هل ينهي نجل بايدن مشوار والده السياسي؟
تتركز الأنظار مجدداً على هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي، جو بايدن .. وزارة العدل، أعلنت عن تعيين مستشار خاص، في القضية التي تتناول مشاركة بايدن الابن، في صفقات تجارية غير مشروعة خارج البلاد.
وجاء هذا الإعلان بعد أسابيع من انهيار صفقة الإقرار بالذنب بينه وبين السلطات القضائية الأمريكية، بشأن اتهامات مرتبطة بالتهرب الضريبي وحيازة سلاح غير قانوني. ويخضع نجل الرئيس، الذي كان هدفاً منذ فترة طويلة لانتقادات الجمهوريين، لتحقيق فيدرالي منذ عام 2019.
حادث مأساوي
ولد هانتر البالغ من العمر 53 عاماً في ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، عام 1970، وهو الابن الثاني لبايدن، من زوجته الأولى نيليا. لكن مأساة ضربت العائلة عام 1972، فقد أودى حادث سير بحياة أمه وأخته الرضيعة نعومي، وفق ما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز”. فيما دخل هانتر وشقيقه الأكبر بو المستشفى للعلاج. وأدى والدهما الذي لم يكن في السيارة، حين داهمتها شاحنة مسرعة، اليمين الدستورية، إثر انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ، من غرفتهما في المستشفى. واصلت العائلة حياتها إلى أن تخرج هانتر من جامعة جورج تاون عام 1992.
مسار مدمر
ثم تزوج من كاثلين بول، بعد أن التقيا في العشرينات من العمر، بينما كانا ضمن جمعية تطوعية في بورتلاند، بأوريغون. وفي العام 1996 تخرج هانتر من كلية الحقوق في جامعة ييل. لكن في 2000 بدأت حياته تأخذ مساراً “مدمراً”، فقد بدأ منذ ذلك الحين، بتناول الكحول بكثرة، جراء ضغط العمل في شركة Oldaker وBiden & Belair للمحاماة حيث أصبح شريكاً منذ 2001. علماً أنه أقر لاحقاً بأنه بدأ الشرب وتعاطي الكحول منذ المراهقة، وحين كان لا يزال طالباً.
الفضيحة الأكبر
أما الفضيحة الأكبر فكانت سنة 2013، إذ بعد انضمامه لقوات الاحتياط في البحرية الأميركية، وتأديته اليمين الدستورية أمام والده، الذي كان آنذاك يشغل منصب نائب الرئيس، تبين لاحقا أنه يتعاطى الكوكايين، فتم تسريحه من الخدمة، في واقعة وصفها بنفسه لاحقاً بالمحرجة!
فضائح نجل بايدن لم تتوقف هنا، فقد أدت علاقاته مع النساء وإدمانه إلى انهيار زواجه. فطلبت زوجته الطلاق عام 2017، واتهمته “بالإنفاق بإسراف على ملذاته، من بينها المخدرات والنساء ونوادي التعري”.
وعلى الرغم من اعترافه لاحقاً بخيانة زوجته، تورط مجدداً، ففي 2019، أثبتت اختبارات الحمض النووي، أنه الأب البيولوجي لطفل من راقصة تعرٍّ تدعى لوندن أليكسيس روبرتس.
الصين وأوكرانيا
إلى ذلك، كان لأعماله في الصين وأوكرانيا حصة الأسد أيضاً في الجدل الذي ثار حوله وحول والده كذلك. فقد وجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مراراً، أصابع الاتهام إلى بايدن ونجله حول هذا الموضوع، مؤكدا أن أعمال هانتر التجارية في الخارج مثيرة للشبهات.
في 2014، انضم هانتر إلى مجلس إدارة شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية، “بوريسما هولدينغ”، حيث ورد أنه كان يحصل على ما يصل إلى 50 ألف دولار شهرياً. جاء هذا الانضمام فيما كان بايدن يشارك في أعمال مكافحة الفساد في أوكرانيا. وقد دفع نحو إقالة كبير المدعين العامين في البلاد، فيكتور شوكين، الذي كان يتهم بعرقلة تحقيقات فساد تطال “بوريسما”، ولاحقا في عام 2016، أقال البرلمان الأوكراني شوكين. فزعم ترمب مباشرة أن السبب وراء الإطاحة بشوكين، التحقيق في فساد “بوريسما”، وراح يكيل التهم لبايدن ونجله!
لكن تلك الاتهامات جرت على عكس ما يشتهي ترمب، بل شكلت محور الحملة لعزل الرئيس الجمهوري عام 2019، بعدما ضغط الأخير على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مكالمة هاتفية للتحقيق في تعاملات هانتر مع “بوريسما”.
أما اليوم فقد بات كل من جو بايدن وترمب الساعيين للترشح مجدداً إلى انتخابات الرئاسة المقبلة في موقف مشابه، إذ أثرت الملاحقات القضائية التي يرزح تحتها الرئيس الجمهوري السابق على صورته، تماماً كما فعلت قضية هانتر مع والده.
ويبقى السؤال الأهم : هل ستؤثر تلك الملاحقات على حظوظ الرجلين في الوصول ثانية إلى البيت الأبيض العام المقبل؟!
العربية
إضافة تعليق جديد