«الخراب الثالث» فيلم وثائقي لبناني
أثار فيلم الخراب الثالث -الذي أعده تلفزيون المنار التابع لحزب الله- تساؤلات حول مغزى عرضه وسط كلام واسع عن زوال إسرائيل ردّده الأمين العام للحزب حسن نصر الله وكرره عقب اغتيال عماد مغنية أحد القادة العسكريين للحزب.
ويربط مراقبون بين عرض الفيلم والتصعيد ضدّ إسرائيل. ويتساءلون: هل الهدف من ذلك هو تهيئة نفسية للعالم لما يمكن أن يخطط له حزب الله في ردّه المرتقب على اغتيال مغنية؟
ويتردد في أوساط الحزب وأخرى قريبة من أجوائه، أنّه يستحيل السكوت على اغتيال أحد أكبر مؤسسي المقاومة الإسلامية وقادتها العسكريين، وتؤكد تلك الأقوال أن الردّ لن يكون اعتياديا.
يرى الشيخ إبراهيم الصالح أن الإسلام ناقش الخراب الذي ينتظر اليهود. وقال في حديث للجزيرة نت إن القرآن الكريم تحدث في سورة الإسراء عن العقاب الذي ينتظر اليهود إذا استمروا في الإفساد في الأرض.
كما يقول الأب الأرثوذكسي إبراهيم سرّوج إن "الخراب الثالث الذي يتحدّث عنه حزب الله وارد على أيدي مقاومين مثل الحزب".
ويضيف سرّوج "أما إذا كانت القيادة هي القيادة العربية الرسميّة، فلن يكون خراب ثالث على أيدي البشر، خصوصا إذا قام على الظلم والطغيان والعدوانية".
وفي الخطاب الذي ألقاه نصر الله في أربعين عماد مغنيّة عصر الاثنين ما يشير إلى أن الخراب الثالث ليس مجرّد رواية متخيّلة تركّب فيلما، أو مسلسلا تلفزيونيا.
فقد تساءل الأمين العام لحزب الله بكل جديّة "هل يمكن أن تزول إسرائيل"؟ وأجاب بحزم "نعم، وألف نعم، يمكن أن تزول إسرائيل".
وكان نصر الله قد تحدّث في خطب سابقة عن مفاجأة العصر الكبرى التي ستغيّر وجه التاريخ، وفي ذلك إشارة إلى الموضوع عينه. كما تدخل هذه الفكرة في صلب أدبيات المقاومة، وسرعان ما يتحوّل الشعار إلى نشيد حماسيّ يتقدّم الاحتفال "يا شعبي انتظر النصر، ومفاجأة العصر الكبرى".
ويعيد اسم الفيلم إلى الأذهان قصة الخرابين الأول والثاني. وتقول مصادر مقرّبة من معدّي ومنتجي الفيلم إنه يتطرق إليهما توصّلا للخراب الثالث.
والخراب الأول من وجهة نظر إسلامية -حسب الشيخ الصالح- يعود إلى السبي البابلي حيث قام نبوخذ نصر بإجلاء اليهود. وتطرق القرآن الكريم إلى ذلك الحدث في الآية الكريمة "فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أُولِي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا".
وأوضح الصالح أن "القرآن الكريم تحدّث عن خرابين، الأول زمن السبي البابلي، والثاني هو الخراب القادم الذي سيحدث بشكل أقسى من الأول".
أما الأب سرّوج فعرض لمسألة الخراب اليهودي من وجهة نظر المسيحية، وقال إن الخراب الأول هو السبي البابلي الذي حصل في عهد نبوخذ نصر عام 586 قبل الميلاد.
أما الخراب الثاني فحصل عام سبعين ميلادية على يد الإمبراطور الروماني تيتوس بدخول قائده بومباي إلى أورشليم وهدم الهيكل. وهو تاريخ كنسي معروف ومشار إليه في أماكن مختلفة من الكتاب المقدس حسب الأب سروج.
وكانت محطة المنار قد أصدرت بيانا تناول الفيلم، وقصة ما وصفته بـ"الإخفاق الإستراتيجي لأكبر جيش في الشرق الأوسط في حرب لبنان الثانية وقصة انتصار لمقاومة حوّلت فخر الصناعات الحربية الإسرائيلية الدبابة ميركافا إلى تابوت لجنود هذا الجيش وضباطه"، ووصف البيان روحية العسكرية الإسرائيلي بأنها مهزومة مقابل "صورة المقاوم العربي والإسلامي".
نقولا طعمة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد