اليونسكو تصنف مدينة ماري السورية معلما أثريا عالميا
أشاد الباحث السوري الدكتور بشار خليف بترشيح اليونسكو مؤخرا لمدينة ماري والمدن المنسية ضمن مدن العالم الأثرية، مؤكدا أن مواقع بمثل هذه الأهمية لا بد أن تتم حمايتها، وتحظى بالدعم الأممي لتبقى شاهدا على عراقة "الحضارة السورية".
واعتبر خليف وهو مؤلف كتاب مملكة ماري -الكتاب العربي الوحيد الذي يتناول تاريخ المدينة وثقافتها بشكل شامل- أن أهمية هذه المدينة تنبع من كونها أول مدينة سورية في التاريخ تنشأ وفق مخطط مسبق يتضمن المعايير البيئية والجغرافية والتجارية والسياسية.
ففي العام 2900 قبل الميلاد تم تعمير سور المدينة أولا، ثم المرافق من المركز باتجاه السور شاملا المعابد والقصور والمباني السكنية، وتقدم الحفريات في مدينة ماري أدلة قوية عن جملة منشآت مائية وملاحية وصحية أكدت تميزا في هذا المجال.
وتقع مدينة ماري قرب الحدود السورية العراقية، ويؤكد د. خليف مركزية هذا الموقع في ذلك العصر، لتشكيلها صلة وصل مهمة بين شرق الهلال الخصيب وبلاد الشام.
ويؤكد خليف أن وثائق مدينة ماري قدمت معلومات تاريخية هامة جدا عن تاريخ سوريا والمشرق العربي، لا سيما في الألف الثاني قبل الميلاد، وبشكل جزئي حول الألف الثالث.
وعن المدن المنسية الواقعة في الشمال السوري يؤكد خليف أنها تشكل معلما مهما أيضا حول تاريخ سوريا وعمارتها وحياتها المعتقدية مع حلول القرون الميلادية الأولى.
ويعتقد خليف أن هذا التصنيف قد يشكل حافزا للاهتمام بها رغم ضرورة وجود اهتمام من قبل الجهات المعنية "حين نجد اهتماما أمميا نكون قد حققنا نجاحين في موقع واحد فهي ذاكرتنا وحاضرنا بشكل من الأشكال ودليل استمرارنا الحضاري".
نغم ناصر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد