كيباكي يعرض تشكيل "حكومة وحدة" والمعارضة تصر على استقالته
وافق الرئيس الكيني مواي كيباكي أمس على تشكيل “حكومة وحدة وطنية” وذلك خلال لقائه مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية المكلفة الشؤون الإفريقية جنداي فريزر، فيما أصرت المعارضة على ضرورة استقالة كيباكي وإجراء تسوية من خلال وساطة دولية، في وقت بدأت الأزمة الكينية تثير قلقا لدي الدول المجاورة رغم عودة الهدوء إلى معظم المدن الرئيسية في البلاد.
وأعلنت الرئاسة الكينية في بيان ان كيباكي “مستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليس فقط تجمع كل الكينيين وانما تساعد في عملية المصالحة”. لكن زعيم المعارضة رايلا أودينغا قال للصحافيين “لم يتغير موقفي. نريد تسوية من خلال التفاوض. نقطة البداية في موقفنا هي أن كيباكي ليس رئيسا شرعيا. يجب ألا يحضر إلى مائدة المفاوضات كرئيس”.
وكانت المبعوثة الامريكية بدأت أمس مهمة وساطة في كينيا لايجاد ارضية توافق بين المعارضة والحكم فيما تواجه البلاد ازمة انسانية بعد اسبوع من اعمال العنف التي ادت الى نزوح 250 الف شخص. وقد بحثت فريزر مع اودينغا الوضع الذي يهدد استقرار هذا البلد حليف الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب وفقا لما ذكره حزب اودينغا. وكانت الحكومة الكينية اعلنت بوضوح انها تعتبر اي وساطة دولية غير مجدية ورفضت فكرة اجراء انتخابات جديدة كما تطالب المعارضة.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تحادث هاتفيا مساء الجمعة مع كيباكي واودينغا وحثهما على “تسوية خلافاتهما عبر الحوار” بحسب الامم المتحدة. كما اتصل وزير الخارجية الكندي ماكسيم برنييه بنظيره الكيني رافاييل توجو وبزعيم المعارضة رايلا اودينغا، داعيا الطرفين الى “التفاوض على حل سلمي” للازمة في كينيا. وكانت كندا اعلنت مساء الخميس عن منح مساعدة طارئة بقيمة مليون دولار الى الصليب الاحمر الكيني. واعرب وزير الخارجية الياباني ماساهيكو كومورا اثناء وجوده في تنزانيا عن “قلقه الشديد” للوضع في كينيا معلنا الغاء زيارة الى نيروبي كان سيقوم بها بعد زيارته لدار السلام.
وبعد اسبوع من الاضطرابات واعمال الشغب والنهب وقمع الشرطة ترسخت امس عودة الهدوء التي بدأت الجمعة. واستعادت نيروبي شيئا فشيئا حركتها العادية مع تقليص التدابير التي اتخذتها الشرطة الى حد كبير. وفي كيسومو (غرب) معقل اودينغا والمدينة الاكثر اصابة باعمال العنف، رفع حظر التجول الذي فرض الاثنين حسب ما اعلن مسؤول كبير في الشرطة.
وفي مدينة الدوريت التي تأثرت بشكل خاص بالمواجهات في غرب البلاد عاد الهدوء ايضا أمس وفتحت المحال التجارية ابوابها وتشكلت طوابير انتظار طويلة امام محطات البنزين.
وفي المدينة عقدت المنظمتان الانسانيتان الناشطتان في المكان، الصليب الاحمر الكيني وبرنامج الاغذية العالمية، اجتماعا طارئا بحثتا فيه تنظيم الاعانات بحسب مصدر انساني. وجاء في بيان لمكتب التنسيق “نقدر الآن عدد الكينيين النازحين بسبب اعمال العنف التي تلت الانتخابات ب250 الفا”، فيما قدر عدد الاشخاص الذين تأثروا بالنزاع “بين 400 الف و500 الف”.
وأكد برنامج الاغذية ان عمليات نقل المواد الغذائية كلها تقريبا “مجمدة منذ ايام عدة في غرب كينيا بسبب انعدام الامن”، مذكرا أن الازمة تطال ايضا اوغندا وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.
وقالت سلطة الموانئ الكينية في بيان إن ميناء مومباسا شريان الحياة لاقتصاديات المنطقة يكافح لاستيعاب شحنات هائلة متراكمة بعد أن عرقلت أعمال العنف النقل البري خارج المدينة.
واوضح برنارد أوسيرو المتحدث باسم سلطة الموانئ ان حاويات تعادل 17587 وحدة من فئة 02 قدما كانت متوقفة في ميناء مومباسا الذي لا يمكنه استيعاب سوى 14300 وحدة من فئة 20 قدما، مشيرا الى ان “شركات النقل لا تريد أن تأتي لحمل الشحنات. لا أحد يريد المخاطرة بالنقل على الطرق البرية”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد