حملة (الجمل) ضد «جواز سفر الرسول» تصل إلى أشراف مكة
أطلق أشراف مدينة مكة المكرمة حملة ضد "البطاقة العائلية للرسول" التي طُبعت على شكل جواز سفر، ونُشرت في سوريا مؤخراً، وذلك عبر توجيه رسائل إلى المفتين في السعودية ومصر وسوريا للتدخل وتحذير الناس من شراء هذا الكتيّب، والتحضير لإصدار بيان عالمي حول القضية ذاتها.
وندّد الشريف صالح البركاتي بطباعة ونشر بطاقة عائلية للرسول (صلى الله عليه وسلم). ورغم إشارته إلى أن المعلومات التي وردت فيها صحيحة، إلا أنه اعتبر تسمية هذا الكتيب بالبطاقة العائلية للرسول وإخراجها على شكل جواز سفر هو عمل آثم-على حد تعبيره.
وكان الشيخ زاهر أبو داؤود أصدر في سوريا ما أسماها "بطاقة عائلية للرسول"، والتي تتضمن 32 صفحة تحتوي نسخة تعريفية بطريقة موجزة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبآله وبأهل بيته وأولاده وبناته وزوجاته، على شاكلة البطاقة العائلية المعتمدة في سوريا التي تتضمن معلومات عن جميع أفراد الأسرة وأماكن ولادتهم وتفاصيل شخصية أخرى.
وذكر أحد علماء دمشق وهو الشيخ صلاح كفتارو، في وقت سابق أنه رأى "الكتيّب وهو على شكل جواز سفر وليس مخالفا للشرع".
إلا أن طباعة ونشر بطاقة عائلية للرسول أدى إلى احتجاج أشراف مكة المكرمة. وقال الشريف صالح البركاتي إنه وجه رسائل إلى المفتين في السعودية ( الشيخ عبد العزيز آل الشيخ) ومصر(الشيخ علي جمعة) وسوريا ( الشيخ أحمد حسون)، وللشيخ يوسف القرضاوي، مطالبا بإصدار تحذير للناس من التعامل مع هذا الكتيّب. وتحدث عن التحضير لإصدار بيان عالمي باللغة الإنجليزية يُوجه إلى جميع علماء الاسلام للتحذير من التعاطي مع الكتيّب، الذي سيصدر أيضا بلغات أجنبية.
وأضاف منقدا الكتيّب : المعلومات الواردة في الكتيّب صحيحة ولكن تسميته بالبطاقة العائلية للرسول وإخراجه على شكل جواز سفر يتنافي مع عقيدتنا. الرسول لا يحتاج وثيقة، ووثيقته هي العروة الوثقى وما هو إلا وحي يوحى وهو خير الأنبياء.
وتابع " لقد صُدمت وصُدم الكثيرون غيري عندما شاهدوا هذه الكتيّب على شكل جواز السفر وفيه تسميات مثل مهنة الرسول وأرقام وشيفرات تجعله يشبه أيضا الإقامة التي تمنح في السعودية، وهذا عمل آثم وتقليل واستهزاء بالرسول".
وشدّد الشريف صالح البركاتي، الذي يقول إن نسبه يرجع لآل البيت ويتحدث باسم أشراف مكة، على أن "الرسول فوق هذه الأمور وهذه المسميات، وهذه البطاقة تدخل الرسول ضمن اتفاقيات دولية وهو أنزه من هذه الأشياء كلها ".
وطالب المسلمين بعدم شراء الكتيّب، قائلا: من يشتري هذا الكتيّب الذي يسئ للرسول وآل بيته، فهو آثم. والكتيّب عمل عصري لا يتناسب مع قدر ومكانة عالية للرسول، معتقدا أن مفتي سوريا ليس لديه علم بهذا العمل. وهذا الكتيّب هو مثل جواز السفر المزوّر.
كما ناشد البركاتي مؤلف الكتيّب، زاهر داؤود، أن يعمل على إصدار الكتيب بسرد تاريخي وأن يتكلم بما يليق بمقام الرسول، وبلغة أدبية.
وحذّر البركاتي من تقليد هذه الفكرة، قائلا : لو اقدم كل شخص على إصدار بطاقة عائلية للرسول.. ماذا سيحصل بعد 20 سنة.. ربما يخرج لنا من يقول أنه رأى الرسول في الحلم وصوّر الرسول كما رأه في حلمه ويضع الصورة في البطاقة.
يذكر أن البطاقة العائلية للرسول، والتي تباع بدولار ونصف، تتكون من 32 صفحة بقياس صغير (14,5 × 10 سم) مغلفة بطبقة جلدية سوداء رقيقة ما أعطاها مظهر وثيقة جواز السفر. وتبدأ الصفحة الأولى بـ"الرقم العالمي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وتحتها ظهر ما يبدوا أنه تفسير هذا الرقم الطويل وخاناته, وفي الزاوية اليسرى في أسفل الصفحة هناك ختم الرسول "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم". وتبدأ الصفحة الثانية تحت عنوان "الزوج" ومن ثم البيانات العائلية.
يُشار إلى أنه طبعت من قبل في دول عربية، مثل مصر، بطاقات عائلية للرسول صلى الله عليه وسلم كانت تتألف من صفحة واحدة، فيما يعتبر "جواز سفر" الرسول بسوريا المشروع الأول من نوعه من حيث عدد الصفحات والطباعة الحديثة والتوزيع في سوريا ودول عربية أخرى.
المصدر: العربية نت
التعليقات
إن ما يدعو العض
يكفينا متاجرة
انا احد سادة ال
إضافة تعليق جديد