العراقيون تحت ضغط الإسلاميين والميليشيات
نقلت صحيفة عن مذكرة منسوبة للسفارة الأمريكية في بغداد القول إن الموظفين العراقيين العاملين في السفارة يشتكون من تزايد المضايقات التي تقع على أيدي الإسلاميين والميليشيات في البلاد.
وتقول المذكرة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست إن المضايقات "تزايدت بشأن اللباس اللائق"، فضلا عن الانقطاع المتكرر للكهرباء وزيادة سعر الوقود.
وتشير المذكرة - التي نشرتها أيضا صحيفة الإندبندنت البريطانية وقالت إن السفير الأمريكي زلماي خليلزاد بعثها لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بتاريخ 6 يونيو/حزيران وتسربت للصحف - إن العاملين على وشك اليأس بشأن أوضاعهم الحياتية.
وأوردت الإندبندنت القول إن العاملين في السفارة الأمريكية يخشون من أن يكتشف لحساب من يعملون، و"يعملون على تدمير كل المطبوعات التي من شأنها إظهار ذلك".
وتقول الصحيفة إن السفير الأمريكي لخص في 23 نقطة شكاوى العراقيين العاملين لديه بشأن الوضع في العراق.
وتورد إحدى النقاط التي اشتملتها المذكرة تحت عنوان "حقوق المرأة" أن ثلثي النساء العاملات في السفارة اشتكين من المضايقات والضغوط.
وتضيف أن إحداهن، وهي شيعية تفضل اللباس الغربي، تلقت "نصيحة" بأن تتحجب وألا تقود سيارتها، كما قيل لها إن بعض الجماعات تضغط على النساء لكي يغطين وجوههن.
وتقول "المذكرة" إن امرأة أخرى، سنية، قالت إن الناس في الحي الذي تقطن به "يتحرشون بالنساء لكي يتغطين ولكي لا يستعملن الهاتف المحمول".
وتضيف إن سائق التاكسي الذي ينقلها كل يوم للعمل في المنطقة الخضراء أبلغها أنه "ليس بوسعه أن ينقلها في سيارته ما لم تغطي رأسها".
وتقول المذكرة إن النساء لا يستطعن تحديد المجموعات التي تمارس الضغوط عليهن، إذ تأتي التحذيرات من نسوة أخريات، وأحيانا من رجال سواء سنة أو شيعة يبدو عليهم أنهم من المحافظين.
وتضيف أن بعض الوزارات، خاصة وزارة النقل التي يسيطر عليها تيار الصدر، "باتت تجبر النساء على ارتداء الحجاب أثناء العمل".
ولا يقتصر الامر على النساء، فالمذكرة تقول إنه حتى الرجال منعوا من ارتداء السراويل القصيرة في الشارع، كما يمنعون ذلك على أبنائهم خوفا عليهم.
وتضيف أن بعض الرجال هوجموا لارتدائهم سراويل "جينز".
ويشير جانب آخر من التقرير إلى حالات طرد فينقل عن المذكرة القول "قد ترجتنا زميلة بان نساعد إحدى جاراتها، وهي كردية طردت من منزلها بحكم قانون تعمل به الحكومة الشيعية ردا على طرد السلطات في مناطق كردية عربا من بيوتهم".
ويتابع التقرير القول إن "صحفيا سينشر قريبا دراسة حول التطهير العرقي، الذي يقول إنه يجري في كافة محافظات العراق، حيث دخلت الأحزاب السياسية ومليشياتها في دوامة عنف وعنف مضاد".
وينقل التقرير في نقطة أخرى القول إن الموظفين العراقيين يتعين عليهم حينما ينتقلون خارج مناطقهم، أن يتبنوا مظهر وملبس وحديث أهل المنطقة الأخرى.
ويستطرد "لكي يتسنى التنقل في مدينة الصدر دون أن يلحظك أحد، فلا بلد من الملبس الشيعي واستخدام طريقة وتعبيرات معينة في الحديث".
وفي إشارة لتغلغل التوتر، تقول إحدى النقاط إن "خطوط التماس العرقية والطائفية أصبحت جزءا من العرض الإعلامي اليومي في البلاد". وتشير المذكرة إلى قول موظفة شيعية إنه لم يعد بإمكانها متابعة الأخبار على التلفزيون في حضور أمها، وهي سنية، لأن أمها تلقي باللوم في كافة أوجه القصور الحكومي على الشيعة بعد توليهم السلطة.
ويضيف التقرير أن العديد من أسر الموظفين غادروا العراق منذ سنوات، ويضيف أن هذا الشهر، حزيران، شهد "انتقال شقيقة أخرى إلى مصر، حيث باتت تنظر إلى المستقبل هنا على أنه قاتم للغاية".
وتنقل المذكرة المنسوبة لخليلزاد قوله إن موظفين في السفارة اكدوا له انه "خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار، حيث بلغت درجة الحرارة 46 درجة، لم يكونوا يزودون بالكهرباء إلا ساعة وحدة كل سبع ساعات.
وتتابع المذكرة بالقول "اخبرني احد الموظفين انه انتظر 12 ساعة لملئ خزان سيارته بالوقود الذي بلغ سعره في السوق السوداء 1000 دينار للتر الواحد، علما أن السعر الرسمي لا يتعدى 250 دينارا".
المصدر: بي بي سي
إضافة تعليق جديد