة للولايات المتحدة، كيف يمكن ل بولندا واستونيا وأوكرانيا وألمانيا أن تكون ذات منفعة للولايات المتحدة ؟ في الوقت الذي يريد ترامب بالفعل حماية السوق الأميركية من السيارات الألمانية ومستحضرات التجميل الفرنسية.
مع ذلك يمكن لهذه الدول ان تحقق فائدة لروسيا، نحن جميعاً نشترك في نفس القارة، ونواجه تفس التهديدات المشتركة من التطرف الإسلامي والفاشية، وممارسة شراكة موثوق بها في صناعة الغاز الطبيعي، من هم أولئك القادة الأوروبيين الذين يجب على روسيا اختيارهم كشركاء عند ما سيكونون على أهبة الاستعداد للمجيء إلى الكرملين؟ على روسيا اختيار الأقوى –فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، وهذا من شأنه أن يخلق علاقات دولية جديدة تماماً، عندما يتولى الأقوياء زمام القيادة، بينما دول مثل بولندا تعرف مكانها.
عن:Pravda.ru
Lyuba Lulko
الجمل
إضافة تعليق جديد