الحرباء
اتخذت ألوان الواقع
واستعملت كلام الآخرين،
لم تكن لي لمستي الشخصية
لم تكن لي حتى بصمة.
كنت أنصت دون رغبة،
واستمع كالمتلصص
وأقول ما لا أقتنع به
كنت على الأكثر أصدر أصواتاً
من أجل الونس.
أرى هيئات الناس غريبة
وأشعر أنهم جادون بلا طائل،
تبدو الحوارات أمامي جزءاً من تمثيلية،
لا أعرف متى تنتهي
ولا أعرف متى بدأت.
اتهموني بالتلون،
لم أنكر
وتساءلت كيف لي أن أتحمل أصناف البشر العديدة
دون جرعة من المسايرة.
أما إذا كان لي أن أبوح برغباتي الأصيلة
فهي أن يقتل أحدنا الآخر.
ما دمنا نحصل على خرجياتنا من هذه الجهة أو تلك
فلنلعب في أوقات فراغنا الطويلة،
لكن المدهش أن هناك من يدفع لنا مقابل اللعب.
للألعاب قواعد ولا أحد ينوي أن يخل بها تحت أي ظرف.
وأنا الضاحك مع الضاحكين،
والشاتم مع الشاتمين،
حتى لا يقال أنني لست اجتماعياً.
لم يكن لي صديق
لكنني كنت أطلق هذا اللقب بسهولة
على شريك السكر،
كان أصدقائي كثر،
لكنني حين كنت أعود في المساء
إلى قبوي وحدي
كنت اتخذ لون هذا القبر.
لوني الحقيقي
الذي لا أجرؤ
على الظهور به
حتى لا أرعب الآخرين،
وأذكرهم بما يبذلون الجهد كي ينسوه.
كنت أطفو مع أي شلة
وأغرق مع أي عاصفة.
منار ديب
الجمل
إقرأ أيضاً:
بقيت على السطح
إضافة تعليق جديد