دونتيسك الشعبية.. أرض الانفصاليين

هناك، جنوب شرقي أوكرانيا، «دونتيسك الشعبية»، جمهورية معلنة من طرف واحد منذ 2014، لا يعترف بها أحد، حتى روسيا، لكنها «وقود» حربٍ طال انتظارها.

عام 2014 شهدت أوكرانيا احتجاجات واسعة أسقطت الرئيس يانوكوفيتش، وتسببت بانقسام البلاد بين موالين للاتحاد الأوروبي وموالين لروسيا.

وصل الأمر إلى استفتاء في «القرم» وانضمامه إلى روسـيا، واستفتاء آخر في «دونيتسـك» و«لوغانسـك» وإعلان كل منهما «جمهورية شعبية».

«دونباس» باختصار
ويطلق على «دونيتسـك» و«لـوغانسك» مجتمعتين اسم منطقة «دونبـاس»، وهي اختصار لكلمتي «دون» من دونـيتسك، و«باس» من باسين بالـروسية.

الاسم يعني  «حوض دونيتسك»، وجاء من حوض الفحم الذي اكتُشف عام 1721، تمت تسميته على اسم نهر دونيتس في المنطقة،

بدأ استغلال الفحم في حوض دونيتسك في أوائل القرن الـ19، وبحلول عام 1913 كان ينتج 87 % من الفحم الروسي.

في نيسان 2014، شنت القوات الحكومية الأوكـرانية هجوماً ضد الانفصـاليين الموالين لموسـكو، تمكنت أوكرانيـا خلال شهر آب من تقليص الأراضي الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين.

كادت أوكـرانيا تستعيد السيطرة على الحدود مع روسـيا، ما دفع الـروس للتدخل المباشر، واقتحام «دونـباس» بالجنود والمدفعية، تحت مسمى «قافلة إنسانية».

ونتيجة الدعم الروسـي، استعادت القوات الانفصـالية الكثير من الأراضي التي فقدتها في هجوم قوات الحكومة الأوكرانية.

انتهى التصعيد حينها، بتوقيع كل من أوكرانـيا وروسـيا و«جمهورية دانـيتسك ولـوهانسك» اتفاقية لوقف إطلاق النار، في أيلول 2014، سميت «بروتوكول مينسـك».

لكن الاتفاق انتُهك مراراً من قبل الجانبين، قبل أن ينهار تماماً أوائل 2015. ثم وافقت الأطراف المعنية على وقـف إطـلاق نـار جديد، سمي «مينسك 2»، في شباط 2015.

اليوم، وفي ذروة التوتر الحالي بين روسيا وأوكرانيا، طرح البرلمان الـروسي مشروع قرار للاعتراف بانفصـال الإقليمين، وتتبادل حكومة كييف وانفصالـيو «دونيتـسك» الاتهامات بخرق الاتفاق.
 
«دونـيتسك» أعلنت عملية إجلاء واسعة للمدنيين باتجاه روسيـا، وأطلقت صفارات الإنذار «تحسباً لهجوم أوكـراني» محتمل.

موسكو استنفرت وأرسلت طوارئها لمساعدة اللاجئين، وأعلنت عن سقوط قذائف من أوكرانـيا على منطقة روستوف الروسية ووقوع إصابات، فيما وصفت أوكرانيا اتهامات موسكو بسقوط قذائف ضمن أراضيها بالسخيفة.

فهل تشعل «دونيتسك» الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟