منع التدخين في بكين
قررت السلطات الصينية منع التدخين في معظم المباني العامة في العاصمة بكين اعتبارا من يوم الخميس، وذلك في محاولة لاقناع مدخني البلاد البالغ عددهم 350 مليونا على ترك العادة وكذلك في سياق محاولتها تنظيف المدينة التي تستعد لاستضافة الالعاب الاولمبية في شهر اغسطس/آب المقبل.
يذكر ان عادة التدخين منتشرة انتشارا كبيرا في الصين، حيث يمارسها ربع عدد سكان البلاد. ولاجل المقارنة، لكل ثلاثة سجائر تدخن في العالم، تدخن واحدة في الصين، اي ان الصين تستهلك لوحدها ثلث الانتاج العالمي من السجائر.
ويلعب التدخين دورا مهما في الانتشار السريع للسرطان وامراض القلب في الصين.
لا يستطيع المرء ان يتجنب رائحة دخان السجائر في بكين، ولكن هذا الامر سيتغير اعتبارا من يوم الخميس الاول من مايو/ايار حيث ستفرض السلطات المحلية حظرا على التدخين في معظم المباني العامة.
ويقول المسؤولون الصينيون إنهم جندوا جيشا يتكون من مئة الف من الافراد مهمتهم ضمان سريان الحظر.
وكانت السلطات تفكر في حظر التدخين في المطاعم واماكن الشرب ايضا، ولكنها ووجهت بمعارضة شديدة جعلتها تعدل عن رأيها. ولكن سيتعين على المطاعم والبارات توفير مساحات خاصة لغير المدخنين.
يقول الدكتور هانز ترويدسون ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين إنه "لو لم تتخذ الاجراءات الحاسمة من الآن، فإن النظام الصحي في الصين سيضطر للتعامل مع سيل جارف من حالات الاصابة بالسرطان وامراض القلب في غضون العقود الثلاثة المقبلة."
ويصف الدكتور ترويدسون التدخين بأنه "شكل من اشكال التهديد الصحي شبه الحاد بالنسبة للصين."
كما لعبت الالعاب الاولمبية دورا في شحذ همة السلطات للتعامل مع ظاهرة التدخين، حيث تطمح الحكومة الصينية الى تصوير العاصمة بكين على وجه الخصوص باعتبارها مدينة تقدمية وحديثة ونظيفة.
يذكر ان عادة التدخين متأصلة في الثقافة الشعبية الصينية، ولا يوجد وعي حقيقي حول مضاره الصحية.
وتقوم منظمة الصحة العالمية بمحاورة الحكومة الصينية حول ماهية الاجراءات الاضافية التي ينبغي عليها اتخاذها لمحاربة هذه الآفة، كزيادة الرسوم المفروضة على السجائر, ولكن صناعة السجائر تعتبر من الصناعات الرئيسية في الصين، ولذلك فالعديد من المسؤولين ليسوا مستعدين للاضرار بهذا القطاع.
الا انهم بدأوا يستوعبون الحقيقة القائلة إن اية خسائر مادية قد تتكبدها البلاد الآن في سبيل الحد من التدخين ستؤتي اكلها في المستقبل على شكل نفقات صحية اقل.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد