العربية تكره المقاومة وتحب إسرائيل
التقت «العربية» ثلاثة أسرى من «حزب الله» في السجون الإسرائيلية. وكانت تلك المقابلات المحور الأبرز في البرنامج الخاص التي قدمته الفضائية السعودية في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان. لم تعلن «العربية» اسم المراسل الذي أجرى المقابلات داخل السجون الإسرائيلية، على رغم أن المعلومات تفيد بأنه زياد حلبي الذي أجرى قبل أيام مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
يصعب إنكار «السبق الصحافي» الذي حققته «العربية». لكن في المقابل يصعب تجاهل الخلفيات السياسية التي تقف وراء هذا السبق. لماذا لم تعلن «العربية» اسم المراسل الذي أجرى المقابلات؟ ولماذا لم تذكر أي تفاصيل بشأن كيفية التوصل إليها؟ لماذا فتحت إسرائيل سجونها السريّة لفضائيّة عربيّة؟ ولماذا خصّت «العربية» بهذا السبق؟ هل أرادت أن تبعث رسالة سياسيّة، عبر تسليط الضوء على هؤلاء الاسرى الذين لم يُعلن عن ظروف وقوعهم في قبضة الجيش الغازي؟... رفض المسؤول الإعلامي في «العربية» ناصر الصرامي التعقيب على مسألة المقابلات مع الأسرى. وأشار نخلة الحاج، مدير الأخبار في القناة، إلى أنه لم يتابع المسألة، وأن الموضوع عند رئيس تحرير الأخبار نبيل الخطيب الذي بقي هاتفه الخلوي مقفلاً نهار أمس.
منذ اندلاع حرب تموز، لفتت المحطة السعودية بموقفها من العدوان الذي غطته بشيء من الحيادية والبرود. وها هي تحتفي بذكراه الأولى بحماسة زائدة. في الحرب لم تتعاطف مع المقاومة، وبعد سنة ها هي تقف على شفير الدعاية لإسرائيل! بدا ذلك واضحاً في التقرير الذي قدمته المحطة أول من أمس، وتضمن مقاطع مجتزأة من تصريحات للسيد حسن نصر الله من دون ذكر مناسباتها، ساعية الى اظهار «تناقضات» في خطاب الأمين العام لحزب الله. وبدا واضحاً أن المعدّين بذلوا قصارى جهدهم لتسليط الضوء على أدنى ثغرة في سلوك المقاومة وخطابها. كأننا بـ «العربيّة» تريد أن تغسل دماغنا: «المقاومة لم تربح الحرب» بل «تسببت في نشر الخراب».
ومن «الدرر» البارزة في تغطية العربية أول من أمس، بث الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «السماء أينما تشاء» الذي أعدّه المخرج محمد سويد، بالاشتراك مع كاتب شاب اسمه فادي توفيق، كانت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية تنشر حلقات كتابه الذي ينتقد الضاحية وحزب الله، فيما اسرائيل ترمي قنابلها بالأطنان على الضاحية نفسها!
والفيلم الوثائقي الذي أُعد بتمويل من شركة «أو ثري» التابعة لمجموعة mbc، صوّر الضاحية الجنوبية التي «لا تحوي مطاعم بل افران مناقيش»، على انها بؤرة للفوضى والتخلف، وملاذ لمغتصبي الأملاك ومحتلّي البيوت، وللفئات التي لا تملك أي تقاليد حضارية. الفيلم يروي شهادات لبعض أهالي الضاحية «الأصليين» الذين يرون أنه لا مجال للتعايش مع القادمين الجدد. شرح هؤلاء التغيير الديموغرافي للضاحية التي تحولت من قرى وادعة وحدائق غناء ومساكن انيقة الى مرتع للفوضى والدمار. وقال المخرج سويد في الحلقة الحوارية التي اعقبت بث فيلمه الوثائقي، إن هدفه أن يثبت استحالة التعايش في لبنان. وركز الفيلم على اغتيالات قادة ومثقفين شيوعيين في اواسط الثمانينيات معتبراً انها كانت في سياق خطة لإتمام سيطرة حزب الله على الضاحية.
شيرين الفايدي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد