أول مهرجان دولي للصقور في بريطانيا
توافد مئات من محبي الصقور على مدينة ريدينغ البريطانية أول من أمس، لحضور المهرجان الدولي الأول للصقّارين الذي استمر يومين برعاية «نادي صقّاري الإمارات»، وشارك فيه محترفو الصيد من أكثر من 30 دولة.
وقطع مئات من أصحاب طيور الصيد ومحبيها الطريق إلى ريدينغ من مدن بريطانية أخرى، بل ومن مدن أوروبية للمشاركة في المناسبة الأولى من نوعها. وقال السعودي عبدالرحمن العتيبي الذي حضر إلى المهرجان برفقة عائلته: «جئت من ليفربول (شمال إنكلترا) لمشاهدة الصقور واستعادة ذكرياتي في السعودية. وكنت أظن أن الاهتمام بها يقتصر على العرب فقط، لا سيما في الجزيرة. لكنني اكتشفت أن طيور الصيد هواية عالمية».
وقدم صقّارون من الإمارات وبريطانيا وهولندا وتشيخيا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة وهنغاريا واليابان والصين ومجموعة من دول آسيا الوسطى، عروضاً للصيد بالزي الوطني لبلدانهم، كما ارتدى بعضهم ملابس من العصور الوسطى.
وإلى العروض التي أبرزت تنوع «ثقافة الصقارة» في مختلف مناطق العالم، أقيمت على هامش المهرجان معارض لأدوات الصيد والتقنيات الحديثة لتتبع الصقور وكتب ولوحات، كما حازت كلاب الصيد نصيباً كبيراً من الاهتمام، خصوصاً «السلوقي» الذي ينتشر في الجزيرة العربية.
وقدم جناح الإمارات القهوة العربية والتمر للضيوف، وأتاح لهم الفرصة للتصوير مع ثلاثة جمال حضرت للمشاركة في العروض.
وفيما كانت المشاركة الإماراتية هي الأبرز، جاءت المشاركة العربية الأخرى من تونس هزيلة، إذ اقتصرت على جناح صغير يعرض ملصقين لمهرجانين سابقين للصقارة.
ورعى «نادي صقّاري الإمارات»، وهو هيئة شبه رسمية، المهرجان كما تكفل نفقات سفر الفرق المشاركة. وأوضح الأمين العام لهيئة البيئة في حكومة أبوظبي ماجد المنصوري ان «النادي رصد موازنة 4 ملايين درهم، بخلاف كلفة سفر الوفد الإماراتي، لأن الصقارة بالنسبة إلينا تراث عالمي، ولهذا نهتم بتعريف العالم بأهميتها».
وأشار إلى أن المهرجان سيتكرر سنوياً، على أن تكون دورته المقبلة في أبو ظبي. وأوضح أن هذه الدورة أقيمت في بريطانيا «استغلالاً للحركة السياحية، ولأن الفكرة بدأت هنا بعد مشاورات مع البروفسور نيك فوكس رئيس صندوق أمناء التراث» الذي ترعاه الإمارات.
واعتبر أن هذه المناسبات من شأنها رفع الوعي العالمي بأهمية الصقارة، ما يعزز المبادرة التي تقودها بلاده لإدراجها على لائحة التراث العالمي غير المحسوس. وأضاف أن «هذه الممارسة عمرها أكثر من سبعة آلاف سنة. إذا مات هذا التراث، فأنت تقتل آلاف السنين من تاريخ البشرية».
وأوضح أن «الصقارة في الجزيرة العربية، على سبيل المثال، يتجاوز عمرها ألفي سنة، ولها معايير وأخلاقيات وطرق لا تزال على حالها منذ ذلك التاريخ، كما أن كل منطقة من العالم لها طريقتها في الصيد. وهذا كله يحتاج إلى تسجيل لحمايته من الضياع».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد