عن المرأة الحامل المدخنة والنيكوتين
هل تستطيع امرأة حامل أن تدخّن؟ الجواب عند الأطباء المختصين يكون دائماً بالتحذير من مخاطر التدخين على الجنين، ومنها نقص في وزن المولود، قد يصل إلى 200 غرام في حالة الحمل الذي لم يراعِ المنع المطلق من السجائر! ولكن الأم التي ستختار الاستجابة إلى هذه التحذيرات والتجاوب مع قرار منع التدخين، ستعاني، كما أي فرد مدخّن، صعوبة التخلي عن إدمان على النيكوتين، السؤال يكون عادةً عما إذا كان بالإمكان الاستعانة بالبدائل النيكوتينية، كاللصقات مثلاً، التي توضع على الجلد، أو العلكة التي تمضغ في الفم وتحوي الكمية المطلوبة، المختصون لا يزالون منقسمين بشأن القرار، فبينما يذهب بعضهم إلى إعلان أن استهلاك عنصر النيكوتين بأي شكل أثناء الحمل، يؤدي إلى تحويل الطفل إلى فرد أشدّ قبولاً للإدمان عليه مستقبلاً، ولهذا السبب مثلاً، حذّرت وكالة الأمن الصحي للمنتجات الصحية، الحوامل من هذه الوسائل البديلة بعد ستة أشهر من الحمل، ولكن، بعض الأطباء يصرّون على وصف اللصقات والعلكة، لأنها برأيهم أقل خطراً من السجائر لمنع أي عودة محتملة أثناء الحمل إليها، ولأن استهلاك النيكوتين، لا يشابه المخاطر الناجمة عن إحراق التبغ، وما يحويه من عناصر سرطانية وسموم.
وربما يستطيع هؤلاء الأطباء الآن الارتياح إلى نتائج دراسة نشرت في الجريدة العالمية لأمراض النساء والتوليد، أشارت إلى أن استعمال لصقات النيكوتين الطبية لا تؤثر على معدل وفيات الأطفال بعكس التدخين الذي يؤثر جدياً، أو حتى التعرض الدائم إلى دخان السجائر، وأن النيكوتين وحده، بدون الملحقات السمومية الأخرى الناتجة عن إحراق التبغ، لا يظهر أي آثار على النظام الدموي والتنفسي للأم وللطفل، وأن كميات النيكوتين في اللصقات، لا تكفي لإحداث أي إعاقة في النمو أو في الدم الجنيني.
على أي حال يجدر التشديد مرة أخرى على ضرورة أن تتخلى الأم الحامل عن عادة التدخين، وأن تبتعد قدر الإمكان عن المدخنين كي لا تحنّ إلى السيجارة من جهة، ولا تعاني من آثار التدخين السلبي من جهة أخرى.
خضر سلامة
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد