نهاية حرب أم بداية حرب؟
ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي يبررون إعادة تموضع الفرقة 98 خارج خان يونس بسبب الإرهاق القتالي، وينفون أنها كانت بادرة حسن نية تجاه صفقة الأسرى.
الانسحاب من غزة باستثناء لواء الناحل يفصل شمال غزة عن جنوبها. نتنياهو يصر على أن الحرب ما زالت في ذروتها ويزعم أن كيانه يقترب من النصر المطلق.
هذه التصريحات تثير الجدل حول استراتيجية إسرائيل، وتشير إلى تضارب الرؤى بين الإرهاق القتالي والتصريحات عن النصر المطلق، مما يجعل الأمور غير واضحة. الانسحاب من خان يونس قد يفسح المجال لتقدم مفاوضات القاهرة ولكنه يثير تساؤلات حول مسار الحرب.
التطورات على الأرض تشير إلى عدة عوامل تؤكد أن المنطقة قد تكون على حافة حرب أوسع، بما في ذلك انسحاب الفرقة 98، وزيادة الخسائر في الميدان، والتركيز على التهديد الإيراني، والتوترات الداخلية في إسرائيل، مما يعقّد الوضع ويجعل من الصعب تحقيق التهدئة.
العجز الأميركي، وربما هي المراوغة الأميركية، ضمن خيارات ليس منها التخلي عن “إسرائيل” حتى لو تزعّمها بن غفير، باعتبارات الدولة العميقة والمشروع الغربي والأفق الاستراتيجي العالمي، في السياسة الأميركية، وهي سياسة تتغلّب فيها جذرية الصراع مع الشرق الإسلامي، بما يحول دون التنازل الأميركي عن “إسرائيل” في وقت الحرب، وإن ظل الخلاف السياسي قائماً طوال الوقت، فهو خلاف يخضع فيه الأميركي لأولويات تتجاوز البعد الحزبي الداخلي، ولو على حساب المصالح الأميركية الأخرى.
فالمصلحة الكبرى تبقى بوجود “إسرائيل” قوية في قلب الشرق المعادي، والخلاف على إدارة الحرب بما يبقي “إسرائيل” قوية، وإن تلفّظ بايدن أخيراً بضرورة وقفها حرصاً على “إسرائيل”، وظهر أن نتنياهو أذعن ولو نسبياً، فإن قدرة نتنياهو على التحايل منذ أربعة أشهر تشير لتحايل إضافيّ وإن بطرق جديدة، باعتبار اتفاق المستشار الأميركي سوليفان مع “تل أبيب” منذ نهاية العام الماضي، على تحوّل الحرب إلى عمليات محدودة مع بداية العام الحالي، وهو ما نجح نتنياهو بتجاوزه بسهولة.
حرب توقد حروباً ولا تغادرها، ولكنه اختلاط الأوراق المتصاعد، قد يدفع اللاعبين لإعادة التموضع الميداني، بما يعطي الأولوية للتهدئة ولو مؤقتاً في أحسن الأحوال، كما توعّد غالنت، مع بقاء مشهد المواجهة سيد الموقف، ولكنها مواجهة وفق مقاس وترددات نتنياهو، الذي ما زال ينجح حتى الآن بأخذ “إسرائيل” نحو المجهول، بما يجعل كل خيارات المنطقة مشرّعة نحو وعد الله.
الميادين نت
إضافة تعليق جديد