أمريكا ترفض مقترحاً ألمانياً للتسوية مع إيران
الجمل : نقلت مؤخراً صحف غربية تصريح وزير الدفاع الألماني، فرانتز جوزيف يونغ : بأن من الممكن السماح لإيران بالقيام برنامج تخصيب محدود لليورانيوم، يكون تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية الدولية (IAEA).
و يأتي هذا تصريح على خلفية الخلافات الـ (كامنة) حول العرض الذي قدمته مجموعة الـ (5+1) التي تضم الخمسة دول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا وتشير التسريبات إلى :
ـ إن إيران تتمسك بحقها في القيام بعملية تخصيب اليورانيوم من اجل الاستخدامات السلمية التي يقرها القانون الدولي.
ـ كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا تشدد وبشكل قاطع على ضرورة أن تتخلى إيران بشكل نهائي عن برامج تخصيب اليورانيوم، إضافة إلى ضرورة أن يقوم مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي، ووكالة الطاقة الذرية بالتحقق من ذلك.
ـ روسيا والصين ستوافقان على مطالبة إيران بعدم الاستمرار في برنامج تخصيب اليورانيوم الساعي إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وفي نفس الوقت تعارضان فرض أية عقوبات أو اتخاذ أي إجراء دولي عنفي ضد إيران.
ـ وكالة الطاقة الذرية، أكدت في تقريرها الختامي لمجلس الأمن، بأنها قد أشرفت على تفتيش المنشآت النووية الإيرانية لعدة سنوات، ولم يعثر مفتشوها على أية حيثيات أو معطيات تشير إلى قيام إيران بالسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل...
من هنا فإن الموقف الألماني، يسعى إلى تقديم حل استباقي مبكر للأزمة الوشيكة الحدوث التي يمكن أن تعصف بلجنة الـ (5+1)، عند انعقاد اجتماعها المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة لاتخاذ موقف محدد إزاء الرد الإيراني على العرض الذي قدمته اللجنة لحسم موضوع ملف البرنامج النووي الإيراني.
وزير الدفاع الألماني يرى أن الموقف الأمريكي المتشدد لن يمنع إيران من الاستمرار في القيام بما تقوم به بعض دول العالم الثالث النووية الأخرى مثل الهند وباكستان وإسرائيل. لذلك اقترح "تقييد حرية حركة الأنشطة النووية الإيرانية، عن طريق فرض الرقابة المتشددة عليها".
رد الفعل الأمريكي إزاء العرض الألماني، جاء على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أدم إيرلي والذي صرح في اليوم التالي لحديث الوزير الألماني، بأن حكومة الولايات المتحدة قد اتصلت بالحكومة الألمانية لتستفسر عن تصريحات وزير دفاعها، وقد ردت الحكومة الألمانية بأن هذه التصريحات لا تمثل موقف الحكومة الألمانية الرسمي، وإنما هي "مجرد قصة غير صحيحة"..
بعض المحللين رأوا في تصريحات الوزير الألماني، بالون اختبار ألماني لمعرفة رد الفعل الأمريكي ـ البريطاني ـ الفرنسي، قبل الشروع بشكل عملي بتقديم أي مقترح. وألمانيا تقدم مقترحا بشكل مباشر قبل معرفة رد الفعل الأمريكي، الذي وضح أن معركة الملف النووي الإيراني ما تزال في مرحلة التأهب والاستعداد وهي ما تزال طويلة ومفتوحة على كل الاحتمالات.
الجمل
إضافة تعليق جديد