باكستان إلى الحرب والجهاديين إلى أوروبا وقبائل العراق أساس الدولة
قال مستشار امني واستراتيجي رفيع في الولايات المتحدة ان باكستان وبنجلادش واوروبا سوف تكون النقاط الجغرافية الثلاث التي ستجذب اهتمام الجهاديين في المستقبل.
واعتبر الكولونيل ديفيد كيلكولين، ضابط الاحتياط الاسترالي المقيم في الولايات المتحدة والذي تسلم حديثا منصب مستشار وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان قوات التحالف التي احتلت العراق عام 2003 قد تخلت عن فكرة اقامة ديمقراطية هناك.
وقال الكولونيل بكل وضوح ان "نزاعا سيندلع في باكستان"، واصفا حركة طالبان بالحركة "الباشتونية التي تحاول السيطرة على مناطق الباشتون المنتشرة على جانبي الحدود الافغانية والباكستانية".
وقال كيلكولين لفرانك جاردنر، مراسل الشؤون الامنية في بي بي سي: "لا يجب ان ننسى انه وسط هذا الجو في المنطقة هناك ظاهرة انتشار للاسلحة النووية خارجة عن سيطرة الدول، كما هناك تنظيم القاعدة".
اما في بنجلادش، فهناك حسب المسؤول الامريكي "ظاهرة تطرف اسلامي مقلقة وشبكة ارهابية ذات قدرات كبيرة ومجموعات مسلحة".
وعن اوروبا، قال كيلكولين ان "لديها القدرة على الجنوح نحو الراديكالية بشكل مدمر بسبب درجة الاضطراب الاجتماعي العالية وكونها امتدادا ديموغرافيا لبلدان شمال افريقيا".
يذكر ان كيلكولين لا يعتبر من الستراتيجيين التقليديين في الولايات المتحدة، فهو بالاضافة الى كونه ضابط احتياط في الجيش الاسترالي وحائز على دكتوراه في الانثروبولوجيا، كان حتى يوليو/ تموز الماضي مستشار الجنرال ديفيد بتريوس (قائد القوات الامريكية في العراق) لشؤون مكافحة الجماعات المسلحة، كما يعمل في الوقت نفسه كمستشار للحكومتين البريطانية والاسترالية.
وفي مقابلته مع بي بي سي تحدث كيلكولين بصفته الشخصية وليس الرسمية واشار الى ان "الطموحات العالية التي رافقت اجتياح العراق عام 2003 لن تحقق".
واضاف الجنرال: "اعتقد اننا ذهبنا الى العراق مع قناعة بأننا سنحاول اقامة دولة علمانية ديمقراطية تكون لها مؤسسات ديمقراطية الا انني اعتقد ان الواقع شديد المرارة ونحن نرى اليوم ان المجتمع العراقي يختلف عما كنا نعتقده".
ويعتبر كيلكولين من الذين رسموا ستراتيجية الولايات المتحدة بالتقرب من السلطات المحلية وبخاصة زعماء القبائل.
ووفق هذه الستراتيجية تساعد قوات التحالف القبائل على "حماية نفسها ونبذ المتطرفين". ويقول الخبير الستراتيجي ان "القبائل لها شرعية كبيرة وتاريخ عمل طويل داخل المجتمع العراقي ولذلك فان اي دولة عراقية قابلة للحياة سيكون العنصر القبلي جزءا اساسيا من تركيبتها".
ولكن البروفسور مايكل كلارك مدير مؤسسة الخدمات المتحدة الملكية في بريطانيا لا يتفق مع كيلكولين اذ علق على ما جاء به المستشار الامريكي بالقول: "صحيح ان تشجيع وتدريب مسلحين يواجهون الجماعات المسلحة الموجودة يسمح بدحرها، الا ان هذا النمط قد لا يكون دائما ديمقراطيا".
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد