إسرائيل تلوح بـ«معاقبة» تركيا بإلغاء صفقات أسلحة ودور الوساطة

إسرائيل تريد، على ما يبدو، الانتقام من أنقرة، بسبب موقفها من العدوان على غزة. وهي، لهذا، تفكّر في رفض طلبات تسليح لتركيا وربما الإطاحة بدورها كوسيط للسلام بين دمـشق والدولة العبرية.
وذكرت صحيفة »جيروزاليم بوست«، نقلاً عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن »تركيا تتطلع إلى الدول العربية المعتدلة وتتمنى تعزيز الروابط معها. ومثلما نرفض بيع أسلحة متطورة للأردن ومصر، قد نقرر عدم بيع أسلحة لتركيا«، نظراً »للتغير الذي طرأ على العلاقات بين أنقرة وتل أبيب«، بسبب موقف تركيا المعارض للعدوان على غزة، وما تبعه من انسحاب رئيس الوزراء التركي من جلسة دولية احتجاجاً على »أكاذيب« الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي إسرائيلي »إن تركيا لم تعد تعتبر شريكا دبلوماسيا أمينا«، في الوساطة غير المباشرة بين سوريا والدولة العبرية. وأيده في ذلك مسؤول حكومي آخر، قال إن أردوغان »لم يعد، بالنسبة لإسرائيل، وسيطاً نزيهاً«، لكن تل أبيب لم تتخذ قراراً بهذا الشأن، مشيراً إلى أن الانتقاد موجّه إلى اردوغان شخصياً، لا إلى بلاده.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، ستعيد وزارة الدفاع الإسرائيلية النظر في الطلبات التركية لشراء أسلحة متطورة، لم يحددوها، معربين، من جهة أخرى، عن خشيتهم من أن ترد أنقرة بإلغاء الاتفاق الذي يسمح لسلاح الجو الإسرائيلي بالتدريب في الأجواء التركية.
وقال أحد هؤلاء »لا أحد يعرف كيف سيؤثر ذلك على علاقاتنا.. الدفاعية«، فيما يخشى آخرون من تأثر الروابط التجارية بين أنقرة وتل أبيب، التي تبلغ قيمتها السنوية أربعة مليارات دولار، ٦٠ في المئة منها صادرات تركية إلى إسرائيل. لكن دبلوماسياً إسرائيلياً قال للصحيفة إن »أياً من المبادرات الاقتصــادية بين الجانبين لم تُلغَ«، خاصة الخطط لإقامة بنى تحتية إسرائيلية ـ تركية وممر لنقل الطاقة بين مرفأي حيفا وجيهان.
من جهتها، نقلت صحيفة »هآرتس« عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن مستشار الأخير، شالوم ترجمان أجرى خلال الأيام الماضية، اتصالات بمستشاري أردوغان »لتبادل رسائل التهدئة«.
في المقابل، قال نائب رئيس الوزراء التركي جميل شيشيك إن تركيا »لا تستهدف إسرائيل أو الإسرائيليين. لكننا كنا نعبّر عن قلقنا إزاء مقتل المدنيين والمأساة الإنسانية في غزة«، مؤكداً أن بلاده »تريد المحافظة على علاقتها مع إسرائيل«.

المصدر: وكالات