لماذاتعمل أمريكا على حمايةحزب العمال الكردستاني من خطرالجيش التركي
الجمل: تختلف الحرب باختلاف تصنيفاتها وأنواعها وأغراضها والأطراف التي تتورط فيها، وغير ذلك الكثير من الأسس والمبادئ التي يستخدمها العلم العسكري في تصنيف الحروب وتقديم التفسيرات والأوصاف التي يمكن أن تعطي فكرة عامة عن مضمونها.
* الموقف في إقليم كردستان: التساؤلات الجديدة:
بغض النظر عن هل سوف تقتحم القوات التركية شمال العراق أم لا، فإن ثمة أسئلة جديدة يمكن طرحها على أساس اعتبارات الوضع الكلي للصراع التركي – الكردي، أو بالأحرى لصراع الجيش التركي – حزب العمال الكردستاني..
لمصلحة من سيقاتل حزب العمال الكردستاني..؟ أو بالأحرى لماذا بذلت إدارة بوش جهودها المكثفة من أجل تسليح حزب العمال الكردستاني (اليساري) والعمل بكل الوسائل الدبلوماسية الممكنة من أجل حمايته من خطر الاقتحام العسكري التركي؟
في الحقيقة تبدو هذه الأسئلة مضللة وتقود إلى الإجابة الخاطئة، وبالتالي فمن الأفضل أن نطرح السؤال الذي يقودنا إلى "داخل حلبة اللعبة"..
هل حقيقةً تريد الولايات المتحدة عدم اندلاع الحرب في إقليم كردستان..؟ وهل حقيقةً تريد الولايات المتحدة عدم قيام الجيش التركي بشن الحرب ضد الحركات الكردية..؟ أم أنها تريد شن الحرب ضد تركيا عن طريق توريط الجيش التركي في الصراع مع الفصائل الكردية التي أعلنت لأول مرة وبكل جرأة عن رفع قفاز التحدي..؟
* التسريب الجديد المثير للاهتمام:
يقول المفكر الأمريكي المحافظ سكوت سوليفان، بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم حالياً بمحاولة حماية حزب العمال الكردستاني من خطر الدمار على يد الجيش التركي، وذلك لأن الولايات المتحدة، وتحديداً إدارة بوش، تنهمك حالياً في إعداد التحضيرات اللازمة لشن الحرب ضد تركيا.. وذلك من أجل توجيه الضربات الاستباقية اللازمة التي تقطع الطريق على الإسلاميين الأتراك وتوقف مسيرة حزب العدالة والتنمية، وتؤدي إلى القضاء على مشروع الإسلاميين الأتراك الهادف إلى إدماج تركيا ضمن بيئتها الأصلية الشرق أوسطية..
يضيف المفكر الأمريكي المحافظ أيضاً بأن "السياسة المتشددة الأمريكية الجديدة ضد تركيا تتضمن في طياتها ولأول مرة فكرة أن تقوم الولايات المتحدة بالانتشار على طول خط الحدود التركية - العراقية" وذلك من أجل الدفاع عن حزب العمال الكردستاني، وذلك تحت ذريعة حماية شمال العراق من حالة الفوضى التي قد تهدده من جراء قيام القوات التركية باقتحامه..
عموماً، برغم أن المفكر الأمريكي المحافظ قد طرح فكرة صائبة، إلا أنه قد قلب الفكرة، وجعلها تمشي على رأسها ورجليها إلى الأعلى..
نتفق مع سوليفان في أن الولايات المتحدة تسعى لشن الحرب ضد تركيا، ولكن ليس عن طريق نشر القوات الأمريكية، وإنما عن طريق تسليح حزب العمال الكردستاني وبقية فصائل البشمركة الكردية التي يتزعمها مسعود البرزاني وجلال الطالباني، ومن ثم إشعال المواجهة التركية – الكردية، وفي نفس الوقت تواصل الإدارة الأمريكية، عملية اللعب على الأطراف من وراء الخطوط، بحيث:
• تقدم الدعم والمعلومات الاستخبارية للفصائل الكردية (وقد قدمته بالفعل).
• تقدم الدعم والمعلومات الاستخبارية للحكومة التركية (وقد قدمت ذلك بالفعل).
وحالياً، عندما زارت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس العاصمة التركية أنقرة، كانت التوقعات تقول بأنها سوف تسعى من أجل إقناع الأتراك بإلغاء أو تأجيل الاقتحام العسكري، ولكن بدلاً عن ذلك تناقلت الصحف التركية الصادرة اليوم على صدر صفحاتها تصريح رايس القائل ".. إن حزب العمال الكردستاني يشكل خطراً يهدد المصالح الأمريكية والتركية..".
وقد جاء هذا التصريح أمام دهشة الكثير من المراقبين والمحللين الذين سمعوا قبل بضعة أيام عن قيام الأتراك بالإعلان رسمياً عن الأسلحة والإمدادات التي تقوم القوات الأمريكية بتقديمها إلى حزب العمال الكردستاني..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد