أهم 10 مرشحين للرئاسة الأمريكية يدعمهم اللوبي الإسرائيلي
الجمل: طغت أخبار الوقائع الجارية وتداعياتها، على المعلومات الخاصة بمسارات وتفاعلات الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتطوراتها، ونعتقد بأن انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة سوف تمثل واحداً من الأحداث ذات الأهمية المركزية بالنسبة لكافة الاعتبارات المتعلقة بالنظام الدولي الحالي وتطورات الوقائع الإقليمية والداخلية أيضاً.
• الانتخابات الأمريكية.. الأهمية والخصوصية:
الرئيس الأمريكي –أي رئيس أمريكي- يملك صلاحيات واسعة في الحركة، ويستند على واحدة من أضخم الموارد العسكرية والاقتصادية، الأمر الذي يجعل من منصب الرئيس الأمريكي أحد أهم الفاعلين في السياسات الدولية والإقليمية، بل والداخلية في الكثير من دول العالم. هذا بالنسبة للأهمية، أما بالنسبة للخصوصية، فإن (مكانة) أمريكا، و(وظيفتها) في النظام الدولي تعطي لمنصب الرئيس الأمريكي خصوصية عابرة للحدود، وذلك لأن عامل القوة العسكرية والاقتصادية، يعزز قدرته في توظيف واستغلال موارد النظام الدولي من أجل تخطي كافة العقبات إلى درجة عدم التردد في انتهاك سيادة الدول والكيانات السياسية الدولية، وإغفال كل ما تم التأكيد عليه في المعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية.
الانتخابات الأمريكية القادمة، من المفترض أن تؤدي إلى تصعيد المواطن الأمريكي الذي سوف يقوم بهذا الدور على مدى السنوات الأربع التي سوف تبدأ بداية العام القادم..
• ماكينات صنع الرؤساء الأمريكيين:
يعتبر الأمريكيون أن الرئيس الأمريكي وأعضاء الكونغرس هم بمثابة الأشخاص الذين تم تفويضهم بواسطة (الإدارة الأمريكية) الحرة للقيام بالإشراف على رعاية وإدارة الشأن الأمريكي داخل وخارج الولايات المتحدة، وفقاً لبنود الدستور الأمريكي الذي تقوم بحمايته المحكمة العليا الأمريكية.
ولكن بسبب الموارد السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية الأمريكية، أصبحت الكثير من الأطراف تتصارع من أجل السيطرة والهيمنة على دوائر صنع واتخاذ القرار السيادي الأمريكي، وذلك على النحو الذي يحترم مصالحها، وقد انتشرت الكثير من (ماكينات صنع الرؤساء وأعضاء الكونغرس) في الولايات المتحدة، وتركز هذه الماكينات على تطبيق كل الأطروحات والفرضيات النظرية والعملية المتعلقة بعمليات التسويق السياسي (المباشر) عن طريق الترويج للمرشحين الذين يتمتعون بالأفضلية. و(غير المباشر) عن طريق التأثير على اتجاهات الرأي العام وجعله يقبل ويستوعب جدوى ما هو مطلوب منه.
توجد العديد من ماكينات صنع الرؤساء الأمريكيين وأعضاء الكونغرس، ولكن لسوء حظ الشعب الأمريكي، ان ماكينة اللوبي الإسرائيلي هي الأكثر والأوفر حظاً خلال الأعوام الماضية.
تعتمد ماكينة اللوبي الإسرائيلي على تطبيق استراتيجية تتطابق تماماً مع عمليات (الزارعة) التي يقوم بها الفلاح البسيط العادي، وبكلمات أخرى يقوم اللوبي الإسرائيلي بتطبيق كل المراحل الزراعية في البيئة السياسية الأمريكية، ويمكن توصيف ذلك على النحو الآتي:
- اختيار العناصر: تقوم منظمة الإيباك، بالتركيز على استخدام نظرية صراع الأجيال، وذلك عن طريق اختيار أبناء الأسر الأمريكية العريقة، كأسرة كيندي مثلاً، والعائلات ذات النفوذ في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وطلاب الجامعات الأمريكية الذين يتميزون بالذكاء والتفوق الأكاديمي، وتجنيدهم لمصلحة إسرائيل، عن طريق تنظيم الرحلات إلى (المناطق اليهودية المقدسة) في إسرائيل، وتنظيم الدورات في علوم القيادة والسيطرة، والعمل السياسي، وذلك بواسطة (معهد الايباك) الذي تم إنشاؤه خصيصاً لتقديم هذا النوع من المنح.. ويهدف الإعداد في هذه المرحلة إلى مجرد التأثير في توجهات العناصر المختارة وشحنهم بالمشاعر الإيجابية إزاء إسرائيل.
تقوم مؤسسات وكيانات اللوبي الإسرائيلي بتقديم الدعم والمساندة ومراقبة تطور هذه العناصر، بحيث يتم استيعابها في مجالات اختصاصها عن طريق توفر فرص العمل في المؤسسات الأكاديمية ومراكز الدراسات الاستراتيجية والشركات الأمريكية المرموقة.
كذلك تقوم جماعات اللوبي المتغلغلة داخل الحزبين الديمقراطي والجمهور بالمساعدة في تصعيد العناصر الموالية لإسرائيل (وعلى وجه الخصوص اليهود الأمريكيين وأتباع المسيحية الصهيونية) إلى المناصب والمواقع العليا داخل هذين الحزبين.
• الانتخابات الأمريكية ومعطيات خبرة الايباك:
كشفت الكثير من الدراسات والتحليلات المعمقة أن أكثر من ثلثي أعضاء الكونغرس الأمريكي، سبق أن تلقوا دعماً بطريقة ما من منظمة الايباك، وبأن أكثر من 75% من أعضاء الكونغرس سبق أن قاموا برحلات وزيارات إلى إسرائيل تم تنميطها بواسطة الايباك، أو الجهة الصهيونية الأمريكية، أو غيرها من المنظمات اليهودية التي يفوق عددها الـ500 منظمة داخل أمريكا.
إضافة إلى عملية (التربية النفسية) و(التنشئة الاجتماعية) يقوم الايباك في عملية الانتخابات بدور نوعي جديد يتمثل في دعم المرشحين الذين يتبناهم عن طريق:
- تقديم (المال السياسي) الكافي لتمويل العملية الانتخابية.
- تقديم (التسويق السياسي) عن طريق الدعاية الإعلامية التي تتكفل بإجرائها شبكة أخبار فوكس نيوز، وغيرها من قنوات التلفزيون والصحف التي تقع تحت نفوذ اللوبي الإسرائيلي.
- تقديم خدمات (نظرية المؤامرة) عن طريق مساعدة المرشحين المؤيدين لإسرائيل، من أجل التخلص من خصومهم الانتخابيين بمختلف الوسائل الحقيقية وغير الحقيقية، وتشير المعلومات إلى أن كثيراً من المرشحين الأقوياء لم يتمكنوا من الفوز في الانتخابات وذلك بسبب الوثائق المزورة والمعلومات الكاذبة التي نشرتها وعززت تداولها (الأيادي الخفية) التابعة للإيباك.
• الانتخابات الرئاسية الأمريكية والعامل الإسرائيلي:
يلعب العامل الإسرائيلي دوراً هاماً في تحقيق (وقاية) إسرائيل من صعود رئيس أمريكي جديد لا يتعاطف مع إسرائيل. وتشير المعلومات الواردة وتحليلات اتجاهات الرأي إزاء مرشحي الرئاسة الأمريكية المحتملين والتي تتداولها صحف: نيوزويك تايمز، واشنطن تايمز، نيوريبابليك، وول ستريت جورنال، ذا صن... وغيرها، وأيضاً الصحف الإسرائيلية: أورشليم بوست، هأرتس، ايديعوت احرونوت بأن أفضلية الإسرائيليين للرئيس الأمريكي القادم تترتب على النحو الآتي، وفقاً للدرجات والعلامات التي حصل عليها المرشحون الأمريكيون بواسطة اللوبي الإسرائيلي والرأي العام الإسرائيلي والجماعات اليهودية المنتشرة في بلدان العالم.. هذا ونكتفي بأول عشر مرشحين:
- رودي غيولياني: جمهوري (8،75) (عمدة نيويورك السابق الذي قام برفض وإعادة مبلغ الـ10 ملايين دولار التي تبرع بها ولي العهد السعودي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، وتقول المعلومات بأن غيولياني قام بإعادة هذا المبلغ احتجاجاً على قيام ولي العهد السعودي بانتقاد إسرائيل).
- نيويت غيغريش: جمهوري (8 نقاط) رئيس مجلس النواب الأمريكي سابقاً، وأحد زعماء جماعة المحافظين الجدد، وتقول المعلومات بأن ثقة الإسرائيليين فيه مصدرها قيامه بالوقوف بشدة ضد سورية وإيران وحزب الله وحماس. إضافة إلى أنه من أبرز مهندسي تمرير التشريعات في الكونغرس المعادية لسورية وإيران وحزب الله وحماس، وأيضاً من أكبر المناصرين لتمرير قانون محاسبة السعودية.
- ميشيل بلومبيرج: مستقبل (7،6 نقطة) وهو عمدة نيويورك الذي كان أول من أعلن عن دعم ومساندة إسرائيل في عدوانها في حرب الصيف الماضي ضد لبنان، ودافع عن حق إسرائيل في استخدام كافة أنواع الأسلحة في الاعتداء على المدنيين اللبنانيين.
- هيلاري كلنتون: ديمقراطية (7،5) وتجد التأييد بسبب تأييدها السابق لقيام إسرائيل بنقل عاصمتها من تل أبيب إلى أورشليم (القدس).
- فريد تومبسون: جمهوري (7 نقاط) ويجد التأييد بسبب وقوفه المتشدد ضد حركة حماس وحزب الله، ومطالبته الإطاحة بالنظام الإيراني.
- جون ماكين: جمهوري (7) نقاط ويجد التأييد بسبب مطالباته المستمرة للحكومة الأمريكية بإعطاء إسرائيل كل ما تطلبه من السلاح والمال والعتاد والدعم السياسي.
- آل غور: ديمقراطي (6،9 نقاط) ويجد التأييد بسبب دوره الكبير في دعم إسرائيل عندما كان نائباً للرئيس كلنتون، وأيضاً بسبب حضوره الكبير الفاعل في احتفالات الذي 50 لإنشاء إسرائيل.
- بيل ريشاردسون: ديمقراطي (6،7 نقطة) ويجد التأييد بسبب مطالبته الدائمة بأن يكون التزام أمريكا بحماية أمن إسرائيل مسألة غير قابلة للنقاش أو التفاوض.
- ميت رومني: جمهوري (6،6 نقطة) ويجد التأييد بسبب معارضته الشديدة لزيارة الزعيم الإيراني محمد خاتمي للولايات المتحدة، وقد انتقد الإدارة الأمريكية في سماحها لخاتمي بزيارة أمريكا، قائلاً بأن دافع الضرائب الأمريكي يجب أن لا يسمح بدعم من يطالب بتدمير إسرائيل.
- سام براونباك: جمهوري (6،25 نقطة) ويجد التأييد بسبب اعتقاده بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وأن تقوم باستخدام العدوان وكافة أشكال العمل العسكري والأمني من أجل تحرير جنودها.
أبرز الملاحظات: تشير قائمة الأفضليات الإسرائيلية، المتعلقة باختيار الرئيس الأمريكي القادم إلى الآتي:
- عدم تفضيل الإسرائيليين للديمقراطيين.
- تفضيل المرشحين الجمهوريين الذين يتميزون بالعداء والكراهية ضد العرب، على المرشحين الجمهوريين الذين يكتفون فقط بالمطالبة بتقديم الدعم لإسرائيل.
- المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي مازال يتقدم قائمة الحزب الديمقراطي حصل على المرتبة الثالثة عشرة في قامة الأفضليات الإسرائيلية.
وعموماً تقول المعلومات والتوقعات بأن المعركة الانتخابية الرئاسية الأمريكية القامة لن تكون سهلة أمام ماكينات اللوبي الإسرائيلي، وذلك بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها إدارة بوش وجماعة المحافظين الجدد في العراق والتي سوف يدفع ثمنها الحزب الجمهوري.. المعركة سوف تكون أمام الإيباك معركتين وليست معركة واحدة، الأولى تمثل في معركة تحسين صورة الحزب الجهوري التي شوهتها إدارة بوش أمام الرأي العام الأمريكي، والثانية تتمثل في تغطية الانكشاف الكبير الذي يعاني منه كل مرشحي الحزب الجمهوري في الشارع الأمريكي، وذلك لأن استطلاعات الرأي أكدت بالإجماع على أن أفضل مرشح جمهوري، لا يتمتع حالياً في الشارع الأمريكي بتأييد أكثر من 25%، كذلك سوف يكون أمام الايباك خوض معركة فرعية داخل الحزب الجمهوري نفسه، وذلك لإقناع الجمهوريين بقبول ترشيح غيولياني والذي يجد معارضة الكثير من الجمهوريين، خاصة جماعة المحافظين التي تعارض في داخل الحزب نفوذ وسيطرة جماعة المحافظين الجدد.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد