وكالات الإغاثة تحذر من كارثة إنسانية في الصومال
حذرت أربعون وكالة إغاثة محلية ودولية، الثلاثاء، من حدوث كارثة إنسانية وشيكة في الصومال الذي عصفت به الحرب الأهلية في حال لم يبادر قادة العالم " بتركيز اهتمامهم بشكل فوري" على هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي.
ووجهت المنظمات الإنسانية دعوتها قبل يوم واحد من عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الوضع في الصومال والذي سبق للأمم المتحدة أن قالت إنه يواجه أسوأ وضع إنساني في القارة الأفريقية.
وجاء في البيان المشترك الصادر عن المنظمات الإنسانية بما فيها منظمة " سايف ذي تشيلدرن" و "وولد فيزن" و "أوكسفام" و "إنترناشيونال ميدكال كوبس" أن الصومال يعاني من مشكلة النازحين الذين تجاوز عددهم مليون شخص، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم والجفاف.
وأضافت هذه المنظمات أن أعمال العنف المتكررة في العاصمة مقديشو ترغم نحو 20 ألف شخص على النزوح من منازلهم كل شهر.
ويبلغ عدد سكان هذا البلد الفقير، الذي مزقته الحرب الأهلية وتتولى إدارته حكومة انتقالية ضعيفة تحظى برعاية الأمم المتحدة، 7 ملايين شخص.
وظل الصومال يعيش في فوضى عارمة منذ سقوط نظام محمد سياد بري عام 1991 على يد زعماء حرب مدعومين من طرف قبائل صومالية الذين لم يلبثوا أن انقلبوا ضد بعضهم بعضا.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2006، توغلت قوات إثيوبية في الصومال لدعم قوات الحكومة الانتقالية والإطاحة بجماعة إسلامية كانت تسيطر على معظم المناطق الجنوبية من الصومال إضافة إلى مقديشو.
ولم تغادر القوات الأثيوبية، التي لا يعرف عددها بدقة، الأراضي الصومالية بعد، وهناك قوة تابعة للاتحاد الأفريقي تضم نحو 1800 فرد تتولى حماية الميناء والمطار.
وقالت المنظمات في بيانها المشترك " لقد تم تناسي الحاجات الأساسية للصوماليين العاديين ولمدة طويلة جدا. على المجتمع الدولي وأطراف النزاع أن تركز اهتمامها بصورة عاجلة على الأزمة الإنسانية في الصومال".
وتابع المنظمات قائلة " يجب عليهم ضمان وصول الإمدادات الإنسانية (إلى المحتاجين)، وأن يكونوا في مستوى المسؤولية وذلك بحماية المدنيين ومعالجة بيئة الإفلات من العقاب".
وأضافت وكالات الإغاثة "ستصبح الأزمة أكثر تعقيدا وعمقا في غياب حل سياسي للأزمة الحالية".
وأوردت المنظمات قائمة بالعوائق التي تحد جهود الإغاثة مثل التأخيرات الإدارية والقيود المفروضة على حركة البضائع والهجمات على عمال الإغاثة وسرقة السيارات بالقوة من أصحابها والقرصنة.
وتابعت أن "جوا من الخوف والغموض يسود معظم أجزاء الصومال".
ويوجد في الصومال حاليا نحو 396 نقطة تفتيش وحواجز مقارنة بـ 147 حاجز كانت موجودة في يناير/كانون الثاني 2007.
وكان وفد من الدبلوماسيين التابعين للاتحاد الأوروبي زاروا مقديشو، الثلاثاء، لإظهار دعمهم لإعلان الحكومة الصومالية مؤخرا رغبتها في إجراء حوار مع جميع خصومها بمن فيهم المتشددون الإسلاميون.
وفي هذا السياق، قالت سفيرة فرنسا، إليزابيث باربيي، التي قادت الوفد إن الاتحاد الأوروبي متلزم بمساعدة الحكومة الصومالية ماليا ومعنويا على "إجراء حوار سياسي شامل مع المعارضة".
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد