أطفال العراق: المنسيون الصامتون
أطلقت مسؤولة دولية رفيعة المستوى، صيحة فزع جديدة إزاء الوضع الذي آل إليه أطفال العراق، حيث يتقاذفهم المرض والشوارع ومليشيات العنف.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة، راديكا كوماراسوامي، لدى اختتام زيارتها للعراق مؤخّراً، إنّ أطفال العراق هم الضحايا الصامتون للعنف الدائر.
وأضافت أنّ العديد من الأطفال العراقيين "باتوا لا يرتادون المدارس وتم تجنيد العديد منهم في نشاطات تتسم بالعنف أو هم رهن الاعتقال، كما أنهم يفتقرون لمعظم الخدمات الأساسية وتظهر عليهم العديد من الأعراض النفسية جراء أعمال العنف التي يشهدونها يوميًا."
وطالبت المسؤولة الدولية الزعماء الدينيين والسياسيين والعسكريين وقادة المجتمعات بأن يوجّهوا رسالة واضحة لأطفال العراق مفادها: "تجنبوا العنف وعودوا إلى مقاعدالدراسة."
ونسب بيان للأمم المتحدة صدر عقب الزيارة، وتلقّت CNNبالعربية نسخة منه، لكوماراسوامي، قولها إنّ حوالي نصف عدد طلاب المدارس الابتدائية
يرتادون المدارس وهو عدد متدن مقارنة بالعام 2005 حيث كانت النسبة 80 بالمائة.
وأضافت أنّ 40 بالمائة من الأطفال في العراق، فقط يحصلون على مياه نظيفة للشرب ومازال الإحتمال قائما لتفشي مرض الكوليرا.
كما تنامت منذ عام 2004 ، أعداد الأطفال الذين يتم تجنيدهم في العديد من المليشيات والجماعات المتمردة للقيام بعمليات منها شن الهجمات الانتحارية.
وقالت المسؤولة الدولية إنّ زهاء 1500 طفل يقيمون في مرافق الاعتقال.
زيادة على ذلك فإنّ أكثر من نصف النازحين داخليًا واللاجئين هم من الأطفال الذين يتعرضون لصعوبات جمة في الأماكن التي يعيشون فيها سواء داخل العراق أو في دول الجوار.
ودعت المسؤولة المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات للبلدان المضيفة لضمان حماية حقوق هؤلاء الأطفال وحصولهم على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية، قائلة إنّه يتعين إطلقا سراح كافة الأطفال دون سن الثامنة عشرة المنخرطين في قواتهم فورا.
وصيحة الفزع ليست جديدة بل هي الأحدث في سلسلة من البيانات تزايدت في الآونة الأخيرة حول الوضع القاسي الذي يمرّ به أطفال العراق.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد أكّدت مؤخرا أنّ "الأوضاع المأسوية لأطفال العراق، تتجه من سيء إلى أسوأ."
وقال مسؤول في اليونيسف الاثنين إن وضع أطفال العراق يسوء، وأصبح في بعض الحالات، أسوأ مما كان عليه قبل الحرب.
وأوضح مدير الحالات الطارئة في اليونيسف، دان تول، قائلاً: "إن وضع الأطفال اليوم أسوأ مما كان عليه قبل سنة، وبالتأكيد أسوأ ما كان عليه قبل ثلاث سنوات.. والمؤشرات الغذائية والمؤشرات الصحية تتغير نحو الأسوأ."
وأضاف أن ظروفهم بعد الحرب مباشرة كانت أحسن، إذ توفرت لهم السبل الآمنة لتلقي الغذاء، لكنه أشار إلى أن الوضع تفاقم مع تزايد العنف الطائفي، وخاصة بعد تفجير الضريح الشيعي في سامراء في فبراير /شباط 2006 وعدم الاستقرار في البلاد، حيث منعت الأمهات والأطفال من الذهاب إلى المدارس أو المستشفيات لتلقي العلاج.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد