المصارف المركزية العالمية تتدخل لمنع أزمة مالية دولية
أعلنت المصارف المركزية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان وبريطانيا وسويسرا وكندا الخميس عن قرارها ضخ مزيد من الأموال في أسواق المال العالمية، التي تشهد أزمة متفاقمة، جراء انهيارات المؤسسات المالية الأمريكية.
فقد أعلن المصرف المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) ضخ 180 مليار دولار في أسواق المال وذلك في إطار جهد دولي لمنع اندلاع أزمة مالية عالمية غير مسبوقة.
وتعهدت المصارف المركزية العالمية بالانضمام للجهد الأمريكي في هذه الخطوة.
وكانت البورصات الآسيوية قد هوت الخميس أسوة بنظيرتها الأمريكية، في أعقاب مخاوف من قرض طارئ لواحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال التأمين ما غذى مخاوف بشأن سلامة الأسواق المالية.
فقد هوى مؤشر بورصة هونغ كونغ "هان سينغ" 7.2 في المائة، وانخفض مؤشر "نيكاي" الياباني 3.7 في المائة، ولحقت بها في الهبوط أيضاً بورصات أستراليا وكوريا الجنوبية.
ففي وقت سابق لهذه الانهيارات، فقد مؤشر داو جونز الصناعي 449 نقطة، وهو ثاني أسوأ يوم في داو جونز خلال عام، فيما عانت أسواق "ناسداك" و"إس آند بي" من انهيارات فاقت نسبة 4 في المائة.
وجاءت هذه الانهيارات في أعقاب تعرض مصرف "ليمان بروذرز" الاستثماري للإفلاس، وهيمنة "بنك أوف أمريكا" على "ميريل لينش"، وتقديم الحكومة الأمريكية قرضاً بقيمة 85 مليار دولار لشركة التأمين العملاقة "أمريكان إنترنانشيونال غروب" AIG.
وقال مدير المحافظ الاستثمارية في مؤسسة "آشفيل كابيتل بارتنرز"، كيلي هيل، إن الانهيار الناجم عن أزمة الإسكان والرهن العقاري امتد إلى كامل الصناعة المالية، وهي تمتد إلى صناعات أخرى، مضيفاً: "السؤال الذي ينبغي لأي شخص أن يسأله هو 'ما الذي سيصلح هذا؟'"
وتلقى مصرفان آخران في "وول ستريت" صفعة قوية عندما فقد مصرف "مورغان ستانلي" 29 في المائة من قيمة سهمه، بينما فقد مصرف "غولدمان ساشس" 21 في المائة.
وقال جون شلويغيل، نائب رئيس قسم الاستراتيجيات الاستثمارية في مؤسسة "كابيتال سيتيز" لإدارة الأصول إن المستثمرين متشككين حيال بعضهم بعضاً وحيال أي استثمار أقدموا عليه في أي مكان في العالم، "ويبدو أن المستثمرين بدؤوا ببيع أي شيء يحمل طابع المخاطرة المالية والهرب.. إننا نعيش وضعاً غريباً الآن."
وكانت الأسواق الأمريكية قد انتعشت ليل الثلاثاء، وتبعتها نظيرتها الآسيوية والأوروبية صباح الأربعاء، مرتدة عن المستويات المتدنية التي بلغتها خلال جلسات هذا الأسبوع بعد إعلان إفلاس بنك "ليمان براذرز" وذلك بتأثير قرارات المصرف المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي).
فمع أن المصرف قرر إبقاء مستويات الفائدة دون تغيير، عند حاجز اثنين في المائة غير أنه اعتمد خيار تقديم 85 مليار دولار إلى شركة "أمريكان انترناشيونال غروب"، وذلك لتجنبيها إعلان إفلاسها بدورها، وتهديد كامل القطاع المالي بانهيار شامل.
وأغلق مؤشر "داو جونز" الصناعي بصعود 1.3 في المائة، وتبعه مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الذي كسب ما يعادل 1.8 في المائة من قيمته.
أما مؤشر طوكيو فصعد 1.21 في المائة من قيمته، وافتتحت الأسواق الأوروبية تداولاتها على ارتفاع، بلغ 0.21 في المائة في مؤشر DAX 30 الألماني و1.39 في المائة بمؤشر CAC 40 الفرنسي 0.25 في المائة في مؤشر لندن البريطاني.(لمزيد من التفاصيل)
من ناحية ثانية، أعلن مصرف "باركليز" البريطاني الأربعاء شراء بعض وحدات المصرف المنهار بقيمة 1.75 مليار دولار.
وكشفت بيان صادر عن المصرف البريطاني، أنه سيشتري المقار الرئيسية لمصرف ليمان في نيويورك، ومركزين للبيانات في نيوجيرزي، بقيمتهما المالية الحالية والمقدرة بـ1.5 مليار دولار، في حين سيتملك أعمال بنك ليمان المصرفية، وفي البورصة في أمريكا الشمالية، بمبلغ 250 مليون دولار نقداً.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد