مجموعة الثماني: الحل اللبناني يتم عبر الحوار
أعرب وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، خلال اجتماع تحضيري لإعداد جدول اعمال القمة المقبلة، في بوتسدام قرب برلين أمس، عن دعمهم لإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحــريري، محذرين إيران من «إجراءات اخرى مناسبة» حول أزمتها النووية، فيما فشلوا في التوصل الى اتفاق حول وضع إقليم كوسوفو.
وفي قصر سيسيلنهوف الذي استقبل صيف عام 1945 قادة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، جدد الوزراء دعمهم المطلق للحكومة «الشرعية والديموقراطية في لبنان». وجاء في البيان الختامي للقاء ان الوزراء «مستمرون في موقفهم الداعم لإنشاء محكمة خاصة من اجل لبنان. ونطلب بإلحاح من كل اعضاء المجتمع الدولي دعم المحكمة بعد إنشائها والتعاون معها».
وتابع البيان «نطلب من كل الاطراف، وفي المقام الاول دول المنطقة لا سيما سوريا... وقف التدخل في شؤون لبنان الداخلية». واعتبر ان حل مشكلة لبنان «يكون فقــط عبر الحوار وفي اطار الاحترام الكامل للمؤسسات الديموقراطية في البلاد».
وبشأن الأزمة النووية الايرانية، هدد وزراء الخارجية انه «في حال واصلت ايران تجاهل مطالب مجلس الامن فإننا سنؤيد اجراءات اخرى مناسبة مثلما اتفق عليه في القرار 1747». كما عبر البيان عن «أســف عمـيق لأن إيران كما رأينا في أحدث تقرير من المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) واصلت التوسع في أنشطتها للتخصيب».
من جهة اخرى، فشل الوزراء في التوصل الى تسوية بشأن وضع إقليم كوسوفو. واكتفى البيان الختامي بالإشارة الى ان الوزراء «بحثوا مقترح» الوسيط الدولي مارتي اهتيساري وأن المباحثات ستتواصل. وبحسب مصدر دبلوماسي فرنسي، فإن المباحثات في الجلسة العلنية كانت «صريحة ومباشرة وحماسية نسبيا».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف انه يأمل ألا تكون هناك حاجة لاستخدام حق النقض على قرار لمجلس الأمن يتعلق بمستقبل الإقليم. وكان لافروف اعتبر «ان مصير صربيا ومصير كوسوفو لا ينبغي ان يتقررا في نيويورك او في بوتسـدام او في اطر اخرى، ولكن فــقط من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين».
الى ذلك، اتهم لافروف واشنطن بإعادة إطلاق «سباق التسلح» بمشروعها لنشر الدرع المضاد للصواريخ في اوروبا. وقال في المؤتمر الصحافي الختامي «اعتقد ان المدركين مهنياً لهذه المشكلة يفهــمون ان لا شــيء يثير الضحك في هذا الملف، لأن سباق التسلح يبدأ من جديد، والاستقرار الاستراتيجي تأثر».
من جهتها، جددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس قولها إن المشروع ليس موجها ضد روسيا، مشيرة الى ايران وكوريا الشمالية. وقالت «توجد تهديدات مستقبلية تثير قلقنا»، مدافعة «عن قدرة (الولايات المتحدة) على وضع نظام قابل للعمل». وأضافت «لقد عرضنا التعاون» مع روسيا حول الملف.
يذكر ان الرئيس الأميركي جورج بوش سيستقبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد