العراق الأقل أمناً في العالم وبوش يريد بقاء الاحتلال نصف قرن
قتل، أمس، 29 عراقياً وأصيب 45 بجروح، وعثر على 30 جثة في بغداد، وأظهرت دراسة أن العراق أخطر الدول في العالم وأقلها أمناً، وأوضحت أن الاضطرابات التي خلفها الغزو الأمريكي للعراق كانت السبب وراء جعله أقل الدول أمناً في العالم. وسلمت القوات الأمريكية الأكراد مسؤولية الأمن في محافظات إقليم كردستان الثلاث (السليمانية وأربيل ودهوك)، وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن رغبته في وجود أمريكي طويل في العراق على غرار كوريا الجنوبية (منذ أكثر من نصف قرن)، وحث القادة العراقيين على إحراز تقدم في المصالحة الوطنية. وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن خطة بوش ل”إغراق” بغداد بالجنود الأمريكيين جنبت العراق حرباً أهلية، وشدد نظيره البريطاني توني بلير على أن المملكة المتحدة لن تستسلم للإرهاب والابتزاز بعد خطف 5 من مواطنيه على أيدي ميليشيا انتقاماً لمقتل قائد جيش المهدي في البصرة.
ووصف الجنرال الامريكي بنجامين ميكسون الذي سلم قوات البشمركة مسؤولية الامن في كردستان المناسبة بأنها “تاريخية”، وذكّر المسؤولين الاكراد “ستقدمون تسهيلات لرجال الاعمال هنا. ونحن متفائلون بانكم ستبلغون اهدافكم وامامكم فرص عظيمة في المستقبل”. وقال موفق الربيعي مستشار الامن الوطني ان “قوة وتسليح البشمركة قوة ومنعة للقوات العراقية المسلحة”. وجدد نيجيرفان البرزاني رئيس حكومة الاقليم دعمه الحكومة المركزية والفيدرالية وقال ان “موقفنا ثابت والحقوق التي سلبت منا سابقا بالقوة نريد استردادها وفق القانون”. ووصف الضابط في البشمركة شدمان علي الامر بأنه “معادل للاستقلال بالنسبة لنا”، اضاف “نفخر كثيرا باليوم الذي انتظرناه طويلا وهذا يمنحنا الامل بالنسبة للمستقبل”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو، امس، إن بوش “يرغب في أن يكون للولايات المتحدة دور في العراق في نهاية المطاف مشابه لدورها في كوريا الجنوبية حيث تحتفظ امريكا بآلاف من جنودها منذ نحو 50 عاما لحمايتها من اي غزو كوري شمالي محتمل”. وقال للصحافيين “النموذج الكوري هو نموذج توفر فيه الولايات المتحدة وجوداً أمنياً. لكن كان هناك تطور لديمقراطية ناجحة في كوريا الجنوبية على مدى سنوات.. ولذلك فالولايات المتحدة موجودة هناك كقوة ارساء استقرار”. وأضاف أن القواعد الأمريكية في العراق لن تكون دائمة بالضرورة لأنها ستكون هناك بناء على دعوة الحكومة المضيفة و”الشخص الذي يقدم الدعوة له الحق في سحبها”. وتابع يقول “أعتقد أن ما يريد أن يوضحه بوش هو أن الوضع في العراق، وفي الحقيقة الحرب الأوسع على الإرهاب، هي أمور ستستغرق وقتا طويلا. لكن لن تتطلب دوما تواجدا قتاليا متقدما”.
وكان بوش قد حث، خلال مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، رئيس الوزراء ونواب الرئيس العراقيين على احراز تقدم باتجاه المصالحة الوطنية. واشار الى ان مؤتمر الدائرة المغلقة دام اربعين دقيقة مع المالكي ونائبي الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي حيث “شكرهم الرئيس على العمل معا على المشاكل الحرجة في المجالات الاقتصادية والسياسية والامنية”. واضاف المتحدث “لقد شجعهم ايضا على مواصلة احراز تقدم”. واعلن سنو ان بوش سيستقبل الرئيس العراقي جلال الطالباني اليوم الخميس في البيت الابيض.
وقال المالكي ان خطة إغراق العاصمة العراقية بالقوات الأمريكية التي بدأت في فبراير/ شباط الماضي جنبت البلاد حربا أهلية. وقال في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأمريكية “لو لم تطبق خطة بغداد الأمنية لكنا واجهنا حربا أهلية حقيقية”.
وقال انه من المبكر جدا تقييم هذه الخطة، لكنه أضاف انه متفائل بأن الخطة ستحقق تقدما اكبر في العراق في الشهور المقبلة، وأقر بأن الحياة أصبحت صعبة بالنسبة للذين يعيشون في بغداد. وقال “هناك نقص كبير في بغداد لأنها العاصمة ولأنها تواجه التهديد الإرهابي الأكبر”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد