خبران يطيحان بأحلام المواطن السوري
تداولت صفحات الفيسبوك السورية خلال اليومين الماضيين خبرين، قد يلخصان ما آلت إليه الأمور في سوريا من تضخم مهول، وما وصل إليه الواقع السوري من تناقض معيشي واضح.الخبر الأول كان عن شراء أحد "الأثرياء" سيارة بمبلغ 765 مليون ليرة، ضمن مزاد علني في دمشق، وهو مبلغ يفوق بآلاف المرات ما يتقاضاه الموظف السوري على مدار 100 سنة. تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي أتت على شكل مقارنة بين ما يعيشه أغلب السوريين من ضائقة مالية خانقة وغلاء أسعار، وبين فئة تستأثر بالثروات، وتعيش على كوكب آخر بالصرف والبذخ.
البعض اتهم تلك الفئة بالفساد، وسمّاهم بـ "تجار الحرب"، فيما قال آخرون "إنّ من حق الثري أن يصرف أمواله بالطريقة التي يريدها" على مبدأ المثل العامي: "يلي معو فلفل بيرش على المخلوطة".
الخبر الثاني يمثل الضلع الثاني في مربع المستحيل السوري، حيث تناقلت صفحات أسعار العقارات مؤخراً في قلب العاصمة دمشق والأحياء الراقية فيها، حيث وصلت أسعار بعض المنازل إلى أرقام خيالية، مثلاً منزل في منطقة البرامكة، وصل سعره الى مليار ليرة، بينما وصل سعر المنزل في حي الميدان الدمشقي إلى رقم فلكي يتجاوز الـ 2.5 مليار ليرة !
وشكّلت الأسعار حالة من الصدمة لدى المتابعين، فتوقع أحدهم أن "تصبح أسعار العقارات في دمشق أغلى من دبي وطوكيو" مع النزيف المتواصل لليرة السورية، المترافق مع العقوبات الأمريكية، والقرارات الحكومية التي زادت من العبء على المواطن السوري.
آخرون اعتبروا أن الأرقام خيالية بالنسبة للأغنياء، فما بالك بالفقراء الذين يعجزون عن تأمين كفاف يومهم من الطعام، وهو ما يشرح بشكل واضح حالة التفاوت الطبقي الراهنة في المجتمع السوري.
في المقابل، قال نشطاء إنّ الأحلام السورية اختصرت في الحصول على الحاجات اليومية، وأصبح امتلاك المنزل أو السيارة من منسيات الأحاديث، بل من المستحيلات التي عاشها ويعيشها السوري منذ سنين وإلى الآن.
إضافة تعليق جديد