أنان يربط وقف إطلاق النار بعودة الجنديين الإسرائيليين
فشل مجلس الأمن الدولي مرة جديدة أمس، في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. وعرض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في جلسة خصصت لبحث الازمة، خطة رباعية اعتبر انها تشكل القاعدة السياسية لأي وقف دائم لإطلاق النار. وفيما رأى ان المقاومة جعلت امة بأكملها رهينة لديها، منتقدا في الوقت ذاته الاستخدام المفرط للقوة من جانب إسرائيل، جددت الولايات المتحدة رفضها دعوته لوقف النار، في حين ذكرت إسرائيل انه ليس لدينا أي جدول زمني.
وتنص خطة أنان التي عرضها خلال جلسة خصصت لبحث الوضع في لبنان، على نقل الجنديين الأسيرينالى السلطات اللبنانية الشرعية برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف إعادتهما الى إسرائيل ووقف إطلاق النار. كما تنص على نشر قوة لحفظ السلام في الجانب اللبناني من الخط الأزرق للمساهمة في إرساء الاستقرار في المنطقة، وإنشاء آلية تضم شخصيات إقليمية ودولية لمراقبة وضمان تنفيذ اي اتفاق يجري التوصل إليه.
ودعا انان أيضا الى عقد مؤتمر دولي لوضع جدول زمني دقيق لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بسرعة وخصوصا بالنسبة الى نزع سلاح حزب الله وترسيم الحدود مع سوريا، بما في ذلك منطقة مزارع شبعا. وفيما اعتبر ان المقاومة جعلت أمة بأكملها رهينة لديها وأعادت الى الوراء احتمالات التفاوض من اجل السلام سلم بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، متهما إياها في الوقت ذاته بالاستخدام المفرط للقوة.
وقدم أنان تقريرا في اجتماع مغلق عما توصلت إليه مهمة الوساطة التي أرسلها الأسبوع الماضي الى المنطقة. والتقى وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس.
وأشاد المندوب اللبناني نهاد محمود بتصريحات أنان بوصفها صوتا للعقل، خاصة بدعوته الى وقف العمليات العسكرية والتعجيل بالمعونات الإنسانية. وكرر دعوة الأمين العام لوقف إطلاق نار فوري، محذرا إسرائيل من ان الحل لا يمكن ان يكون عسكريا. وقال قد يتخذ الأمر منهم وقتا طويلا جدا ولن يحققوا شيئا سوى تدمير لبنان، واعتقد ان هذا ما يريدون القيام به.
في مقابل ذلك، أكد السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة دان غيلرمان فور انتهاء خطاب أنان، انه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار. وقال سوف يستمر الأمر طالما انه يجب ان يستمر، مضيفا سوف نقوم بكل ما هو ضروري. ليس لدينا أي حد زمني. الدبلوماسية يمكن ان تنطلق فقط بعد الانتهاء من الارهاب. واعتبر ان خطاب أنان أزعجه لانه لم يذكر فيه كلمة إرهاب، ولانه لم يشر فيه الى سوريا وإيران.
وقال غيلرمان :أول ما يجب البحث فيه هو وقف الارهاب قبل الحديث عن وقف العنف .. عندما تعمل على ورم سرطاني لا تتوقف في وسط الطريق لتطلب من المريض ان يعيش مع هذا المرض حتى يقضي عليه، بل تتأكد من انه أزيل كليا.
من جهته، اعتبر المندوب الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون ان الوقت حان ليتخذ مجلس الأمن موقفا، مجددا رفض واشنطن وقف إطلاق النار. وأوضح كما كررنا سابقا، فإن ما نبحث عنه هو وقف العنف على المدى البعيد وهو جزء من تغيير متفاهم عليه في المنطقة وجزء من تأسيس حقيقي للسلام، لكن أحدا لم يفسر لنا كيفية وقف إطلاق النار مع مجموعة من الإرهابيين.
وقال بولتون :من الواضح ان سوريا رفضت استقبال وفد أنان، بعدما اعترضت على حضور تيري رود لارسن. وأوضح ان الأمين العام أشار بحزم الى انه هو من يختار مبعوثيه وليس سوريا، موضحا ان الفيتو السوري يطرح مشكلة أساسية. وأكدبصورة موضوعية، لا يقتصر الفيتو السوري فقط على زيارة الوفد، لكنه ينسحب أيضا على كافة جهودنا الجماعية لإيجاد حل دولي. وأضاف :لست أرى كيف تستطيع الأمم المتحدة ان تضطلع بدورها كاملا إذا لم يكن فريق مهم في هذا النزاع، وهو سوريا، مهتما بالحوار. وهذا أمر خطر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد