الحب وخصائصه الكيميائية في الثقافة الغربية

14-02-2011

الحب وخصائصه الكيميائية في الثقافة الغربية

الجمل:   مجالات السوسولوجيا الاجتماعية، وعلم النفس السلوكي، وعلم النفس التطوري، وبإشارة خاصة إلى العلاقات الخاصة الحميمة، والعلاقات الرومانسية أو الصداقة، يفترض بعض العلماء وجود كيمياء تحكم وتضبط تفاعلاتها العلاقات والروابط البينية، وما تنطوي عليه وتتضمنه من سلوكيات وحركات وأفعال وردود أفعال مقصودة أو عفوية تلقائية.
الفعل ورد الفعل المقصود عمداً أو العفوي التلقائي، يفترض البعض (حدساً) في تفسيره وجود نوع ما من الانجذاب والفهم والإدراك المتبادل. وبالمعني العامي الدارج يزعم  أصحاب هذا التفسير وجود كيمياء إنسانية شخصية تحكم ذلك، وبالتالي فإن الشخص الجذاب هو الشخص الذي يتمتع بخصائص كيميائية جيدة، بعكس الشخص المنفر، الذي يتمتع بخصائص كيميائية سيئة تعرقل وتعوق تفاعله مع الآخرين، الذين لا يجدون بداً من الهروب والنفور منه.
• معطيات الخبرة التاريخية: في المراحل التاريخية القديمة كان الاعتقاد قوياً بوجود (خيمياء) أو كيمياء بين الأفراد، ومن ثم فقد كان الذين يقعون في الحب يُقال بأن الواحد منهم قد دخل في تفاعل كيميائي ناجم مع الآخر.
ولم تتوقف الفكرة عند هذا الحد، بل اتسعت وأصبحت تتضمن تماثلاً أكبر مع مواصفات وخصائص علم الكيمياء، ومثلما في التفاعلات الكيميائية يوجد ما يعرف بـ(العامل المساعد)، ففي كيمياء الحب أصبح الأشخاص الذين يقدمون المساعدة للآخرين بالانخراط في علاقة الحب، تطلق عليهم تسمية العامل المساعد للتفاعل الكيميائي العاطفي، وقد قال الباحثان توم دي ماركو، وتيموثي ليستر، بأن هذا العامل المساعد يلعب دوراً هاماً في تزويد العلاقة بالطاقة والوقود اللازم.
أشارت الكتب القديمة إلى موضوع علم الخيمياء بكثرة، وذلك بتركيز خاص على الإسقاطات الاجتماعية، ومن بين آثار وادي النيل القديمة اكتشف علماء الآثار أوراق بردي مكتوب عليها قصيدة حب من 55 بيتاً شعرياً، يرجع تاريخها إلى عام 1300 قبل الميلاد، وكانت كل الأبيات تتحدث عن التمزق واللهفة والافتتان النفسي، ضمن قصة تحكي كيف يمكن لمصيدة شباك الحب أن توقع بالإنسان.
• تفسير جوته (1809): الروائي والفيلسوف الألماني يوهانين فولفغانغ جوته حاول إسقاط وتطبيق نظريات الكيمياء على الحياة الإنسانية، عندما أصدر في عام 1809م كتابه الذي حمل عنوان (الانجذاب الانتخابي) والذي بحث فيه عن الأصل الكيميائي للحب. وحاول جوته أن يحقق في كتابه هذا اختراقاً كبيراً في مجال تفسير العلاقات الإنسانية الحميمة، بالتركيز على تحليل الحياة الزوجية، كذلك كان كتاب جوته قطعة أدبية فائقة الروعة بسبب اعتمادها على خط سردي روائي يتغلغل بشكل عميق في مفردات العلاقة الإنسانية من زواج، وطلاق، وحب، وكراهية.... وغيرها.
• تفسير شتيندهال (1822): حاول الفرنسي شتيندهال في كتابه الذي حمل عنوان (حول الحب) وصف ومقارنة (ميلاد الحب) بعملية التفاعل الكيميائي الذي يؤدي إلى تكوين البلورات، وذلك على أساس افتراضه أن الحب يولد في ذهن الإنسان، بنفس الطريقة التي تولد بها البلورات، وبالتالي لما كانت ولادة البلورات تتم بواسطة تفاعل كيميائي، فإن الحب يولد أيضاً نتيجة للتفاعل الكيميائي.
• يفترض شتيندهال بأن العملية التفاعلية الكيميائية التي تؤدي إلى توليد الحب، تتضمن أربع مراحل، هي:
- الإعجاب.
- التعارف.
- الأمل والرغبة.
- البهجة والابتهاج.
تطبيق واستخدام المصطلحات الكيميائية في مجالات الحياة الإنسانية بدأ بشكله الجدي في نهاية القرن السادس عشر، وذلك على أساس اعتبارات دراسة وفهم روابط التجاذب والحميمية التي تربط الأفراد ببعضهم البعض.
ومن أبرز المصطلحات التي تم استخدامها بكثرة في مجال توظيف مصطلح كيمياء في العلاقات الإنسانية، نجد:
- الكيماء البين- شخصية: وتعبر عن الطريقة التي يرتبط بها الإنسان.
- الكيمياء: تفاعل الشخص مع الآخر.
- الكيمياء: التجاذب المتبادل القوي.
وعموماً نقول: لم يكتف العلماء بمحاولة وصف وتفسير العلاقات البشرية وروابط الحب، عن طريق التحليل الشكلي العام، بل بلغ الهوس (الكيميائي) ببعض هؤلاء العلماء إلى وضع معادلات كيميائية للحب، استعانوا فيها بعلم الأعصاب والبروتينات، ونظريات وقوانين الكيمياء الحيوية، ولما أثبت العلم أن الإنسان عندما يكون في حالة حب فإن جسمه يقوم بفرز بعض الهرمونات، فقد اعتبر هؤلاء العلماء ذلك دليلاً على وجود كيمياء للحب، ومازالت محاولاتهم مستمرة بلا كلل أو ملل من أجل الوصول إلى المعادلة المطلوبة، وهي: معادلة كيمياء للحب.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...