استهداف سلاح الجو ضمن استراتيجية جديدة للقاعدة في العراق
كشفت مستندات تمت مصادرتها مؤخراً، أن بعضاً من الهجمات القاتلة التي استهدفت مروحيات عسكرية أمريكية في العراق نفذت في إطار إستراتيجية عسكرية جديدة خطط لها تنظيم القاعدة بعناية للتركيز على استهداف "السلاح الجوي" للتحالف، والتي قال مسؤول أمريكي إنها نفذت بهجمات منسقة باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف وصواريخ أرض-جو.
قال مسؤول عسكري أمريكي إن المستندات، التي تمت مصادرتها بالقرب من العاصمة العراقية بغداد الشهر الفائت، تظهر استبدال تنظيم القاعدة في العراق لإستراتيجياته العسكرية واستعداده للتركيز على طائرات التحالف.
وذكر المصدر إن المستندات دليل جديد يظهر تكيف المسلحين مع المتغيرات ومدى التهديدات الخطيرة الجديدة التي يشكلونها على القوات الأمريكية في العراق.
ولخصت محتويات المواد المصادر في تقرير استخباراتي، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الكشف مؤشر جديد على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة أمام عناصر "قابلة للتكيف" في العراق، و"عدو" قادر على تصعيد عملياته فيما يوسع الجيش الأمريكي جهوده وطاقاته البشرية لتأمين بغداد.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن المليشيات المسلحة تسعى للتركيز على استهداف الطائرات ورجحت تصاعد مثل هذه الهجمات تماشياً مع توسيع نطاق استخدام المروحيات، التي تعتمد عليها قوات التحالف بشكل محوري في نقل العدة والعتاد تجنباً للبر ومخاطر العبوات الناسفة.
وبحسب الصحيفة، أوضح تقرير عسكري أن الهجمات المضادة للمروحيات ارتفعت بواقع 17 في المائة خلال الفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى يناير/كانون الثاني
وتستخدم العناصر المسلحة تكتيك القنابل المزروعة أو الكمائن لاقتناص القوات البرية الأمريكية التي يتوقع قدومها إلى مكان الحادث لإنقاذ ضحايا المروحيات المتحطمة، وذكر مسؤولون عسكريون إن الجيش الأمريكي تعرض لخمس حوادث مماثلة.
واعترف الجيش الأمريكي بتحطم سبع مروحيات منذ 20 يناير/كانون الثاني الفائت: خمس منها، على الأقل، أسقطت بنيران معادية.
ويأتي الكشف عن التقرير الاستخباراتي خلال أقل من أسبوع من ترجيح الجيش الأمريكي إسقاط المروحية العسكرية، التي تحطمت بالعراق في السابع من فبراير/شباط الجاري، ، بصاروخ أرض-جو.
وعزى الجيش الأمريكي، فور تحطم مروحية "سي نايت CH-46" التابعة لسلاح مشاة البحرية "مارينز" في محافظة الأنبار ، الحادث إلى عطل ميكانيكي.
وأوضح المصدر أن استنتاجات الجيش بإسقاط العناصر المسلحة للمروحية جاءت عقب معاينة شريط الفيديو "المقنع للغاية" الذي عرضه تنظيم "دولة العراق الإسلامية" في شبكة الإنترنت.
وأشار المصدر أن الفيديو كان بمثابة الدليل الرئيسي وراء استبعاد فرضية العطل التقني فضلاً عن حطام المروحية الذي قضت النيران على معظمه.
وقامت قوة من المارينز، التي هرعت إلى مكان الحادث واستردت جثث الضحايا، بتدمير ما تبقى منها لمنع وقوعه في أيدي "الأعداء"، وفق المصدر.
وعزز فرضية العطل الميكانيكي نفي طاقم مروحيتين آخريتين كانتا تحلقان قرب المروحية المنكوبة، مشاهدة ذيل الدخان الذي يخلفه الصاروخ أو القذيفة، كما أن الحوامة كانت تطير على مستو عال بعيداً عن مدى نيران الأسلحة الصغيرة.
وكانت "دولة العراق الإسلامية" قد سارعت إلى إعلان مسؤولياتها عن إسقاط المروحية.ولقي سبعة من العسكريين الأمريكيين مصرعهم في الحادث.وذكر المصدر أن قوات المارينز ترجح حالياً إسقاط مروحياتها بصاروخ أرض-جو في السابع من فبراير/شباط الجاري.
ونشر تنظيم "دولة العراق الإسلامية" شريط فيديو على الإنترنت الجمعة لما زعم أنه عملية إسقاط مروحية "سي نايت CH-46" .
وأظهرت مقاطع الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين و32 ثانية، قذيفة تستهدف المروحية أثناء تحليقها ثم بدأت في التهاوي مخلفة ذيلاً من الدخان قبيل أن ترتبط بالأرض وتشتعل بها النيران.
واستبعد نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكي الجنرال ريتشارد كودي الفرضية الشائعة مؤخراً بشأن تطوير العناصر المسلحة لتكتيكات جديدة أو اكتشاف نقاط ضعف في القوة الأمريكية نجم عنها سلسلة حوادث تحطم مروحيات عسكرية في العراق.
وقال كودي "لا أرى تغييراً في هذا الاتجاه من جانب العناصر المسلحة أو ثغرات في مقدرات القوات الأمريكية."
وتحدث عن الإضافات الحديثة التي زودت بها أنظمة دفاعات المروحيات العسكرية في العراق لحمايتها من التهديدات المعروفة مثل الصواريخ المضادة للطائرات.
ويشار أن مجلس الشيوخ الأمريكي أثار خلال جلسة للجنة الخدمات المسلحة لمناقشة الموازنة مؤخراً وبمشاركة وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة بيتر بيس، تكرار الظاهرة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد