أوبئة المستقبل تتزايد... وحملات الوقاية غير جدية
اجتمع علماء في فيينا الأسبوع الماضي في إطار المؤتمر العالمي الثاني للأمراض المنتشرة وللمراقبة (IMED)، وحذروا من التزايد المقلق للأخطار الصحية المعدية، «سوف نكون أمام أوبئة معدية في السنوات المقبلة، وسوف نكون أمام وباء انفلونزا، مثلما شهدنا ثلاثة أوبئة ضخمة في القرن العشرين، السؤال المطروح اليوم ليس «هل؟»، بل «متى سيحصل ذلك؟»، ووضع الحواجز الضرورية للرقابة من أجل تخفيف الآثار الصحية المنتظرة على الحيوان والإنسان»، حسب البروفسورة لاريا كابوا، من معهد البندقية للرقابة الصحية.
لفت باحثون إلى أن السيدا تحوّل اليوم إلى مرض مزمن، ولم يُتوصّل إلى لقاح له، ومرض الشيكونغونوا يفرض نفسه شيئاً فشيئاً كوباء معدٍ، بعدما قتل 200 شخص في جزيرة الريونيون، وقد أدخله سائح إلى إيطاليا.
التحول المناخي يلعب دوراً مهماً أيضاً في نشر الأمراض، مرض اللسان الأزرق، الذي يصيب الماشية، نقله البعوض المتحول جينياً إلى بلجيكا وهولندا، ولكن يبقى اللاعب الفيروسي الأهم الذي يشغل بال العلماء، والذي يتوقع له أن يمثّل الخطر المستقبلي الأكبر هو انفلونزا الطيور، الذي أظهر تطوراً في نسيجه ضد المعالجات المستخدمة لمكافحته! هذه المقاومة المستجدة وتكيف خلاياه مع تركيبات الأدوية، أثارا صراعاً بين خبراء الصحة البشرية وخبراء الصحة الحيوانية، فبينما تتهم المجموعة الأولى الثانية بالإكثار من استعمال المضادات الحيوية بعيارات سيئة، يرى هؤلاء أن غياب الرقابة هو السبب الأهم في المشكلة.
حمّى الضنك أصابت مليوناً في كمبوديا، والحمى الصفراء أيضاً، تتمدن عبر هجرتها من الغابات، الحمّى النزفية تكوّن طبقات من المصابين في تركيا وفي اليونان، أما حمى الوادي المتصدع فتنمو في أفريقيا الشرقية وانتقلت فجأة إلى السعودية ومصر (2000).
طالب المؤتمرون بالتحضير جدياً لحملات ضد الأوبئة الحديثة، وقال هونري وايلد، من جامعة بانغكوك «رغم أن اللقاح المضاد لداء الكلب مكتشف منذ أكثر من قرن، إلا أننا ما زلنا ندفن 50 ألف إنسان كل عام بسبب الداء، معظمهم من الأطفال؟».
خضر سلامة
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد