مؤتمر لأمراض الصدر يطالب بحظر التدخين في العالم
طالبت الجمعية الأوروبية لأمراض سرطان الصدر ومنظمة الصحة العالمية بتكثيف الجهود على مختلف الجبهات، لمواجهة انتشار أورام الرئة السرطانية غير العادي بالدول الصناعية الكبرى والبلدان النامية على حد سواء، والتركيز على حظر التدخين الذي يعد من أهم أسباب هذا الانتشار.
جاء ذلك في أولى دورات المؤتمر الدولي لمكافحة أمراض الصدر الذي انطلقت أعماله في جنيف يوم أمس ويتواصل لمدة 3 أيام، بمشاركة 600 باحث من المتخصصين في أمراض الأورام السرطانية والأبحاث المتعلقة بها، وعدد من شركات الأدوية التي لها باع في هذا المضمار.
ويناقش المؤتمر مجموعة من الأبحاث العلمية موزعة على خمسة محاور، يتناول أولها كيفية الاستفادة من المعلومات والبيانات الجينية لتحسين علاج أورام الرئة أو التنبؤ بها في مراحلها الأولى، ثم تقييم مدى استجابة الأورام لطرق العلاج المتكاملة التي تسير وفق برنامج واحد، والفرق بينها وبين طرق العلاج المتتابعة.
ويركز المحور الثالث على مقارنة نتائج العلاج بالأشعة مع نتائج علاج أورام لها نفس الخواص بالمواد الكيماوية، بحثا عن أفضل طرق العلاج وأسرعها وكيفية الاستفادة من العلاج المزدوج الذي يجمع بين الطريقتين إن أمكن.
بينما يتناول المحوران الرابع والخامس طرق علاج الأورام باستخدام ما يوصف بأشعة الأجسام المضادة لاسيما في الحالات الحرجة، ومقارنة نتائج العلاج بالأدوية الحديثة التي تخضع حتى الآن لمرحلة التجارب الإكلينيكية.
ويقول البروفسور رولف شتاهل رئيس المؤتمر"إن حالات الوفاة الناجمة عن ضحايا أورام سرطان الصدر تصل إلى 1.3 مليون شخص سنويا، ويتركز معظمها في آسيا ثم أوروبا فأميركا الشمالية على الترتيب".
ويقول الأطباء إن تبعات التدخين هي أهم أسباب انتشار أورام الصدر السرطانية، التي تقف على رأس قائمة أكثر أنواع هذا المرض الخبيث انتشارا في العالم، يليها سرطان القولون ثم المعدة والكبد فالبروستاتا.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية في افتتاح المؤتمر أنها تعتزم تكثيف حملتها على مستوى العالم للتحذير من مخاطر التدخين ومساعدة المدمنين على الإقلاع عنه والتحذير من عواقبه.
من ناحيته طالب دوغلاس بيتشر رئيس المبادرة الأطباء والعلماء بأن يكونوا قدوة للرأي العام في هذا المجال، مع ضرورة وضع الإقلاع عن التدخين على رأس أولويات اهتمامات الحكومات بالصحة العامة ودعم حظر التدخين وزيادة التوعية.
لكن طموحات العلماء ومنظمة الصحة العالمية تخشى الضغوط المحتملة التي يمكن أن تمارسها دوائر الضغط الاقتصادي لصناعة التبغ على القرار السياسي، للحيلولة دون تنفيذ كل هذه البرامج الواعدة، لاسيما أن أحزاب اليمين والبرجوازيين في الدول الصناعية الكبرى تعارض مبدأ محاربة صناعة التبغ على اعتبار أنها تدر ربحا اقتصاديا كبيرا.
تامر أبو العينيين
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد