افتتاح مركز لقواعد بيانات التراث السوري
برعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف وسفارة الجمهورية الإيطالية بدمشق يوم الاثنين الفائت بافتتاح «المركز الجديد لقواعد بيانات التراث السوري» في مبنى مديرية المعلوماتية بمتحف دمشق التاريخي، وحضر الافتتاح كل من الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة والدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف والسفير الإيطالي في دمشق الدكتور لويجي أتشيلي إيميريو والدكتور كامينلبي رئيس وحدة المتحف في المشروع الإيطالي وفريق العمل في مديرية تقانة المعلومات في المديرية العامة للآثار والمتاحف.
ووصف الدكتور القيم في كلمته أن التعاون مع الجانب الإيطالي في مجال الآثار والتراث هو تعاون قديم وعميق جداً وأنه اليوم يثبت جدارته على أرض الواقع.
وتمنى الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف في كلمته استمرار هذا التعاون مع الجانب الإيطالي في هذا المشروع الإستراتيجي تحديداً، كما شكر جاموس جهود الحكومة الإيطالية على دعمها المتواصل لبعثات التنقيب والترميم الأثرية إلى سورية.
- يسعى مشروع التعاون السوري الإيطالي إلى إنشاء مخبر لقواعد البيانات الأثرية ويعتبر هذا المخبر الخطوة الأولى والمهمة من أجل توثيق القطع الأثرية في متحف دمشق الوطني، ويعمل كل من الفريقين السوري والإيطالي حالياً على البرمجيات الخاصة بهذه العملية التوثيقية التي تعتبر الجزء الأول من المشروع، وأما الجزء الثاني من المشروع فسيتم خلاله توقيع القطع الأثرية على خريطة أثرية سيتم وضعها لسورية ليتم ربطها فيما بعد مع قواعد البيانات التي يجري العمل على بنائها في الوقت الحاضر، وكشفت مصادر «الوطن» في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن الإستراتيجية التي ترسمها المديرية العامة للآثار تهدف إلى إنشاء «بنك معلوماتي أثري» يضم كل الآثار والمباني الأثرية وجميع اللقى الأثرية أيضاً بعد أن يتم مستقبلاً تعميم كل هذه البرمجيات والنماذج على جميع المتاحف السورية.
وتحدث المهندس عبد السلام الميداني مدير تقانة المعلومات في مديرية الآثار والمتاحف عن جميع مشاريع تقانة المعلومات التي قامت بها المديرية منذ العام 2007 إلى الآن والتي تصب في مجملها في مصلحة المشروع التوثيقي الأثري. وأول هذه المشاريع كان «إعداد البنية التحتية» التي أدت إلى تجهيز ما يقارب 300 جهاز كمبيوتر تم توزيعها على جميع دوائر الآثار في سورية لتحضير العمل مستقبلاً على المخططات والتوثيق في هذه الدوائر، وكان المشروع الثاني للمديرية بهذا الخصوص حول إعداد كاميرات رقمية لتصوير اللقى والتراث الأثري، إلى جانب المشروع الذي أدى وكمرحلة أولى الربط الشبكي بين متاحف دمشق الستة وذلك لوصلها مع مخدمات قواعد البيانات. وقال الميداني إنه في المرحلة القادمة سيتم استكمال هذا المشروع بحيث يتم ربط جميع متاحف سورية شبكياً للوصول إلى إنجاز «بنك معلومات أثري» مع وجود مخدمات تحمل هذه المعلومات.
- وأعلن الميداني عن إطلاق الموقع الالكتروني «www. dgam. gov. sy» قبل أسابيع قليلة. وسيقدم هذا الموقع حالياً المعلومات الكافية عن المواقع الأثرية كالمتاحف والقلاع والمباني الأثرية، وسيتحدث الموقع أيضاً عن المكتشفات الموجودة في هذا المواقع أو التي سيتم اكتشافها تباعاً لعمليات التنقيب إضافة إلى كل المعلومات الخاصة بالتعاون الخارجي بين كل من إيطاليا والاتحاد الأوروبي مثلاً وغيرهم. وأشار الميداني إلى أن هذا الموقع الالكتروني الجديد سيشتمل مستقبلاً على أبحاث علمية أثرية أي إنه سيكون في المستقبل موقعاً علمياً وتعريفياً بالآثار وموقع توثيقي تاريخي للمباني واللقى الأثرية.
- كما تحدث المهندس فيكن عباجيان خبير المعلوماتية في مديرية الآثار والمتاحف وقال: إن نظام قواعد البيانات الجديد معني بكل الحقول الأثرية ومنظم جيداً من الناحية البنيوية، وأشار إلى أن هذه البنية نفسها مبنية على مبدأين: الأول معرفي والآخر حماية «Knowledge base & protected base». وذكر عباجيان المراحل التي مر بها المشروع في بداياته حيث كان معروضاً كبانوراما وغير مكتمل في معرض شام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عام 2005 تحت عنوان «E-archeology» لتضاف إليه فيما بعد «+» بالتعاون مع علماء فرنسيين وشبكة نوستيا لتصبح تسميته الحالية«+ E-archeology» وذلك حتى العام 2007 الذي شهد ورشة عمل ضخمة لتقييم هذا المشروع بحضور مجموعة من الخبراء الإيطاليين والفرنسيين واليونانيين والسوريين ليتم بعدها رفع بعض دراسات هذا المشروع إلى مقام الرئاسة وللخارجية القطرية. وأضاف عباجيان أن العام 2008 شهد إطلاق التعاون السوري الإيطالي في هذا المشروع من جانب النموذج المتحفي.
وأوضح عباجيان أن الجانب المتحفي من هذا المشروع يشتمل على جانبين غاية في الأهمية هما قاعدة البيانات والحلول المتكاملة مع نظام المعلومات الجغرافي «GIS» اللذان يشتركان برؤية واحدة، وأضاف عباجيان: إن هذه الحلول تطلبت جهوداً كبيرة مؤخراً من أجل إيجاد الأدوات المناسبة من الـ«GIS» للمساعدة في أخذ الـ«Oracle 10g» لدعم هذه الأدوات. ونوه إلى الضغوط التي تعرضت لها المديرية من قبل الشركات المتنافسة والتي كانت كل واحدة منها تعتبر نفسها الأفضل بين الشركات الأخرى إلا أن مديرية تقانة المعلومات في مديرية الآثار والمتاحف استطاعت فرض رؤيتها في هذا المشروع.
كما تحدث عباجيان عن موضوع «الأمن» الخاص بهذا المشروع إذ إن هذا النوع من المشاريع قد يكون بالتأكيد عرضة للاستهداف أو الإساءة من قبل الكثيرين كأن يقوم أحد باختراقه لأنه غالباً ما تكون النظم ذات العلاقة بالتاريخ والتراث مستهدفة.
وعبر عباجيان في ختام حديثه عن شكره للفريق الإيطالي ومساهمته الكبيرة في هذا المشروع متمنياً أن نكون في سورية مؤهلين للاستثمار الأفضل لهذا المشروع بالمستوى الذي يرتقي إلى قيمة ما قدمته إيطاليا في هذا المجال.
ميس العاني
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد