باحث سوري يواجه أشد أمراض السرطان عنادا بـ "قنبلة السكر"

06-09-2021

باحث سوري يواجه أشد أمراض السرطان عنادا بـ "قنبلة السكر"

في الوقت الذي يجهد فيه الأطباء حول العالم، لعلاج أنواع معينة من مرض السرطان الذي ما زال يفتك بأجساد البشر، استطاع الباحث السوري إبراهيم الشعار، ابن مدينة حلب، اكتشاف علاج تمكن من خلاله الحصول على براءة اختراع من وزارة التجارة في بلده الأم سوريا، ومن منظمة الملكية الفكرية العالمية "WIPO".


الاكتشاف السوري الذي يعتمد على مبدأ علاج السرطان بقنبلة السكر، شهد قبولا مشروطا في الأوساط الطبية السورية المتخصصة، كما أثار فضول أطباء بريطانيين، حاولوا نسبه لأنفسهم قبل حوالي شهرين، على الرغم من حصول الشعار على براءة اختراع منذ عام 2017.


ومع تعدد حالات الشفاء بمرور الوقت، وخاصة من أنواع معندة، يبدو الأمر بحاجة إلى انخراط أعمق من مؤسسات طبية كبيرة لسبر الفرصة التي يكرسها ابتكار الباحث الشعار.


شفاء سرطان الثدي بلا استئصال


عدد من المرضى المتماثلين للشفاء، تحدثوا عن تجربتهم مع علاج (قنبلة السكر)، عارضين الوثائق المخبرية لكل من مرحلة المرض والشفاء.


تتحدث المريضة (لمى. ش. وهي سوريّة تعيش في الإمارات) عن قصة شفائها من مرض السرطان عن طريق قنبلة السكر: "عانيت من الإصابة بمجموعة كتل ليفية في الثدي الأيسر إحداها سرطانية، فتوجهّتُ حينها لطبيب مختص قرر إخضاعي للعلاج الكيميائي، محذراً بأنه حتى لو تمت معالجة الكتلة السرطانية فإن الكتل المتبقية لن تختفي".


تتابع لمى: "هنا أرشدني أحد أصدقائي للتواصل مع الباحث إبراهيم الشعار، لربما أحظى بالشفاء، فوجهني بعدم البدء بالجراحة، وقام بإعطائي أدوية، وخلال شهرين تماثلتُ للشفاء واختفت الكتل السرطانية مع الكتل الليفية المتبقية".


وقد أشارت إلى أن طبيبها في دبي أبدى استغرابه الشديد من شفائها دون اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو الجراحة.


تتحدث والدة الطفلة دانا. م (من قطر)، المصابة بالساركوما منذ حوالي العامين، والتي أبدى الأطباء عجزهم عن علاج حالتها: "تم إرشادنا إلى الدكتور الشعار بقصد الحصول على العلاج، والذي بدوره تابع حالة ابنتي لمدة 6 أشهر، تكللت جهوده فيها بحصول دانا على الشفاء التام، وهي حالياً بوضع مستقر".


ويروي (أحمد غ/ 25 عاماً)، من محافظة حمص، الذي أصيب بساركوما إيوينغ في القدم اليسرى منذ حوالي العام ونصف العام: "خضعتُ للعلاج الكيميائي والشعاعي لتكون النتيجة بتر القدم، قررت حينها الخضوع للعلاج عند الدكتور الشعار فحققت نسبة شفاء 90% خلال ثلاثة أشهر"، مشيراً إلى أن طبيبه (الدكتور محمد القادري) لم يمانع المتابعة مع الدكتور الشعار.


أما (هبة. ع/ 24 عاماً) من محافظة اللاذقية، فكانت تعاني منذ 5 أعوام من ساركوما إيوينغ في العظم والنسج المحاطة به في الحرقفة اليسرى، تشرح حالتها "لم يكن بمقدوري تحريك الطرف السفلي الأيسر، وخضعت للعلاج الكيميائي والشعاعي دون نتيجة، إلى أن تعرفت على الدكتور الشعار الذي تابع حالتي، فكانت النتيجة تراجع الورم بشكل تام خلال 6 أشهر، مع التحسن السريري إذ أن حركة الطرف أصبحت أفضل".


12 حالة شفاء من "ساركوما إيوينغ"


من جانبه يؤكد الباحث إبراهيم الشعار أنه استطاع الوصول من خلال قنبلة السكر إلى علاج سرطان الثدي دون الحاجة إلى استئصال الثدي المصاب، لافتاً إلى أن معظم المرضى الذين استلمهم تم تحويلهم من قبل أطباء مختصين في الأورام، بعد وصولهم إلى مراحل متقدمة جداً من المرض، لاستنفاذهم فرص العلاج.


وكشف الشعار أنه اجتاز المرحلة الثانية من الدراسة السريرية، ووصل إلى 200 حالة شفاء تام لمرضى كانوا مصابين بأنواع مختلفة من السرطان، 12 منهم يعاني من نوع "ساركوما إيوينغ"، علماً أن هذا النوع منه لم تسجل أي حالة شفاء منه بالعالم، من خلال بروتوكولات العلاج المتّبعة في المشافي.


وأشار إلى أنه يعالج مرضاه في الجمعية السورية لمعالجة السرطان (لمسة حنان)، في منطقة "جرمانا" في ريف دمشق، أو من خلال التواصل معهم عبر برنامج "الواتساب" في حال كانوا في دول أخرى.


فرضية صحيحة.. مخبرياً فقط!


يرى المدير الطبي في مشفى البيروني الجامعي المختص بعلاج السرطان، ورئيس الرابطة السورية للأورام الدكتور محمد القادري، أن بحث قنبلة السكر لا يزال في مرحلة فرضية علمية تم إثبات صحتها من قبل الباحث مخبرياً فقط، أي من خلال بحث مخبري تحت سريري، وتم نشر البحث المذكور.


وأضاف: "لا يمكن لأي باحث مهما كان اختصاصه أن ينجز الدراسة السريرية الكاملة لدواء بكافة مراحلها لوحده ولم نسمع عالمياً بمثل ذلك".وأشار الدكتور القادري إلى أن أي طريقة علاجية جديدة سواء أكانت دوائية أم شعاعية أم جراحية يجب أن تمر على الأقل بثلاث مراحل من الدراسة السريرية لكي تصبح معتمدة وقابلة للتطبيق، يتم من خلالها التأكد من السلامة والأمان والفاعلية، ثم مقارنة فعالية الطريقة الجديدة التجريبية مع الطريقة المعتمدة سابقاً لعلاج حالة محددة.
موقع شبكة اخبار دمشق, [٠٦.٠٩.٢١ ٠٨:١٧]وأكد القادري أن كل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى حد أدنى من: عدد المرضى، فترة للمراقبة السريرية والمخبرية والشعاعية، وأن تتمتع كل مرحلة من المراحل بقوة دليل طبية وإحصائية للانتقال للمرحلة التي تليها.


ضرورة تبنّي البحث


واعتبر أن عدد المرضى الذين حصلوا على الشفاء التام لدى الباحث الشعار، لا يعد كافياً، باعتبار أن الدراسة تكتسب قوتها طبياً وإحصائياً من خلال العدد الكبير للمرضى، وذلك لاعتماد الطريقة الجديدة كأحد الخيارات العلاجية لحالة طبية محددة.


وأكد القادري على ضرورة تبنّي هذا البحث من قبل جهة رسمية معنيّة (سواء وزارة الصحة أو وزارة التعليم العالي) وتشكيل فريق عمل يتضمن أطباء اختصاصيين وأعضاء هيئة تدريسية (اختصاص أورام) وصيادلة، وأطباء تشخيص شعاعي، إضافة إلى اختصاصيين في الإحصاء الطبي والدراسات السريرية، وغير ذلك من اختصاصات أخرى تراها الوزارة المعنية أنها ضرورية ولا سيما تلك التي تتعلق بالنواحي القانونية وأخلاقيات المهنة.


وبيّن القادري أنه يتوجّب على هذه اللجنة مراجعة المراحل السابقة التي قام بها الباحث في المجال السريري، ومتابعة إجراء الدراسة السريرية بمراحلها الثلاثة المذكورة سابقاً وفق الأسس العلمية والقانونية والأخلاقية المعتمدة وطنياً وعالمياً.
وتابع: فإذا ثبت سريرياً أن العقار الجديد فعّال وآمن، يمكن حينها الانتقال للخطوات اللاحقة بترخيص وتسجيل الدواء محلياً وعالمياً وإنتاجه كأي دواء آخر.


خط ثالث للعلاج


من جانبه أوضح مدير مركز الأمل الطبي لمعالجة الأورام الدكتور حسن حسن، لـ"سبوتنيك" أنه عندما يكون لدى الطبيب تشخيص حديث لحالة ورمية، يتوجب عليه معرفة النمط النسيجي والمرحلة السريرية للعلاج، مشيراً إلى أنه يمكن تحديد النمط النسيجي من خلال أخذ خزعة من المريض وإرسالها إلى مخبر التشريح المرضي ليحدد ماهيتها، للتمكن من تحديد المرحلة السريرية، فهنا يتم التشخيص والبدء بالقرار العلاجي، سواء أكان جراحة أم علاج كيميائي أم شعاعي.


وأشار الدكتور حسن إلى أن مرحلة العلاج تمر بأربع خطوط، يسمح الخط الثالث منها بإعطاء بعض الفرص العلاجية للمرضى الذين لم يستفيدوا من أنواع العلاج المتبعة في البرتوكول العلاجي.


شفاء دون نكوسات


وأكد أنه انطلاقاً من ذلك بدأت تجربته مع الباحث الشعار، حين أصبح يرسل مرضى له ظهرت لديهم آثار جانبية قاسية من العلاج الكيميائي أو لم يستفيدوا منه على الإطلاق، وذلك بعد الاطلاع على مبدأ العلاج بقنبلة السكر، كاشفاً عن وجود مرضى حققوا الاستفادة التامة، يصل عددهم إلى 8 مرضى من أصل 25 مريض، لافتاً إلى أنه لم يحصل لدى المتعافين أي نكوسات ورمية بعد الشفاء.


وأشار الدكتور حسن إلى أن قناعته بمبدأ العلاج هذا نابع من أن الآلية التي يعمل بها قريبة من بعض الآليات للأدوية الورمية سواء أكانت مناعية أم كيميائية.شهادات عالمية التجارة للباحث السوري إبراهيم الشعار، ابن مدينة حلب، اكتشف علاج مرض السرطان بقنبلة السكرالنجاح يحتاج لعدد مرضى كبير


وأكد الدكتور حسن أنه لا يمكن معرفة احتمالية استفادة المريض من العلاج بقنبلة السكر، إلا من خلال إجراء أبحاث ودراسات علمية على أعداد كبيرة جداً من المرضى، وقد يأخذ ذلك عدة سنوات، إذ لا يمكن القول إن هذا العلاج ناجع للسرطان بمجرد استفادة عدد من المرضى عليه.


وأشار إلى أن تجربة قنبلة السكر كانت جيدة نسبياً لأن عدد المرضى الخاضعين لهذه التجربة أخذ حقه بالأبحاث السريرية ضمن الظروف الموجودة، ولكن بالطبع لا يمكن اعتبار أن هذا البحث قد قدم توصيات علمية لأن ذلك يحتاج إلى اشتراك دول عديدة في هذا النوع من الأبحاث وأن تتبناه شركات دوائية كبيرة المستوى.


أين الجهات السورية المختصّة؟


أما على المستوى الداخلي أكد حسن ضرورة تسجيل الاكتشاف بالهيئة العليا للبحث العلمي وإعطائه علامة سريرية وتأمين المواد الأولية له وتأمين حجم العينة المرضية المطلوبة، مضيفاً: "يجب تبنّي هذا البحث من قبل مؤسسات حكومية وشركات دوائية، كي يبصر النور، مستغرباً عدم اعتماده من قبل الجهات المختصة السوريّة".


نوع جديد للمعالجة


من جانبه يرى الطبيب وليد الصالح، المختص بالتشريح المرضي ومدير مشفى البيروني سابقاً، أنه يوجد حالياً توجه عالمي نحو المعالجات الحديثة للأورام، وخاصة المعالجات المناعية الاستقلابية، متوقعاً أن تشكل قنبلة السكر نوع جديد للمعالجة، من جهة أن الخلايا السرطانية تتكاثر بسرعة مقارنة مع الخلايا الطبيعية، وبالتالي لديها القدرة السريعة على التكاثر والتجدد، وهذا يحتاج إلى طاقة عالية وغذاء لتأمين هذا التكاثر، إضافة إلى أن الوسط القلوي يشكل بيئة غير مناسبة لنمو الخلايا السرطانية، على عكس الوسط الحمضي الذي يعتبر وسط مناسب قد تنمو فيه هذه الخلايا، ومن الممكن أن تلعب هذه الدراسة دور في إيقاف تكاثر الخلايا السرطانية وعدم نموها، إضافة إلى أنها تحقق معالجة مناعية للتخفيف من تأثير الأدوية الكيميائية على الجسم.تكاليف ومخابر



وأشار إلى أن هذا الاكتشاف يعد بداية جديدة لكافة شركات الأدوية، ولتوثيق ذلك يجب نشرها بمجلات عالمية ذات قيمة علمية عالية، للاستشهاد بها من قبل العديد من المراكز المختصة بعلاج السرطان، متفقاً مع الدكتور القادري والدكتور حسن حول ضرورة وجود عدد كبير من المرضى لمعرفة مدى فاعليته وتأثيراته الجانبية.


واعتبر الصالح أن قنبلة السكر تحتاج إلى تكاليف ومخابر كبرى، ناهيك عن ضرورة وجود بيئة بحثية غير متوفرة في دول العالم الثالث، لكون ذلك يحتاج إلى فريق بحثي كبير ناجح جداً.


شاهد على نجاح العلاج


من جانبها أكدت أمينة سر جمعية "لمسة حنان" رباب سعيد، أنها استطاعت التأكد من نجاعة العلاج الذي اكتشفه الباحث الشعار بأم عينها، من خلال المريض (باسم. س) من مدينة "المليحة" في ريف دمشق، الذي راجع الجمعية، متكئاً على زوجته وقريبه، لأنه لا يستطيع السير على أقدامه، بعد أن تغلّب مرض السرطان على جسده الهزيل، وأفقده معدته بعمل جراحي، ليعاني فيما بعد من انتقالات عظمية وصدرية ومنصفية ومغبنية في البطن.وتتابع سعيد: "وأخبرنا المريض أنه خضع لثلاث جرعات من العلاج الكيميائي ولم يستجب لها، ثم خضع للعلاج بقنبلة السكر، ليحقق استفادة بنسبة 30% كل شهرين، إلى أن وصل إلى الشفاء الكامل بعد 6 أشهر من بدء العلاج، وفق ما أوضحت صورة الطبقي محوري.


آلية عمل القنبلة


وبالعودة إلى الباحث الشعار يشرح آلية عمل القنبلة: "تم اكتشاف مبدأ قنبلة السكر من خلال أبحاث ودراسات مخبرية على الخلايا السرطانية نوع "ساركوما"، استطعنا من خلالها فهم آلية عمل الخلية الخبيثة في الحصول على الطاقة، مقارنة بالخلية السليمة، حيث إنها تولد الطاقة بآلية التخمر دون الحاجة للأوكسجين، لذلك هي قادرة على الحياة في وسط حامضي قليل الأوكسجين، فتشكل حواجز تعطل عمل الجهاز المناعي وتعيقه، ومنها ينمو الورم ويكبر".


وتابع الشعار: "كما أن العوامل المسرطنة أياً كانت، تصب ضررها على الميتاكوندريا (محطات الطاقة في الخلية)، ويحدث حينها خلل استقلابي يؤدي لاحقاً إلى تشكل طفرة تسبب أورام في المستقبل".


ويشرح الباحث آلية العلاج من خلال قنبلة السكر: "هي مبدأ جديد في العلاج المناعي الموجه، حيث تم الاعتماد على تحضير مادة "الكيفيران القلوي"، الذي يعمل على استعادة الوسط القلوي الطبيعي للخلايا، وذلك باستخدام الطاقة لتسليح الخلايا بالأوكسجين وقتلها من الداخل، فتم دمج الكيفيران (سكر متعدد خارجي المنشأ يتم إنتاجه من الأحياء الدقيقة الحميدة)، مع مادة بيكربونات الصوديوم القلوية، وبذلك يتم خداع الخلية الخبيثة لتتناوله على مبدأ حصان طروادة، منوّهاً بأن الخلية السرطانية لها القدرة على استغلال السكر أكثر بـ 20 ضعف من الخلية السليمة، إضافة إلى أن الكيفيران يستهدف مستقبلات خارجية على سطح الخلايا السرطانية ليقوي الجهاز المناعي ويدعمه".وأشار الشعار إلى أنه يتم إعطاء العلاج عن طريق ثلاثة أشكال، إما حقن تحت الجلد كإبر الأنسولين، أو على شكل نقط بالطريقة الفموية، أو من خلال كبسولات.

 

شرعيّة الاكتشاف


من جانبه أكد مدير حماية الملكية الفكرية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، شفيق العزب، أن الباحث إبراهيم الشعار قدم طلب للحصول على براءة الاختراع لاكتشافه في عام 2017، وتم حينها إرسال البحث إلى وزارة الصحة كجهة مختصة، التي قامت بدورها بدراسة الطلب، وسمحت بإصدار براءة اختراع للباحث، مشيراً إلى أنه يحق له استثمارها ضمن الحدود السورية، واستخدامها في دول الخارج بعد الحصول على موافقة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية 

 

 


سبوتنيك - جلنار العلي 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...