البرادعي يطالب بتفتيش مواقع عسكرية سورية
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي امس، ان وكالته ستعرض قريبا على دمشق، صورا مأخوذة بالأقمار الاصطناعية لموقع الكبر السوري في دير الزور الذي قصفته اسرائيل في العام الماضي، رغم انه أشار الى ان هذه الصور ليست »عالية الجودة«، داعيا سوريا إلى فتح مواقع تتصل بشؤون عسكرية امام المحققين، قال انه مستعد للتوصل الى صيغة تحفظ سريتها.
وبدأ مجلس محافظي الوكالة الذرية اجتماع نهاية العام في فيينا، بعد يوم من موافقته على طلب سوري بالحصول على مساعدات في التخطيط لبناء محطة للطاقة النووية، رغم معارضة الولايات المتحدة. وقد نفى رئيس هيئة الطاقة الذرية السورية إبراهيم عثمان، ان تكون هناك صفقة متبادلة بين بلاده والوكالة الذرية حول ملف موقع الكبر والموافقة على تقديم دعم نووي لبلاده. وقال عقب مشاركته في اجتماعات مجلس المحافظين »هذه الأنــباء عارية عن الصحة«.
وفي كلمته، كرر البرادعي ما جاء في تقرير للوكالة حيال موقع الكبر. وقال »في حين أنه لا يمكن استبعاد كون المبنى موضع الخلاف معدا للاستخدامات غير النووية.. إلا أن ملامح المبنى علاوة على توفر قدرة ضخ ماء تبريد مناسبة، تتشابه مع ما يمكن ان يوجد في ما يتصل بموقع مفاعل نووي«. واعتبر انه »في ضوء هذا.. من الضروري أن تمد سوريا الوكالة بالوثائق التي تدعم إفاداتها بخصوص طبيعة ووظيفة المبنى الذي جرى تدميره«.
وقال المسؤول الدولي ان الوكالة تنظر في المزاعم السورية بان جزيئات اليورانيوم الطبيعي التي عثر عليها في المكان، تسببت بها الطائرات الاسرائيلية المهاجمة، مشيرا الى ان الوكالة تعتزم ان تطلب من إسرائيل تقديم معلومات مفصلة في ما يتعلق بالتفسير السوري حول جزيئات اليورانيوم.
واعلن البرادعي ان الوكالة »توصلت الى اتفاق مؤخرا مع سوريا من اجل اطلاعها على صور بالأقمار الاصطناعية التقطها بلد عضو في الوكالة بعد وقت قصير من حصول القصف، وستقوم الوكالة بذلك ما ان تسنح الفرصة«. لكنه اعتبر انه »من المؤسف والمحير بالفعل« أنه لا توجد صور ذات جودة عالية التقطتها أقمار للموقع، قبل أن تزيل سوريا الركام من الموقع.
وفيما قال دبلوماسي ان الوكالة الدولية عثرت مؤخرا على صور »ضعيفة« أخذت في أعقاب الهجوم، ذكر دبلوماسيون على علاقة بالتحقيقات، انه من الممكن ان تكون الدول السبع التي لديها شبكات أقمار اصطناعية تجارية، قد سحبت الصور الخاصة بهذه الفترة من التداول لأسباب أمنية غير معروفة، او ان تكون سوريا قد »اشترتها« لتعرقل التحقيقات. وأكد دبلوماسي ان هذه الدول هي الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل وروسيا والصين والهند واليابان.
ورغم ذلك، حذر البرادعي من ان صور الأقمار الاصطناعية ليست علاجا لكل المشاكل في مثل هذه التحقيقات النووية الصعبة. وقال لمجلس المحافظين »لأن الوكالة لا تستطيع ان تتحقق من صحة مثل هذه الصور، فاننا نعتمد عليها فقط كمصدر إضافي لتأكيد معلومات اخرى. ولا يمكن ان تكون الأساس الوحيد للتقييم.« ورأى انه »يجب ان توافق سوريا أيضا في إطار إجراءات الشفافية على السماح للوكالة بزيارة مواقع أخرى«.
وأوضح البرادعي »كما ذكرت في حالة إيران، فإنني واثق من أنه من الممكن تطوير صيغة تضمن سرية المعلومات العسكرية وتمكن الوكالة في الوقت ذاته من مواصلة تقييمها«. وتابع »حتى تستكمل الوكالة تقييمها، من الضروري وجود شفافية قصوى من جانب سوريا واطلاع الوكالة على كل المعلومات ذات الصلة التي قد تكون لدى دول أخرى«، في إشارة الى اسرائيل والولايات المتحدة.
من جهة اخرى، حث البرادعي طهران على التعاون مع التحقيق الذي تجريه وكالته حيال الدراسات المزعومة بشأن محاولة ايران تصنيع سلاح نووي. وقال »ما زلت أحث إيران على تطبيق كل الإجراءات اللازمة لبناء الثقة في الطبيعة السلمية الخالصة لبرنامجها النووي.. وآمل أن تتهيأ الظروف قريبا لإجراء مفاوضات مباشرة بين جميع الأطراف المعنية اللازمة لإرساء إجراءات بناء وتطوير الثقة الضرورية للتوصل إلى حل للقضية الايرانية والاســتقرار في الشــرق الأوسط«.
وأكد مجددا ان الوكالة لا تريد بأي شكل من الأشكال التدخل في نشاطات إيران العسكرية التقليدية أو الصاروخية. وقال إن »تركيزنا هو على المواد والأنشطة النووية«، غير انه شدد على ان لدى الوكالة مسؤولية، بموجب اتفاقات الحماية، في توضيح صحة جميع المعلومات المتوفرة كي تتمكن من تأكيد ان جميع المواد النووية تستخدم بشكل خاص لأغراض سلمية.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد