صراع الفضائيات العربية على كعكة الدراما السورية
لا يمكن الجزم بنشوب صراع بين قناتي «دبي» و«إم بي سي» على نيل الحصة الأبرز من كعكة الدراما السورية لهذا العام. إلا أن ظاهر الأمور يشي بأن نوعية الأعمال الدرامية السورية التي تتبناها القناتان، وسياستهما الإنتاجية تجاه هذه الأعمال، تسير وفق مسارات تسابقية حسب مبدأ «الند للند» في محاولة من كليهما لشد جمهور الدراما السورية نحوها.
الحديث عن الصورة النهائية لحصيلة كل من «دبي» و«إم بي سي» من المسلسلات السورية يبدو مبكراً. فحتى الساعة لم يبدأ سوق بيع الأعمال الدرامية للعرض الرمضاني، إلا إننا نستطيع ربما أن نتلمس ملامح هذه الصورة، اعتماداً على ما قامت كل من القناتين بتبني إنتاجه من أعمال درامية سورية حتى الآن.
البداية كانت مع إعلان قناة دبي إنتاجها عملا بدويا ضخما هو «صراع على الرمال» من بطولة تيم حسن الذي سطع نجمه على «إم بي سي» اثناء عرض مسلسل «الملك فاروق» السنة الفائتة. «صراع على الرمال» بإدارة المخرج حاتم علي الذي حشد في المسلسل أشهر نجوم الدراما السورية، بعد أن ضمن ميزانية ضخمة للعمل، سيعرض حصريا على «دبي». في هذا الوقت كانت «إم بي سي» تقود أكبر حملة ترويج لإنتاجها الجديد مسلسل «باب الحارة 3» للمخرج بسام الملا، متكئة على نجاح الجزءين الأولين، ليكون الجزء الثالث حجر رهان المنافسة في رمضان .2008 إلا أن «إم بي سي» سرعان ما تبنت إنتاجياً المسلسل البدوي «فنجان الدم» للمخرج الليث حجو وبطولة الفنان جمال سليمان، ليكون حجر رهانها البدوي، على ما يبدو، في مواجهة «صراع على الرمال».
عاد تلفزيون «دبي» ليخلق توازنا بنوعية الأعمال المنتجة مع «إم بي سي». حين أعلن في مؤتمر صحافي بدمشق تبنيه إنتاجياً لمسلسل «الحوت» للمخرج رضوان شاهين، وهو دراما اجتماعية تنتمي إلى دراما البيئة التي ينتمي إليها مسلسل «باب الحارة» مع فارق بسيط أن الأول يرصد عشرينيات الساحل السوري، بينما يرصد الثاني، كما بات معروفاً، اليوميات الدمشقية.
كما يذكر من دون شك ان قناتي «دبي» و« إم بي سي» كسرتا هذه السنة ما بات يعرف بحاجز العرض الرمضاني، اي عرض المسلسلات الجديدة للمرة الأولى في خلال شهر رمضان، فبدأتا بعرض مسلسلاتهما الجديدة قبل الموسم وخارجه.
قصب السبق كان لـ«إم بي سي» في عرض الجزء الأول من مسلسل «أهل الغرام»، ومسلسل «ندى الأيام»، فضلاً عما ينتظر عرضه من مسلسلات خارج رمضان وهي كثيرة منها: الجزء الثاني من «أهل الغرام» للمخرج الليث حجو، ومسلسل «جمال الروح» للمخرج مروان بركات، أما قناة «دبي» فبدأت منذ أيام بعرض مسلسل «يوم ممطر آخر» وهو من أهم إنتاجات هذا العام، وقبلها كانت قد بدأت بعرض مسلسل «بنت النور» للمخرج سامر برقاوي.
ولا يشارك القناتين كسر حاجز العرض الدرامي الرمضاني من الفضائيات العربية إلا قناة «أبو ظبي» التي عرضت المسلسلين السوريين «ضيعة ضايعة»، و«إسأل روحك».
وهنا من الجدير الإشارة الى أن كسر هذا الحاجز من قبل القنوات الثلاث لم يتم إلا بأعمال درامية سورية، وفي هذا سبب إضافي لتسابقها في عرض هذه الأعمال.
المطلع على عمل قناتي «دبي» و«إم بي سي» يدرك أن كلتيهما، خلال السنوات السابقة، اعتمدتا على أسلوب العرض الحصري لعدد من الأعمال الدرامية، معظمها من إنتاجهما الخاص. ولعله ما من مبالغة في القول إن تجارب القناتين كانت الأكثر نجاحاً مع تبني الأعمال السورية، ويعرف الجميع أن أعمالاً سورية مثل «باب الحارة» أو تلك التي تمت بتوقيع سوري مثل «الملك فاروق» ، قد استحوذت جميعها على جوائز الدراما العربية للعام الماضي. وقبلها حازت جماهيرية ونسب مشاهدة عالية، وفي كل ذلك أسباب محفزة للقناتين للتفكير بالدراما السورية كحصان رهان في سباقهما الرمضاني.
مما لا شك فيه أن فارق الزمن والخبرة كان في كل مرة يرجح كفة «إم بي سي». إلا أنه من الواضح أن «دبي» هذا العام، تتحرك وعينها على النجاح الذي حققته «إم بي سي» العام الماضي، واضعة في حساباتها ألا تكون القناة الثانية جماهيرياً، وهو الأمر الذي على ما يبدو لن تسمح «إم بي سي» بتحقيقه، ولا سيما أن في جعبتها لهذا العام... «أسمهان» وهو مسلسل السيرة الأهم، وفق القراءات الأولى.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد